يجذبك من بعيد شكل الأشياء القديمة به أثناء سيرك بالطريق، وما أن تبطيء خطواتك وتُمعِن النظر إليها قليلًا، تلمح عينيك أشياء تخبرك ذاكرتك أنك رأيتها قبل ذلك عبر شاشة التلفاز في الأفلام العربي القديمة، لتُصِبْك دهشة كبيرة بعد أن رأيتها حقيقة أمام عينيك هذه المرة.
حكاية «أيمن» مع 35 عامًا مع الأنتيكات
وما أن يقودك فضولك للسؤال والتأكد من حقيقة هذا المكان، حتى تلمح عينيك رجلًا محبًا لهذا التراث، جلس على كرسيه سارحًا في تلك القطع النادرة التي يجد راحته بينها، يستنشق رائحة التاريخ التي تفوح منها، وكأنه يسافر عبر أزمنة مختلفة في دقائق معدودة أمام كل قطعة تراها عينيه.
أيمن الصقار
قال أيمن الصقار، صاحب محل لبيع التحف والأنتيكات بكفر الشيخ، أنه يهوى المجال منذ صغره، إذ بدأ الأمر معه كهواية أولًا وهو في الخامسة عشر من عمره، ثم تحول الأمر عقب ذلك لمجال عمل بالنسبة له إلى جانب الهواية.
أيمن الصقار
وأكمل «الصقار» في حديثه الخاص لـ«أهل مصر»، أنه يحرص على بيع تلك التحف والأنتيكات لمن يعرف قيمتها؛ لأنه سيحافظ عليها، موضحًا أن والده كان يعمل في مجال الموازين ومنها القديمة والتراثية، ومن هنا جاء حبه لكل ما هو تراثي.
أيمن الصقار
وأضاف: «أشعر براحة وسعادة كبيرة وأنا أجلس وسط هذه التُحف، إذ أظل أتأملها بالساعات، وأبيعها لمن يقدر قيمتها، وإذا شعرت أن الزبون لن يحافظ عليها لا أبيعها له، وهناك أشياء أرفض أن أبيعها وأقتنيها لنفسي».
وأردف: «أبيع كل شيء تراثي من الساعات، الخِزن، الأحجار الكريمة، السِبح، اللوحات، وغيره من الأشياء التراثية، وجميعها من عصور مختلفة، وعمر بعضها يزيد عن الـ100 عام؛ وكانت موجودة بقصور سواء لمصريين، أو لأجانب ممن عاشوا في مصر أيام الاحتلال الفرنسي، والإنجليزي، وغيرها من العصور الأخرى».
ويتابع: أحرص على حضور المزادات المختلفة، وقد أعرض بعض الأنتيكات بها للبيع، وقد أقيم مزاد على بعض التحف التي لدي، وهناك زبائن يأتون إلى من محافظات مختلفة لشراء أشياء من عندي.
واستطرد: «أحب أن تظل التحف لدي كما هي بحالتها، وألا يتم تلميعها؛ لأن تلميع الأنتيكات يضعفها وينقص من قيمتها، التراب بيزيد من قيمة الشيء، والزبون بيرفض يشتري الحاجة اللي بتلمع، بيحبها تكون على طبيعتها».
واحتوى المحل على العديد من التحف التراثية من عصور ودول مختلفة، رصدتها كاميرا 'أهل مصر' في جولة أجرتها داخل المحل تنوعت ما بين الساعات الألمانية، الإنجليزية، النمساوية، وكذلك الخِزن ومنها ما هو فولاذي ضد النار، جرامافون، وماكينة موسيقى، وماكينة أفلام التي تعرض على الحائط، البنيَّة التي تحفظ الطعام مثل الثلاجة، وطقم عشاء فضي إنجليزي، وعُصي قديمة حفر يدوي مصنوعة من قرن الجاموس، وأحجار كريمة من الياقوت، المرجان، العقيق وغيره، بالإضافة إلى لوحات، وأجهزة راديو، أدوات الطعام، وغيره من التحف الأخرى.
https://www.facebook.com/share/v/e8LpJQ2h6FAvqpbi/?mibextid=oFDknk