ads
ads

طعنة في الفخذ أودت بحياته.. "مهاب محمد" حاول فض مشاجرة في العجمي بالإسكندرية فأنهوا حياته

مهاب ووالدته
مهاب ووالدته

تعرض مهاب محمد، الطالب بكلية التجارة، جامعة الإسكندرية، للطعن بسلاح أحد طرفي مشاجرة لا علاقة له بها سوى أن سعى في إنهائها، ولكن ما انتهى هو حياته، بطعنة في فخذه أردته قتيلاً.

مهاب محمد شاب يدرس في الفرقة الثانية بكلية التجارة- جامعة الإسكندرية - كان قد ترك منزله بمنطقة الهانوفيل في العجمي، غرب الإسكندرية، متجهًا إلى صالون الحلاقة، وأثناء ذلك اتصل به أحد أصدقائه ليخبره بوجود مشاجرة بين أولاد عمومة بسبب خلاف على ميراث محل تجاري بالمنطقة.

وبحسب والدة مهاب، الخلاف قائم منذ فترة والشجار بين تلك العائلة متكررًا، ولكن في ذاك اليوم، هرع نجلها نحو طرفي المشاجرة، محاولاً إنهائها، أعزلاً وسط مجموعة شباب مدججين بالأسلحة البيضاء والعصي الغليظة "الشوم"، وبينما هو يسعى للخير وألا يصاب أحدهم بمكروه، أسقطه واحدًا منهم أرضًا وسدد له طعنة في فخذه، تلك الرواية التي لم تحضرها الأم وراها لها أصدقاء فقيدها وأقاربها.

الطعنة، بحسب والدته، كانت في فخذه الأيسر، حيث الشريان التاجي المتصل بالقلب، أحدثت قطعًا به، سال دمه في الطريق ثم فارق الحياة، طرقات يد قوية تسمعها الأم على باب منزلها، ظنت أنها ابنتها فلم تكترث، لتسمع صوت صديق نجلها من الخارج يرجوها أن تفتح الباب بسرعة، وعندما فتحته، سألته عما يجري، طلب منها بطاقة الرقم القومي الخاصة بابنها، اعتقدت أن أحد الضباط استوقفه كإجراء روتيني، إلا أنها سمعت عبارة هزت أركانها: "الحقي يا طنط مهاب بيموت".

تجمدت الأم في مكانها وسألت والصدمة تنتابها، عمّ يقول هذا الشاب، ليؤكد لها ما حل بـ "مهاب" الذي يرقد بالمستشفى في حالة خطرة جدًا، وهم بحاجة إلى بطاقة هويته، فهرعت مسرعة إلى مستشفى العجمي العام لرؤية ابنها، ولكنها لم تتمكن من الوصول إليه، ولم يدلي أي شخص بأي معلومات عن حالته الصحية أو أي شئ يتعلق به، واستمر بها الحال على هذا الوضع لمدة 3 ساعات.

بعد يأس من رؤية ابنها، غادرت الأم المستشفى لجلب بعض الأغراض، ولكن لم يمر سوى القليل من الوقت حتى جائها اتصال هاتفي، يطلب فيه منها أحد أصدقاء نجلها بأن تذهب بسرعة إلى المستشفى، وهناك تلقت الخبر الأسوء "البقاء لله".

تقول الأم لـ "أهل مصر" أن أخلاق مهاب كان يتحاكى بها الجميع، سواء من الجيران أو الأهل والأصدقاء، وأنه كان رياضيًا يستشيره الشباب والأطفال اللذين يتولى تمرينهم في صالة "الجيم" عن الروتين الصحي للطعام، ولحب الناس له ولأن كلمته مسموعة، استعان به صديقه لفض المشاجرة، ولكنه لم يكن أبدًا طرفًا في شجار، ولم يدخل قسم شرطة قط.

وبالعودة للمشاجرة، تقول الأم أن الضحية الوحيدة فيها كان نجلها، أما الباقين من طرفي الخلاف فكانت إصاباتهم طفيفة، ربنا كونهم أقارب لم يرغب أحدهم في أذية الآخر لهذه الدرجة التي لحقت بابنها الذي لحق بالمشاجرة متأخرًا، وعلى الرغم من جسده الرياضي إلا أن ذلك لم يقف حائلاً دون قتله.

في اعترافات المتهم بطعن مهاب، تقول الأم أنه أكد عدم معرفته المسبقة به، وذلك حيث أنه ليس من المنطقة التي وقع بها الشجار، وأنه يسكن بعيدًا عنها، ولكنه جهز أسلحته استعدادًا لافتعال المشكلة مع أبناء عمه اللذين يقطنون الهانوفيل، وحرزت المباحث السلاح الذي استخدمه في القتل.

"عايزة حق ابني ومش عايزاه يتظلم" هذا هو المطلب الوحيد لوالدة مهاب الذي قُتل قبل أيام، بينما يفترش المتهم الأرض استعدادًا للتحقيق معه، يضحك ويلهو برفقة شقيقه، يتناولان الحلوى والعصائر التي جلبتها لهما قريبة لهما وكأن شيئًا لم يكن أو يختلجه أي شعور بالذنب.

مطلب آخر يتصل اتصالاً وثيقًا بحادث قتل مهاب، طلبته خالته، والدة يوسف أحمد إبراهيم، الذي، وبحسب قولها، لم يكن هو الآخر طرفًا في المشاجرة، ولكن الشرطة تتحفظ عليه باعتباره طرفًا في المشاجرة.

وتضيف أم يوسف وخالة الضحية، أن ابنها تلقى اتصالاً هاتفيًا من صديق نجلها: "إلحق.. ابن خالتك واقع كان بيخلص خناقة ووقع مات" فتوجه مسرعًا إلى المستشفى، حاملاً مهاب بين ذراعيه، أملاً في إنقاذه، ولكن المفاجأة بالنسبة لوالدته كانت عندما علمت بخبر القبض عليه كإجراء روتيني، ولكنها علمنا بعد ذلك بأنه متهم كونه شريكًا في المشاجرة.

تقول والدة أحمد إبراهيم أن القبض عليه كان من أمام المستشفى، مطالبة بتفريغ الكاميرات لإثبات أنه لم يكن حاملاً وقتها سوى مهاب الذي يقطر دمًا، وليس "شومة" كما ورد في محضر الضبط.

تم حبس إبراهيم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ويقضي الآن 15 يوم حبس آخرين، بحسب والدته التي قالت أنه كان يعمل عملاً خيرًا لإنقاذ حياة ابن خالته، وتم القبض عليه وجميع المشتبه في تورطهم في المشاجرة، وتم التحفظ عليهم جميعًا لحين انتهاء التحقيقات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً