لم تعد جريمة المنشار في الإسماعيلية مجرد واقعة قتل صادمة هزّت الرأي العام؛ بل تحولت إلى ملف معقّد تتكشف تفاصيله يومًا بعد يوم، لتكشف عن عقلية غير معتادة لدى المتهم وسلوكيات مريبة سبقت ارتكاب الجريمة بفترة طويلة، وفق ما كشفه المستشار محمد الجبلاوي، محامي المجني عليه، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'.
خطوات محسوبة.. وبيت تحوّل إلى مسرح للجريمة
المستشار محمد الجبلاوي وأسرة المجني عليهم
أكد الجبلاوي أن التحقيقات كشفت عن تخطيط دقيق للجريمة، بدأ باستدراج المجني عليه إلى الشقة الهادئة التي يعيش فيها المتهم، قبل تنفيذ الجريمة بأدوات كان قد جهّزها مسبقًا، وعلى رأسها منشار كهربائي.
وأشار إلى أن المتهم لم يتصرف بانفعالية، بل أظهر ثباتًا لافتًا أثناء التنفيذ، رغم بشاعة ما كان يفعله.
صورة و"رسالة مريبة": الخيط الذي أثار شكوك المحققين
المستشار محمد الجبلاوي واسره المجني عليهم
الأغرب في الواقعة ما ورد في التحقيقات من أن المتهم، أثناء تنفيذ الجريمة، أصيب بجرح في يده، فالتقط صورة للإصابة وأرسلها إلى حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يعود لسيدة عراقية.
وكتب لها جملة غريبة:«تم البتر… ديكستر معرفش يوصّلي»
في إشارة إلى تشبيهه نفسه ببطل مسلسل Dexter المعروف بشخصية القاتل المتسلسل، وهو ما اعتبرته جهات التحقيق مؤشرًا خطيرًا على الحالة الذهنية التي كان يعمل بها المتهم.
رسالة للأب تكشف تاريخًا من المشكلات
وتبين من التحقيقات أن المتهم أرسل فور وقوع الجريمة رسالة لوالده يخبره فيها بأنه تشاجر مع أحد أصدقائه.
وجاء رد الأب مقتضبًا:
«تاني يا يوسف؟»
وهو ما فُهم منه، وفق المحققين، أن هناك تاريخًا طويلًا من المشكلات بين المتهم وأصدقائه، سبق الحادث بفترة.
لكن المفاجأة الأكبر كانت عند عودة الأب إلى المنزل؛ إذ بدا عليه التوتر والقلق بدرجة تفوق ابنه، بينما ظهر الطفل المتهم ثابتًا وهادئًا، ما أثار علامات استفهام حول غياب أي انفعال طبيعي لدى الجناة في مثل هذه القضايا.
صور لتعاطي الهيدرو.. وسلوك متهور قبل الجريمة
وكشف الجبلاوي أن التحقيقات عثرت على صور للمتهم أثناء تعاطيه مخدر الهيدرو، كان أرسلها إلى حسابات مختلفة على مواقع التواصل، ما يعكس حالة من الاندفاع والتهور سيطرت عليه خلال الفترة السابقة للجريمة.
تفتيش الأجهزة الإلكترونية.. ومفاجآت تنتظر في الطريق
ولا تزال جهات التحقيق تفحص محتوى هاتف المتهم وأجهزة إلكترونية أخرى، وسط توقعات بكشف المزيد من الرسائل والمحادثات التي قد تغير خط سير القضية، نظرًا لغرابة السلوك الإلكتروني للمتهم خلال الفترة الماضية.
حبس الأب وصاحب محل هواتف.. وتهم بإخفاء الأدلة
وفي سياق متصل، جددت النيابة حبس والد المتهم وصاحب محل الهواتف لمدة 15 يومًا بتهمة المشاركة في إخفاء الأدلة.
إذ كشفت التحقيقات أن الأب شاهد آثار دماء داخل الشقة وتعمد عدم الإبلاغ، بل ساهم في تنظيف المكان، فيما يواجه صاحب محل الهواتف تهمًا تتعلق بالجهاز المستخدم في الواقعة.
جلسة مؤجلة.. وإجراءات أمنية مشددة
محكمة جنايات الأحداث كانت قد حددت جلسة 25 نوفمبر لبدء المحاكمة، إلا أن المتهم تعذّر حضوره لدواعٍ أمنية، ليتم تأجيل الجلسة إلى يوم 2 ديسمبر.
وتواصل النيابة العامة دراسة تقارير نفسية وسلوكية، إلى جانب رأي الطب الشرعي، لكشف الدوافع الحقيقية وراء واحدة من أبشع جرائم الإسماعيلية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
