بإبتسامة بشوشة ترسمها على وجهها، ومسدس شمع بيدها اليمنى وعروسة بيدها اليسرى، وأجواء هادئة تجلس «أم رامي» داخل حجرتها وسط ألوان تتفنن في صناعة عرائس المولد، حتى تبهر بها الناس الذين يقبلوا على شرائها، ولإعالة نفسها وأبنائها من هذه الصنعة.
أم رامي
«أم رامي» سيدة أقصرية تبدع في صناعة عرائس المولد
وقالت «أم رامي»، من قاطني مدينة إسنا بمحافظة الأقصر لـ«أهل مصر»، إنها عندما تزوجت ورأت زوجها يعمل باليومية قررت أن تساعده على المعيشة فأخدت تصنع عرائس مولد وتبيعها للشباب والأهالي الذين يقدمونها هدية لخُطَبائهم فى مناسبة المولد النبوي، وعندما شهد لها الجميع بالكفاءة والجمال، قررت أن تساعد زوجها وتصنع كل عام عرائس، وذات يوم حدثت خلافات بينها وبين زوجها، أدت إلى الطلاق.
ولفتت الأم المكافحة إلى أنها بعد طلاقها من زوجها، وجدت نفسها مسئولة بين عشية وضحاها عن ذكر وأنثى وهما أبنائها من زوجها الذي لم ينفق على أبنائها، ظلت تفكر ليلا ونهارا فى مشروع تستطيع أن تنفق منه على نفسها وعيالها فلم تجد معها سوى مشروعها القديم، فبدأت فى العمل به وظلت تصنع العرائس بأشكال مختلفة حتى ذاع صيتها بين الناس، موضحة أنها تمتهن هذه المهنة منذ 19 عام حيث أنها تقوم بإحضار عرائس بلاستيك وأثواب الأقمشة بألوانها المتعددة، ومسدسات الشمع، وأدوات حياكتها، من أجل عمل التصميمات المناسبة لكل عروسة على حدة.
وتابعت أم رامي، أنها تبدأ فى صنع العرائس وتجهيزها قبل المولد النبوي بشهر، من خلال تجهيزها المعدات المكونة من « مقص، وقماش، ومسدس شمع، وتاج حديد مزخرف وهيكل عروسة بلاستيك» من أجل نزولها الأسواق للتجار وعرضها للبيع، لافتة إلى أنها ليس لها مصدر دخل سوى قبض تكافل وكرامة 650 جنيه فقط وأيام المولد تعد بالنسبة لها موسم تستطيع أن تكسب فيه أكثر قدر من المال والربح لكي تدفع فاتورة الكهرباء ودفع الإيجار حتى تعول نفسها وأبنائها لعدم سؤال زوجها عنهم بعد الطلاق.
وأكدت الأم أنها تطور من نفسها وتبدع فى الصناعة حيث تعمل عروسة على حنطور، وعروسة داخل زجاج وغيرها من الأشكال وتجعلها تنور وتغني حتى تبهر بها الأحباب، مختتمة حديثها بمناشدة المسئولين بمساعدتها فى التطوير من نفسها حتى تنتج أكبر عدد من المصنوعات المصرية الصعيدية التي تغني الجميع عن الاستيراد من الخارج، من خلال شراء مكانية خياطة كي تستغلها وتعمل بها طوال العام حتى تساعدها أيضا على المعيشة.
أم رامي