لم يكن يتوقع أنه سينضم يومًا ما إلى الحجر الصحي لمصابي فيروس كورونا المستجد أو المشتبه بهم؛ ولكن فوجئ بوضعه داخل مستشفى إسنا التخصصي، بعد إجراء تحليل له أثناء عمله على إحدى السفن التي تتنقل من الأقصر لأسوان، وقضى بها 7 ليال يعاني فيها من القلق والخوف الشديد ليس فقط على ذاته ولكن كان على أسرته وأطفاله حتى سمع الكلمات التي أعادت له الأمل في الحياة وهي 'النتيجة سلبية وانت مش مصاب'.
فيروس كورونا
يقصي أحمد الحرز، معايشته داخل الحجر الصحي بمستشفى إسنا التخصصي، بدأ بأنه مقيم بقرية الأشراف القبلية، بجوار الأزهر في مدينة قنا، متزوج ولديه 3 أبناء، وكان يعمل مدير مطعم على الباخرة 'لابوهيم' تعمل الأقصر أسوان، وأثناء عمله كان فريق طبي يفحص العاملين على السفن السياحية، ووقع ضمن المشتبه بهم بالإصابة بفيروس الكورونا.
معايشة أسبوع بعد الاشتباه بإصابة ابن قنا بفيروس الكورونا
الحجر الصحي
وتابع أنه تم نقله، في سيارة إسعاف خاصة، تم وضعهم في عنبر مع 19 آخرين، كان إحساس الخوف على أسرته يطارده ولكن إيمانه القوي جعله صامدًا حتى لا تظهر عليه علامات تأثره خاصة عند محادثة أطفاله ودموع الحزن والقلق تملأ وجوههم وكان يطمئنهم عليه يوميًا، ولكن بداخله شعور آخر بعدم رؤيتهم ثانية وأنه يكون ضحية لوباء الكورونا.
وذكر الحرز أنه لن ينسى ما فعله الممرضين والأطباء تجاه كل المصابين والمشايخ بهم، حيث كانوا مصدر القوة لهم والطمأنينة، وكان يعاملونهم أفضل معاملة كأنهم من أفراد أسرهم من كثرة الإهتمام والرعاية بهم.
وأضاف أنه بعد أخذ من العينات لتحليها أصابه القلق الشديد، من ظهور النتيجة، على الرغم لم تظهر عليه أي أعراض لكورونا ولكن كان بخاطره الفيروس في مرحلة الحضانة لم تظهر له أعراض، وظل أسبوعا كاملا لم ينقصه شيء داخل الحجر الصحي كل متطلباته متوفرة مع أدوات الوقاية باستمرار، والاهتمام بالنظافة وضع أساسي بالمستشفى.
خلال الفترة القصيرة التي قضاها داخل الحجر الصحي، كان له نظام أدوية معينة لتقوية المناعة إضافة إلى الفيتامينات، وكان نظام علاج المشتبه بهم يختلف عن المصابين ولكنه لم ير مصابين في مرحلة الخطر ولكن كانوا جميعهم حالتهم مستقرة والنظام الطبي متبع أفضل الطرق للاستجابة معهم حتى تمكنوا من طرد الفيروس من 14 فرد.
وجاءت لحظة ظهور النتيجة والتي كانت سلبية، ودخلت في قلبه سعادة عارمة، وبعد سماعها من شدة فرحته هو ومن معه ظلوا يحتفلون بالتقاط الصور السيلفي وصور وهم رافعون أصابعهم بعلامة النصر على الفيروس، إضافة لذلك احتفلن السيدات بالزغاريد والأغاني، بأنهم بعد احتجازهم بصفة الوباء تم خروجهم متعافين عائدين مرة أخرى لأسرهم.
عبر الحرز عن فرحته وفرحة أسرته عندما رأته في منزله بعد الحجر الصحي حيث استقبلوه بالدموع ولكن هذه المرة كانت معبرة عن الفرحة التي أصابتهم بعد رؤيته ثانية، كما وجه رسالة لكل المقربين له أن لا بد من تنفيذ تعليمات الدولة بعدم النزول في الشوارع للسيطرة على الوباء، ومنذ عودته وأصر أسرته بعدم الخروج واستخدام المواد المطهرة والتعقيم بصفة مستمرة حتى لا يقع منهم في دائرة الحجر الصحي.