أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، وفاة شيخ مطارنة الكنيسة، نيافة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد رحلة طويلة وحافلة بالعطاء والخدمة الكنسية.
مسيرة حافلة بالخدمة والعطاء
في بيانها، نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الراحل بعبارات مؤثرة، قائلة: 'رقد شيخًا وشبعان أيام، بعد أن قدم حياته بالكامل لخدمة الكنيسة والوطن، وكان نموذجًا مشرفًا للعطاء الروحي والإداري'. وأشارت الكنيسة إلى أن الأنبا باخوميوس كرس أكثر من 70 عامًا من حياته في خدمة الكنيسة، متنقلًا بين عدة مراحل من الخدمة، حيث بدأ خادمًا ثم شماسًا مكرسًا، قبل أن يصبح راهبًا ثم أسقفًا وأخيرًا مطرانًا، وهي المسيرة التي تخللتها محطات بارزة كان لها تأثير عميق في تاريخ الكنيسة القبطية.
وأكدت الكنيسة أن الأنبا باخوميوس لم يكن مجرد أسقف أو مطران، بل كان مُعلمًا ومُرشدًا لأجيال من الخدام، الذين أصبح العديد منهم كهنة ورهبانًا وأساقفة، وكان على رأس هؤلاء قداسة البابا تواضروس الثاني، الذي تتلمذ على يديه في بداية خدمته الكنسية.
محطات رئيسية في حياة الأنبا باخوميوس
وُلد الأنبا باخوميوس في 17 ديسمبر 1935، وعُرف منذ صغره بتعلقه بالخدمة الكنسية والعمل الروحي. في 11 نوفمبر 1962، التحق بدير السريان بوادي النطرون، حيث ترهبن تحت اسم 'الراهب أنطونيوس السرياني'، ثم واصل رحلته الروحية حتى اختاره البابا الراحل شنودة الثالث ليكون ضمن أوائل الأساقفة الذين رسمهم بعد توليه الكرسي البابوي، حيث سيم أسقفًا في 12 ديسمبر 1971.
وفي 2 سبتمبر 1990، رُقي إلى رتبة مطران، ليواصل مسيرته في خدمة الكنيسة، مشرفًا على إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، حيث لعب دورًا كبيرًا في تطوير الخدمات الكنسية والتعليمية داخل الإيبارشية، وكان له إسهامات بارزة في نشر التعليم الديني وتعزيز العمل الرعوي في العديد من المناطق داخل مصر وخارجها.
إحدى أبرز المحطات في حياة الأنبا باخوميوس كانت عام 2012، عندما تولى مسؤولية إدارة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كـ'قائم مقام البطريرك' عقب رحيل البابا شنودة الثالث، وظل في هذا المنصب لمدة ثمانية أشهر، من 22 مارس وحتى 18 نوفمبر 2012، قبل انتخاب البابا تواضروس الثاني. وقد أشاد الجميع بحكمته وإدارته المتزنة خلال تلك الفترة، حيث قاد الكنيسة وسط تحديات كبيرة، مما جعله يحظى بتقدير واحترام واسع داخل مصر وخارجها.
تدهور حالته الصحية وموعد الجنازة
في الأيام الأخيرة، تدهورت الحالة الصحية للأنبا باخوميوس، حيث نُقل إلى أحد مستشفيات القاهرة لتلقي العلاج، لكن حالته لم تتحسن، حتى أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم الأحد، انتقاله إلى السماء بعد رحلة طويلة من الخدمة والعطاء.
ومن المتوقع أن تعلن الكنيسة خلال الساعات المقبلة عن الترتيبات الخاصة بمراسم الجنازة، التي يُنتظر أن يحضرها كبار رجال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى جانب العديد من الشخصيات العامة، لتوديع واحد من أبرز رموز الكنيسة في العصر الحديث.