ads
ads

ننشر الجزء الرابع من جريمة "المنشار" بالإسماعيلية.. «أمك اتجوزت أي حد» الكلمة التي كسرت عقل طفل وأشعلت المأساة

يوسف المتهم في قضية منشار الإسماعيلية
يوسف المتهم في قضية منشار الإسماعيلية

في واحدة من أكثر القضايا التي صدمت الشارع المصري، كشفت التحقيقات الرسمية لنيابة الإسماعيلية ملامح صادمة من اعترافات المتهم «يوسف»، المعروف إعلاميًا بـ«طفل الإسماعيلية»، بعد اتهامه بإنهاء حياة صديقه وزميله «محمد» داخل شقة سكنية بمنطقة المحطة الجديدة، قبل التخلص من الجثمان بصورة معقدة.

التحقيقات، التي حصلت' أهل مصر' على جانبها الرابع، أظهرت أن الجريمة لم تكن وليدة تخطيط مسبق، بل نتيجة تراكمات اجتماعية ونفسية، وانفجار لحظة غضب قاد إلى نهاية مأساوية.

بيئة أسرية مفككة.. طفل يربي نفسه

أوضح المتهم خلال التحقيقات أنه يعيش مع والدته المنفصلة والمتزوجة منذ أربع سنوات، بينما يقيم والده في مسكن آخر دون زواج جديد.

ورغم عمل الأب في ورشة نجارة، فإن ساعات عمله الطويلة وغيابه المتكرر تركت الأبناء بلا رقابة حقيقية.

يقول المتهم في أقواله: «محدش بيراعينا.. إحنا بنراعى نفسنا».. هذه الجملة كانت المدخل الأول لفهم كيف ينشأ طفل في غياب الاحتواء الأسري، وكيف تنمو داخله أفكار أو ردود فعل حادة دون وجود بالغ يرشده أو يوقفه.

علاقة بدأت في المدرسة.. وانتهت بمأساة

أفاد المتهم بأنه تعرف على الضحية العام الماضي خلال الدراسة في المرحلة الإعدادية، ورغم أن العلاقة بدأت على نحو عادي، فإن خلافات طفولية بدأت تظهر تدريجيًا بينهما، قبل أن تتطور إلى مشادة عنيفة يوم الواقعة.

وبحسب التحقيقات، فإن كلمة جارحة وُجهت إلى المتهم بشأن والدته التي تمثّل نقطة حساسة في حياته كانت الشرارة التي أشعلت رد فعل غير طبيعي، وصفه المتهم بأنه «فقد أعصابه» ولم يعد قادرًا على التفكير.

10 دقائق غيّرت مصير طفلين

اعترف المتهم بأن مشادة مفاجئة نشبت بينه وبين المجني عليه داخل إحدى الشقق، وأن الأخير كان يحمل أداة حادة أصابته بها، ورغم توقف الخطورة بعد سقوط الأداة من يد الضحية، فإن المتهم لم يتراجع، وواصل الاعتداء مدفوعًا بالغضب.

يقول في أقواله: «أنا مكنتش ناوي أعمل كده.. بس اتعصبت من الكلام وهو كان عورني، وبعدها خفت من الصوت فكمّلت عليه».

التحقيقات أوضحت، أن فترة التردد بين الضربة الأولى وسقوط المجني عليه، وبين الانتقال إلى مرحلة أخرى من الاعتداء، استغرقت نحو عشر دقائق، كانت كافية لانهيار السيطرة النفسية وغياب الإدراك.

الصدمة الأعمق.. تفكير طفولي بتأثير مسلسلات

ويعد أخطر ما كشفته التحقيقات هو أن المتهم اعترف بأنه استلهم طريقة التخلص من الجثمان من أحد المسلسلات التي شاهدها دون رقابة، وهو ما فتح بابًا جديدًا لمسؤولية المحتوى المقدم للأطفال.

قال: «فكرت أخفي الجثة بعد تقطيعها زي ما شفت في المسلسل».

هذا التصريح يعكس مدى خطورة ترك الأطفال أمام محتويات دموية دون توجيه، خاصة في ظل غياب الوعي الأسري.

خبراء: “اضطرابات نفسية” وخلل في البناء التربوي

مذكرة الدفاع أشارت إلى أن الطفل يعاني اضطرابات تستوجب العرض على الطب الشرعي النفسي، وهو ما يتوافق مع مؤشرات ظهرت في أقواله حول تربيته ومسؤوليته عن نفسه وأشقائه منذ سنوات.

ويقول خبراء إن الجريمة ليست مجرد خلاف لحظي، لكنها نتاج:

تفكك أسري

غياب التربية والرقابة

التعرض للعنف اللفظي

نماذج سلوكية خطيرة يراها الأطفال في الدراما

قدرة ضعيفة على إدارة الغضب واتخاذ القرار

جلسة المحاكمة.. بداية فصل جديد

من المقرر أن تعقد أولى جلسات محاكمة المتهم في 2 ديسمبر، وسط اهتمام إعلامي وقانوني واسع، نظرًا لكونه حدثًا لم يتجاوز الخامسة عشرة من العمر، ولأن القضية تطرح أسئلة مؤلمة حول مسؤولية الأسرة والمجتمع قبل مسؤولية الطفل.

خاتمة: ماذا قال يوسف في النهاية؟

اختتم المتهم اعترافاته بجملة أعادت المشهد كله إلى أصله البسيط المأساوي:

«هو غاظني بالكلمة.. وما استحملتش».

جملة قصيرة.. لكنها كشفت كيف يمكن لكلمة واحدة في غياب الأسرة، وفي ظل اضطراب نفسي أن تصنع كارثة بشرية أودت بحياة طفلين: أحدهما قُتل، والآخر ضاعت طفولته ومستقبله

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً