ضرب أروع الأمثلة فى الأمانة والخلق الحسن، رغم صعوبة المعيشة وغلائها، وعمله سائق سيارة سرفيس أجرة، إلا أنه رفض أن يقبل على نفسه 14 ألف جنيه بدون وجه حق، أو يأخذ مكافأة من صاحبة الأمانة التي عثر عليها داخل سيارته حين ردها إليها إنه السائق الأمين ابن مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر.
السائق الأمين
وروى محمد احمد متولي السجيري، ابن قرية القريه التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر لـ ' أهل مصر' حينما التقت معه فى حوار خاص عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، حكاية عثوره على حقيبة لأحد الركاب بها أكثر من 13 ألف جنيه، قائلا :' أنني أعمل سائق سرفيس وسط المدينة بإسنا أثناء عملي، ركبت احدى السيدات من شارع عرابي، وبعد انتهاء عملي عدت للمنزل من أجل تناول وجبة الغذاء، ثم عقب صلاة العصر نظرت للسيارة وجدت بداخلها على مقعد وسطاني حقيبة، فتحفظت عليها وعدت بها إلى موقف السرفيس وفور وصولي سألني أحد زملائي عن حقيبة أخبرته بأنها بالفعل توجد معي نسيها أحد الركاب، فأخذت منه هاتف السيدة وابلغتها أنني بانتظارها داخل الموقف من أجل تسليمها حقيبتها.
وأضاف السائق أنه عند تسليمه الأمانة لصاحبتها عرضت عليه نقودا، من أجل مكافئته على امانته، إلا أن رفض بشدة قبول أى جنيهاّ منها، مطالبا أياها أن تدعي الله له بالستر فقط، لافتا إلى أن هذه الواقعة لم تكن الأولى من نوعها بل مرت عليه قبل ذلك أكثر من مرة وكان سبباً فى عودة السعادة لأكثر من راكب دون أخذ أى مقابل.
وأوضح محمد أنه عثر قبل ذلك على شبكة لعروسين مكونة من دبلة وخاتم وتوينز ذهب، وقام بتسليمها إليهما ولم يعلموا بماذا يكافئوه حينها من شدة فرحتهم برجوع الذهب، إلا أنه رفض أخذ شيء، كما أنه أعاد هاتف ايفون كبير لأحد الركاب، و2 كيلو لحوم لموظف بالتأمينات، معقباً ؛ مش باخد حاجة من حد على رد الأمانة لاني عاوز الثواب من ربنا فقط واهلي هما اللي ربوني على الحلال، وعلموني إني الحرام مبيدومش لحد، والإنسان فى الآخرة لن ينفعه سوى عمله الصالح، لذا لن اطالب أصحاب الأمانات حين ردها إليهم بشيء سوى الدعاء لي فقط.
وقالت صفاء عبد الحميد، إحدى سيدات الدقيرة بإسنا جنوب الأقصر، شعوري بالسعادة لا يوصف حينما تلقيت هاتف من السائق يخبرني فيه بالعثور على حقيبتي ويطلب مني أن أتوجه لأخذهامنه، فتوجهت على الفور وبالفعل اعطاني السائق حقيبتي وشكرته واردت أن امنحه مكافأة على أمانته ومحافظته عليها إلا أنه رفض، وأصر على رفضه بقوله:' حقيبتك كلها كانت قدامي لو عاوز حاجة كنت خدتها روحي اللي يباركلك وإنت بس ادعيلي.
واشارت صاحبة الحقيبة إلى أنه كان بداخل حقيبتها 4000 آلاف جنيه أمانة لناس، وفيزا بداخلها 10 آلاف جنيه وفيز أخرى وأرواق هامة وبطاقة، متوجهة بخالص الشكر والتقدير لجميع سائقي إسنا وعلى رأسهم هذا السائق الأمين لإمانتهم العليا رغم المعاناة المعيشية والغلاء إلا أن أخلاقهم وحسن تربيتهم التي تجعلهم يحفظون الأمانة لصاحبها ويعيدونها إليه كما هي دون فتحها حتى، مؤكدة أن هذه هي رجولة الصعيد الفعلية التي تفتخر بها هي.