يحتفل أهالي محافظة قنا، بذكرى مولد سيدي عبد الرحيم القنائي، من خلال العديد من المظاهر أبرزها التحطيب والمرماح، اللذان يُقامان في ساحات واسعة على أنغام المزمار البلدي، وهي عادات قديمة، توارثها أبناء قنا عبر العصور في الموالد، إحياءً لذكرى أولياء الله الصالحين والاحتفاء بالمناسبات الدينية.
جانب من التحطيب
التحطيب بمولد عبد الرحيم القنائي
وتبدأ محافظة قنا في الأول من شهر شعبان من كل عام بالاحتفال بمولد سيدي عبدالرحيم القنائي، شيخها وصاحب المسجد والمقام الكبير في مدينة قنا، والملقب بـ أسد الرجال، والذي يستمر حتى منتصف الشهر ذاته، حيث يُقام التحطيب بين الرجال في ساحات واسعة لاستعراض مهاراتهم على أنغام المزمار والطبل البلدي.
جانب من التحطيب
مرماح مولد عبدالرحيم القنائي
ويبدأ المرماح عقب صلاة العصر مع أنغام المزمار والطبل البلدي، لتحفيز وتشجيع الفرسان والخيول، وينزل الفرسان إلى ساحة المرماح لاستعراض مهاراتهم في ركوب الخيل، وتنفيذ بعض الفقرات كالتربيعة والمشوار واستعراض الخيل في حلقات دائرية والرقص بالخيول المدربة على المزمار الصعيدي.
جانب من المرماح
سيرة عبدالرحيم القنائي
وعبدالرحيم القنائي، أحد أشهر أقطاب الصوفية، وهو عالم دين وتفسير إسلامي مغربي، اسمه السيد عبدالرحيم بن أحمد بن حجون، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد في المغرب في الأول من شعبان سنة 521 هـ/1127م، وتلقى تعليمه في جامع ترغاي الكبير على يد والده وكبار العلماء، وذاع صيته بعد إلقائه للدروس الدينية وهو في سن العشرين من عمره.
جانب من المرماح
وفي موسم الحج العاشر بمكة، التقى عبدالرحيم القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري أحد الشيوخ القادمين من مدينة قوص، وإمام المسجد العمري بقوص، والذي أصر على أن يصحبه معه إلى مصر ومنها إلى قوص، ولكن بعد أن أمضى عبدالرحيم القنائي ثلاثة أيام بقوص، انتقل إلى مدينة قنا، ومكث بها، وخلال تلك الفترة، صدر قرار من والي مصر بتعيين الشيخ عبدالرحيم القنائي شيخًا على قنا، وأصبح منذ ذلك اليوم يُسمى بالقنائي.
جانب من التحطيب
وتُوفي السيد عبدالرحيم القنائي في 19 صفر سنة 592 هـ الموافق 23 يناير 1196م عن عمر ناهز 71 عامًا، وأقيم له أكبر مسجد وضريح بوسط مدينة قنا، ويُقام له الاحتفال سنويًا في شهر شعبان من كل عام.