جسدت سلوى رفقي، أول مصابة بفيروس كورونا بمحافظة المنيا، قصة أول مصابة تتمكن من التعافي والعودة من فراش الموت إلى الحياة مرة أخرى، بقرية ساقولا التابعة لمركز بني مزار شمال المحافظة، لتروي قصتها علي مجالس الصبية والكبار في مقاومتها للمرض.
وتعالت صيحات الرجال والنساء فور عودة «سلوي» إلى قريتها عقب شفائها، واستقبلها الأهالي بالزغاريد إعلانا منهم عن سعادتهم البالغة بعودة من ذهبت إلى فراش الموت بسبب فيروس كورونا حيث ظن البعض أنها لن تعود، ليصطف على أعتاب منزلها المهنئون بعودتها للحياة.
«محال أن تشفي»، كلمات رددها الكثير من الأهالي لاعتقاد البعض أن مصر لن تتمكن من العبور من أزمة كورونا كغيرها من الدول، إلا أنه إعلان نبأ شفاء أول مصابة بفيروس كورونا بالمنيا أعاد من جديد الأمل بين أبناء محافظة المنيا والتي سجلت النسبة الأعلى بين محافظات الصعيد في انتشار الفيروس.
« أنا أول مصابة بفيروس كورونا بالمنيا»، بتلك الكلمات بدأت «سلوى رفقي» حديثها قائلة، «أنا إحدي المصابين بفيروس كورونا المستجد وتم شفائي بفضل ربنا وحكومتنا المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي وتواجد إمكانيات طبية ومالية بالمستشفيات والعلاجات بها».
وأضافت، «كنت أقوم بأداء رحلة العمرة بالأراضي السعودية ومشرفة على أحد الأفواج هناك»، لافتة إلي أنه عقب انتشار الفيروس هناك أصيب أحد أفراد الفوج وقامت السلطات السعودية بإجراءات التحاليل لأفراد الفوج للتأكد من عدم إصابة المعتمرين في الفوج وتم حجز الجميع داخل أحد الفنادق، إلا أن السلطات السعودية طلبت أن نقوم بمغادرة الأراضي السعودية عقب فتح الخطوط الجوية بين مصر والسعودية وبالفعل عدنا إلي مصر ووصلنا إلي مطار أسيوط وتم توقيع الكشف الطبي لجميع المعتمرين العائدين لكن لم تظهر علينا الأعراض حينها وعدت إلي منزلي بقريتي.
وستكملت، «كنت علي دراية بما يحدث من إجراءات وقائية وقمت بعزل نفسي داخل غرفتي بالمنزل وأرتدي كمامة وجوانتي وأحرص على استعمال الكحول بشكل مستمر وأقوم بقضاء حاجتي بمفردي وابتعدت عن أبنائي، مشيرة إلي أن وزارة الصحة قامت بمتابعة المعتمرين العائدين وقام الأطباء بسحب عينة مني يوم الخميس ثاني يوم من وصولي لمصر ولسوء الأحوال الجوية ظهرت نتيجة التحاليل يوم الأحد، موضحة أنني تلقيت إتصال هاتفي من وزارة الصحة لإخباري بأنني مصابة بفيروس كورونا وأن حالتي إيجابية وسيتم إرسال سيارة إسعاف لنقل إلي مستشفي إسنا للحجر الصحي، مشيرة إلي أنني لم أكن الحالة الوحيدة فقد أصيب عدد كبير من المعتمرين العائدين من أبناء بني مزار ونقلوا أيضا للحجر الصحي.
وأضافت، بداية العزل داخل العنبر لم أتحدث إلي أحد من المصابين أو الأطباء لكنني كنت حريصة علي متابعة أبنائي عقب سحبت عينات لهم أثبتت سلبيتها جميعا حينها شعرت بالراحة، وبدأت رحلة بقائي بالمستشفي تلقيت معاملة حسنة ونظام علاجي وغذائي استمريت عليه لمدة ثمانية أيام حينها لم أفقد الأمل في مغادرة فراش الموت، حتي أتت تلك اللحظة التي سحبت لي أول عينة عقب مرور 8 أيام وجاءت سلبية ومضي 48 يوم أخرين وسحبت لي عينة ثانية وأيضا كانت سلبية وتقرر خروجي بعد أن لقبت بأول مصابة بفيروس كورونا بمحافظة المنيا لقبت أيضا بأول متعافية من المرض في المحافظة وخرجت وخرج معي ثلاثة من المعتمرين الذين تم الإعلان عن تحول نتائجهم من إيجابية إلي سلبية.
وأردفت، خرجت من مستشفي العزل وأنا أترقب نظرات السعادة من أبنائي بعودتي مرة أخري للحياة، وعقب وصولي استقبلني أهالي بلدتي بالزغاريد والفرحة لنجاحي في مقاومة المرض وعودتي من جديد للعيش بين أحضان أسرتي.