في أثناء افتتاح مركز زراعة الكبد الجديد بجامعة المنصورة، ووسط احتفال الحضور بهذا الحدث المهم، كان الحاج عادل عرفة، الرجل المسن، الذي تبرع بكل ما يملك من ثروة، لإنشاء هذا المركز، يشهد تحقيق وصية زوجته التي توفيت بسبب مرض تليف الكبد.
وعانى الحاج عادل الذي ينتمي إلى قرية المحمودية بمركز دكرنس في محافظة الدقهلية،كثيرًا أثناء رحلة علاج زوجته، حيث لم يكن بالإمكان إنقاذها لأنها كانت بحاجة إلى زراعة كبد، وهو أمر لم يكن متاحًا في ذلك الوقت، وبعد وفاة زوجته، قرر الحاج عادل تنفيذ وصيتها التي أوصته بها قبل وفاتها، وتبرع بمبلغ تجاوز 15 مليون جنيه، هي كل ما يملك، لبناء هذا الصرح الطبي.
الحاج عادل يسهم بجهود جبارة في تحويل الفكرة إلى واقع
وفي تصريح خاص لـ'أهل مصر'، قال الحاج عادل عرفة: 'أراد الله أن تُصاب زوجتي بتليف كبدي، وأجرت عملية زراعة كبد في القاهرة، لكنها توفاها الله. أثناء فترة علاجها كنت أتردد على مستشفى الجهاز الهضمي بالمنصورة، وهناك طلبت مني زوجتي أن أتبرع لإنشاء مبنى خاص بزراعة الكبد. بعد وفاتها، تواصلت مع الدكتور محمد عبد الوهاب، مدير المركز، الذي شجعني ودعمني للقيام بهذا العمل العظيم. بدأت بنفسي، بمساعدة أبنائي، في بناء هذا المركز على مساحة 580 مترًا مربعًا. قمنا بتنفيذ الهيكل الخرساني، وأتممنا التشطيبات وجلبنا الأجهزة الطبية على أعلى مستوى، والحمد لله، أصبح المركز الآن صرحًا طبيًّا فريدًا من نوعه في اشرق الأوسط وإفريقيا، وهو فخر لمصر وجامعة المنصورة. كما أن الفريق الطبي لزراعة الكبد بالمركز يحتل المرتبة الرابعة عالميًّا'.
شهد الافتتاح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة. خلال كلمته، أوضح الوزير أن هذا المركز يُعد مشروعًا قوميًّا تم إنشاؤه بتوجيهات رئاسية وبالشراكة الإستراتيجية مع البنك المركزي المصري. بلغت تكلفة المركز قرابة مليار جنيه، ليصبح أكبر مركز متخصص في زراعة الكبد في الشرق الأوسط وإفريقيا، ويهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى والقضاء على قوائم الانتظار.
وأشار الوزير إلى أن المركز يمثل إنجازًا كبيرًا يعكس التطور الصحي في مصر الجديدة، وهو مدعوم بالكامل من السيد رئيس الجمهورية. كما أشاد بالمكانة التي حققتها جامعة المنصورة باعتبارها عاصمة الطب في مصر والوطن العربي.