ads

بيوتنا اتخربت.. محصول الطماطم يوجع مزارعي الأقصر

الطماطم
الطماطم

'بيوتنا اتْخربت وفُلوسنا راحت، ومَجهوداتنا ضاعت، وربنا يجيرنا فى مصيبتنا، ويُبدلنا خيرا منها، خسائر المحصول وجعتنا' بهذه الكلمات المؤلمة ينهار مزارعي الطماطم بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، لأول مرة، بعد خسارتهم التي تعدت مئات آلاف الجنيهات، وعدم ذهاب تجار طماطم إليهم.

الطماطم

بعد أن كانت طماطم إسنا تصدر لدول العالم وتحتل مركزا هاما فى الانتاج، وموسم حصادها يدخل البهجة، والسرور على المزارعين والعمال والتجار والمواطنين، أصبح اليوم كابوس يطارد المزارعين حتى فى نِيَامهم، ويتسبب فى جروح كبيرة يصعب مُدَاوتها على الجميع عدا المواطن الذي استفاد من انخفاض الطماطم بنسبة 20٪ فقط لعدم مقدرته على تخزين كميات كبيرة من الطماطم فى منزله.

ويقول فارس محمد، أحد مزارعي الطماطم بإسنا جنوب الأقصر لـ ' أهل مصر' عندما شاهدنا معاناة اهالينا فى منتصف العام الماضي، مع محصول الطماطم الذي وصل الكيلو منه إلى 50 جنيه واكثر، قررنا نزرع أرضنا طماطم كي يعم خيرها على الجميع ولكن عند جني المحصول خابت آمالنا، ووجدنا أنفسنا فى مَأْزَق لم نستطيع الخروج منه، لافتا إلى أنهم خسروا فى الفدان الواحد 100000 ألف جنيها، بالإضافة إلى عدم وجود تجار يقبلون على شراء المحصول.

وأوضح محمود حسين، مزارع آخر بإسنا، أن طمع مزارعين الطماطم بالمنيا وغيرها تسبب فى وَجعهم، لكونه حينما اكتسب نقودا كثيرا فى فصل الصيف من الطماطم التي واصلت فى جنونها على مدار 5 اشهر، زرعها مرة أخرى فى العروة الخريفية، فأدى ذلك إلى كثرة المعروض فى السوق والذي نتج عنه ضعف الإقبال على الشراء وانخفاض السلعة انخفاضا كبيرا.

وأكد سيد أحمد، أحد المزارعين المتضررين من محصول الطماطم فى جنوب الأقصر، أن التجار يشترون منه كيلو الطماطم بجنيه واحد، مما تسبب له ذلك فى خسائر فادحه، جعلته لا يستطيع شراء ملابس العيد لأولاده هذا العام، مشيرا إلى أن محصول الطماطم هذا العام جعله مديون ولا يستطيع سداد الدين.

ولفت نجار حسن، مزارع آخر بإسنا، إلى أن خسارة المزارع فى الطماطم هذا العام وصلت إلى 100%، موضحا أن خسارة الفدان الواحد 100 ألف جنيه، لكون إيجار الفدان هذا العام بلغ 22 ألف جنيها، وشراء شتلة الطماطم بـ 23 ألف جنيهاً، وسماد للمحصول بـ 7 آلاف جنيه، و33 صنيع بحوالي 34 ألف جنيه، وشتلة بـ 12 ألف، والعمالة الأولى التي تقوم برمي الشتلة والشد وغيره بـ 5000 آلاف جنيه.

وتابع أن وضع الشتلة فقط فى الأرض كلف على المزارع هذا العام 53 ألف جنيه فى الفدان الواحد، بالإضافة إلى 50 رش وتسميد ومبيدات وخدمات اخرى، وأيضا 20 ألف للعُربات التي تنقل المحصول فى حالة احتياج المحصول 5 عُربات فقط، مشيرا إلى أن محصول الطماطم يتم زراعته فى اراضي إسنا فى شهر سبتمبر من كل عام، ويظل المحصول فى الأرض لمدة أربعة أشهر يقوم خلالها المزارع بمراعته ليلا ونهاراً، ثم بعد ذلك يبدأ فى جنيه عن طريق الاستعانة بعمال بمقابل 3,5 آلاف جنيه، مما جعل المزارع ينزف جرحا هذا العام من الطماطم.

وبيّن أحد المهندسين الزراعيين فى جنوب الأقصر، أن زرع الطماطم كان هذا العام طمع وحصاده وجع المزارعين، وتسبب لهم فى خسائر فادحة، موضحاً أن ' نقيب الفلاحين' منذ فترة صرح أن فدان الطماطم يربح المزارع مليون جنيه، مما دفع ذلك العديد من المزارعين إلى زراعات كميات كبيرة من الأراضي طماطم دون تفكير مما أدى ذلك كثرة المعروض فى الأسواق والتي تسببت فى انخفاض الأسعار بدرجة كبيرة جعلت المزارع يبيع بأقل من تكلفة زراعته، بالإضافة إلى إهدار الموارد مثل المياه، والأسمدة.

ويرى المهندس الزراعي أن الجمعيات الزراعية أيضا سبب فى خسارة الطماطم حيث أنها لا تقوم بدورها على أكمل وجه كما كانت فى الأزمنة الماضية، لعدم جمعها بيانات دقيقة عن المساحات المزروعة والطلب الفعلي للأسواق، وعدم تطبيقها سياسات تمنع التكديس الزراعي، بالإضافة لعدم ترشيد الجمعيات الزراعية للفلاحين عن المحاصيل المطلوب زراعتها، موضحا أن هذه الأزمة قد تتسبب فى انتكاسة اقتصادية إذا عزف المزارعين عن زراعة المحصول مرة أخرى بعد خسارتهم الفادحة فيه هذه الأشهر.

وناشد المزارعين وزير الزراعة والمسئولين بسرعة التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيلهم الموجودة على الأرض لعدم وجود من يشتريها، وذلك من خلال التسويق لها أو عمل مصانع صلصة فى المحافظة واستغلال المحصول وبيعه للمصانع بدلا من إتلافه، وحتى يستطيع الكسب منه المزارع والمستهلك، أو الاتفاق مع مصدرين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً