لدغة ثعبان تسببت في فراق عروس الأقصر للحياة؛ حيث كانت ذات الثمانية عشر ربيعاً تستعد لحفل زفافها، إلا أن أسرتها عثرت عليها ملقاه على الأرض، بدون حراك، وفي محاولة لإنقاذها؛ قام أهلها بالتوجه بها إلى مستشفى طيبة التخصصي، ليخبرهم الطبيب عقب فحصها بأن ثعبان لدغها وسُمه أصاب قلبها، ثم فارقت الحياة داخل المستشفى بعد خضوعها للرعاية، بسبعة أيام لعدم استجابة جسدها للعلاج، هذا الأمر أصاب والدها بجلطة لفقدانه فلذة كبده.
السيدة
ولا تزال أسرة العروس مهددة بذات المصير الذي غيب ابنتهم عنهم بين عشية وضحاها نتيجة المنزل المهدد الذي يعيش بداخله
5 أفراد، بمنطقة جامع الخُن وسط مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، أجواء من الرعب والقلق والخوف الذي أصبح ينتاب قلوبهم منذ أكثر من خمسة أعوام، بسبب عيشهم بين الحشرات المؤذية التي تتنوع ما بين ثعابين وعقارب وفئران.
وحينما التقت « أهل مصر» بالسيدة «سعاد محمود عمار» أم العروس، داخل منزلها لتلقي الضوء عن معاناتهم، أوضحت الأم أنها تعيش هي وأسرتها داخل منزل بالطوب اللبَني والطين، مكون من غرفة واحدة وحمام وممشى صغير، جدرانه جميعها آيلة للسقوط وبها شروخ كبيرة تجعل الثعابين والفئران ترتمي عليهم أثناء نِيَامهم كلما اشتد الحر عليها، لافتة إلى أن بيتها كان عبارة عن طابقين علوي به عدة غرف، وطابق أرضي، ولكن انهدم العلوي فجأة نتيجة انهياره منذ عدة أعوام الأمر الذي دفعهم إلى العيش بالطابق الأرضي.
وقالت الأم المقهورة:' مش معانا فلوس نبني البيت ولا معانا حق إيجار بيت غيره، بكون فى الحمام وبلاقي الثعبان معاي بخرج أصرخ، بنام على الأرض ألاقي الفار علي، تعبت ومش عارفة اعمل إيه، مش عاوزة أخسر عيل تاني من عيالي وجع البنت جابلي تعب نفسي'.
وأشارت الأم إلى أنها لا تمتلك آسرة داخل منزلها ولا بوتجاز ولا دولاب تضع بداخله ملابسها وملابس أبنائها وزوجها، مما جعلها ذلك تلقي ملابسهم جميعها على الأرض وشباك، وداخل ثلاجة متهالكة عندما وجدت إتلاف منفعتها.
وأكدت الأم أن زوجها يعاني من أمراض متعددة، ولا يعمل، وابنها الأكبر تعرض لحادث تسبب في إصابته بجروح كثيرة متفرقة برأسه، وخلال معالجته تم نقله إلى منزل الجيران لوجود تهوية جيدة له بداخلها، فضلاً عن كونه جميل المنظر أمام من يزوروه بخلاف منزلهم المتهالك المهدم والممتلئ بالملابس والحشرات، ثم تركهم بعد ذلك وغادر دون أن يستدل أحد على مكانه أحد.
وأضافت الأم أنها بسبب ضيق المعيشة اضطرت إلى نزول السوق والعمل بين الرجال من خلال قيامها ببيع الطماطم والخضروات منذ السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءاً كي تطعم نفسها وزوجها المسن المريض وعيالها، وتحسن دخلها ولكنها وجدت فى هذه المهنة مشقة أكثر لتحملها خسارة الخضروات التي تفسد بسبب الطقس الحار، مما دفعها ذلك إلى الإقتراض من أحد المشاريع، ودفع عيالها إلى اقتراض خضروات من الشادر، الأمر الذي جعلهم فى قائمة السلف والدين الذي زاد الحمل عليها وجعلها تفقد الأمل فى أنها تستطيع تجديد منزلها وإزالة الخطر عن عائلتها، مشيرة إلى أن قبض تكافل وكرامة الذي تحصل عليه تنفقه على احتياجات البيت من دفع كهرباء وأطباء وغيره.
وأكدت السيدة أن ابنتها كانت تساعدها كثيراً فى المنزل والعمل وايضا بالحياة حيث أن نجلتها هي من أصرت على النزول فى الشارع وبيع حلوى لتلاميذ المدرسة من أجل عمل حمام داخل بيتهم، لحياءها الشديد في أن تذهب حمام الجيران لكي تقضي حاجاتها مثل امها، لافتة إلى أنه بفقدانها انشق ظهرها و أسودت الدنيا فى عينيها، حيث أصبحت تحارب فى الحياة بمفردها.
وطالبت الأم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمسئولين،والجمعيات الخيرية، بالنظر إليهم بعين الرحمة وتجديد منزلهم المنهار، وحمايتهم من الحشرات والرعب الذي يدب فى قلوبهم باستمرار، وحتى لا يكون مثواهم مثل ما أصيب نجلتهم الموت بسبب حشرة، أو حدوث كارثة بشرية بسقوط المنزل عليهم عند دخول فصل الشتاء حيث كثرة الإنهدام بالمنزل جعلت جدرانه منفصلة عن بعضها، وليس ذلك فقط بل حدوث انهيار جزئي للأسطح، مما يجعلهم قلقين من دخول الشتاء لكون القليل من الهواء فى هذا الفصل يجعل بيتهم يسقط فجأة عليهم.
المنزل