نظم المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة بالإسكندرية، ورشة العمل العلمية الثانية، على هامش المؤتمر السنوي الحادي عشر، تحت عنوان «أجهزة نحت القوام، الميزوثيرابي، وتفتيت الدهون بالحقن»، بالتعاون مع جمعية "تخيل العالم بدون سمنة وسكري"، وذلك في إطار الدور العلمي والتوعوي الذي يقوم به.
وقالت أ.د ناردين سمير، استشاري التغذية الإكلينيكية والصحة العامة بالمعهد العالي للصحة العامة بجامعة الإسكندرية، والتي أشرفت على الورشة، أن الفعالية شهدت مشاركة واسعة من الأطباء والمتخصصين ( ما يقرب من 70 طبيب) في مجالات التغذية العلاجية، الصحة العامة، الطب التجميلي غير الجراحي، والوقاية الصحية.
وأضافت أن البرنامج استهل بمحاضرة علمية موسعة، تناولت تفتيت الدهون بالحقن (Injection Lipolysis) وتقنيات الميزوثيرابي المتقدمة، حيث استعرضت أحدث البروتوكولات العلاجية المعتمدة، مع التركيز على دواعي وموانع الاستخدام، اختيار المواد الآمنة والفعالة، إلى جانب عرض عملي مباشر يوضح الأسلوب الصحيح للتطبيق وكيفية الحد من نسب المضاعفات.
وتم التشديد على أن تقنيات الحقن ليست إجراءات تجميلية بسيطة، بل تدخلات طبية دقيقة تتطلب خبرة علمية، تدريبًا كافيًا، ومعرفة دقيقة بآلية عمل المواد المستخدمة.
وأضافت سمير أن الجلسة العلمية الثانية تناولت أحدث ما توصل إليه العلم في تقنيات وأجهزة نحت وتنسيق القوام، مع التأكيد على ضرورة الاعتماد على الممارسات الطبية المبنية على الدليل العلمي (Evidence-Based Practice)، خاصة في التعامل مع حالات السيلوليت، الدهون الموضعية، وعلامات التمدد، وشملت أيضًا عروضًا تطبيقية حية لعدد من الأجهزة الحديثة، من بينها:
Cryolipolysis – Cavitation – Radiofrequency – HIFU – EMSCulpt.
وتضمنت العروض شرح آلية عمل كل جهاز، الحالات المناسبة لاستخدامه، عدد الجلسات المتوقعة، والنتائج الواقعية التي يمكن تحقيقها، مع التأكيد على أن اختيار الجهاز المناسب يجب أن يتم وفق تقييم طبي دقيق لكل حالة، وليس بناءً على الدعاية أو الانتشار التجاري.
وقالت الدكتور ميرفت السيد، مدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة، أن الورشة جاءت ضمن البرنامج العلمي للمؤتمر، والذي رفع شعار «تعزيز صحة الجهاز الهضمي للمرأة: من الدليل العلمي إلى التطبيق اليومي»، في تأكيد واضح على رؤية المركز الشاملة لصحة المرأة، والتي تربط بين الصحة العامة، التغذية السليمة، جودة الحياة، والممارسات الطبية الآمنة.
وفيما يتعلق بتوصيات ورشة العمل للفريق الطبي، فقد أوضحت السيد أن أهمها يتضمن الآتي:
ـ ضرورة إجراء تقييم طبي شامل لكل حالة قبل البدء في أي إجراء تجميلي غير جراحي، مع دراسة التاريخ المرضي والعوامل الهرمونية ونمط الحياة.
ـ الالتزام باستخدام بروتوكولات علاجية معتمدة ومبنية على الدليل العلمي، وتجنب الممارسات العشوائية أو غير الموثقة.
ـ الالتزام الصارم بدواعي وموانع استخدام الميزوثيرابي وتفتيت الدهون بالحقن، واستخدام المواد المسجلة والمعتمدة فقط.
ـ التدريب المستمر على أجهزة نحت القوام المختلفة، وفهم حدود كل تقنية لتجنب الوعود غير الواقعية.
ـ أهمية التكامل بين التخصصات الطبية، خاصة بين الطبيب المعالج واختصاصي التغذية، لتحقيق نتائج مستدامة.
ـ توعية المرضى بشكل واضح بالنتائج المتوقعة، والحصول على موافقة مستنيرة قبل بدء أي إجراء.
ـ الاستعداد لرصد المضاعفات المحتملة والتعامل المبكر معها وفق بروتوكولات واضحة.
ـ الالتزام بأخلاقيات المهنة ورفض أي إجراء غير مناسب طبيًا، حتى في حال إصرار المريض.
وأوصت السيد أيضًا بمجموعة من الرسائل التوعوية الموجهة للمجتمع، أهمها:
ـ عدم الخضوع لأي إجراء تجميلي أو جلسات نحت قوام دون استشارة طبيب مختص.
ـ الحذر من المراكز غير المرخصة أو العروض الترويجية غير الطبية.
ـ التأكيد على أن نحت القوام ليس بديلاً عن نمط الحياة الصحي، بل إجراء تكميلي بجانب التغذية السليمة والنشاط البدني.
ـ اختيار المراكز الطبية المعتمدة والأطباء المؤهلين حفاظًا على الصحة والأمان.
ـ الوعي بالمضاعفات المحتملة عند سوء الاستخدام أو غياب التقييم الطبي السليم.
وقالت السيد أن ورشة العمل جاءت في إطار التزام المركز الإفريقي لصحة المرأة بنشر الوعي الطبي الصحيح، ودعم الممارسات الآمنة، وحماية صحة المرأة من مخاطر الاستخدام الخاطئ لتقنيات التجميل غير الجراحي، مشددة على أن الجمال الحقيقي يبدأ بقرار طبي مسؤول.