بكاء وذهول بعد فقدان شقيقتها، ومشاعر كلها وجع، قالت وهي تبكي: "هي مش أختي وبس، دي أمي اللي ربتني، وربت أولاد العيلة كلهم، هي السند والضهر، مش قادرة أستوعب إني مش هشوفها تاني".
هكذا بدأت تروي شيرين السيد عطية، شقيقة منى، معلمة اللغة العربية بمحافظة بورسعيد، والتي لقيت مصرعها أمام مسجد مريم إثر حادث دهس، مدى الألم الذي تعيش فيه الأسرة، وخاصة أولادها ووالدتها المسنة بعد فقدانها.
ارتدت ملابس بيضاء في حفل خروجها للمعاش
ودعت والدتها ثم ماتت
قالت شيرين: كنت في منزلي عندما وصلني اتصال هاتفي بأن شقيقتي في المستشفى، وكنت قد اعتدت الاتصال بها يوميًا لأطمئن على والدتنا المسنة التي كانت تجلس معها وتقوم برعايتها. فهي تركت بيتها وأولادها وحياتها من أجل رعاية والدتنا. وفي يوم الحادث، قامت منى بتحضير الفطور لوالدتها وودعتها ونزلت لتلقى قدرًا أليمًا.
رحلت صائمة.. سيدة بورسعيد ضحية ميكروباص أمام مسجد مريم
جثة أختي في المشرحة
وأضافت شقيقة ضحية الدهس: اتصلت شقيقتي أمل من بورفؤاد بمنى لتطمئن على والدتي، لكن رد عليها شخص وأخبرها بأنها في المستشفى. فأخبرتني، فاتصلت بابنها عمر وقلت له: "روح شوف أمك فيها إيه"، وعندما وصلت وسألت عنها، أخبروني بأنها في المشرحة. وجعت قلوبنا كلنا.
سجّلت أرقام الموبايلات بالاسم والصفة
وتابعت شيرين: حدث موقف غريب جدًا من شقيقتي منذ أيام، حيث قامت بمسح جميع أرقام الموبايلات وأعادت تسجيلها مرة أخرى بتحديد الاسم والصفة: "أمل أختي، شوشو أختي، عمر ابني". وعندما سألتها عن سبب ذلك، أجابت: "علشان لو حصلي شيء في الشارع، يعرفوا يوصلوا لكم بسهولة"، وكأن قلبها كان حاسس إنه هيحصل لها حاجة في الشارع.
ارتدت ملابس بيضاء
واستطردت شقيقة الحاجة منى: شقيقتي كانت ترتدي ملابس بيضاء أثناء حفل خروجها على المعاش، وجميع زملائها قالوا عنها إنها "ملاك"، وفعلاً هي كانت محبوبة. أربعون عامًا تعمل معلمة، الجميع يحبونها، قامت بتربية أحفاد ابنة شقيقتها، ولم أتخيل أنني سأفقدها للأبد. فهي ضحية إهمال السائق المتهور. كانت قد اشترت ملابس لونها "بنك" لتحتفل بسبوع حفيدتها الجديدة، ولكن للأسف توفيت قبل أن تفرح بالمولودة.
اللحظات الأخيرة قبل الوفاة
وتروي شقيقة معلمة اللغة العربية ضحية الدهس اللحظات الأخيرة قبل وفاتها: تركت والدتي بعد أن أعدت لها الفطور، وقالت لها: "خلي بالك من نفسك يا ماما، أنتي بقيتي كويسة"، ونظرت لابنها عمر وقالت له: "خلي بالك من تيتة يا عمر"، ثم نزلت، ولم تمر خمس دقائق إلا ودهسها سائق ميكروباص متهور.
أقصى عقوبة
واختتمت: ربنا يصبرنا على بعدها، هي والحمد لله تم غسلها بماء زمزم، وأتمنى أن يأخذ الجاني أقصى عقوبة، فهو حرمنا من ملاك كانت تعيش بيننا.