اخفى والدته عن الأنظار وشرع في قتل شقيقه.. كيف فضحت "ماري ترامب" الرئيس الأمريكي؟

ترامب
ترامب
كتب : سها صلاح

في الاسابيع الماضية اخفق الرئيس الأمريكية دونالد ترامب كثيراً في محاولات كسب الشعب مرة أخرى للاصطفاف حوله، حيث مر بأزمات عدة بداية من إعلانه القدس عاصمة إسرائيل مروراً بإدارته الخاطئة لأزمة فيروس كورونا وتصريحاته العشوائية على جميع الدول، نهاية بآخر فضيح في كتاب 'جون بولتون' مستشاره الخاص الذي كشف أسرار عن الرئيس لم تكشف من قبل، مما أسفر إلى قلة عدد مؤيديه للانتخابات المقبلة في نوفمبر 2020، ولكن اليوم ظهرت فضيحة جديدة على السطح بإمكانها انهاء 'ترامب' نهائياً، فمرة أخرى فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منع نشر كتاب يكشف أسراراً ضارة قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي يسعى فيها للبقاء في منصبه فترة أخرى مدتها أربع سنوات، لكن الكتاب هذه المرة يمثل إحراجاً بالغاً، فالمؤلفة ابنة شقيق ترامب والكتاب يكشف أسرار طفولته 'المضطربة'، فما القصة؟

اقرأ أيضاً: رئيس الكنيست السابق يفجر مفاجأة: ترامب هو من أوقف خطة "الضم".. لهذا السبب

لماذا اختفت والدة ترامب عن الأنظار؟

عندما انتقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يناير الماضي، حرص على وضع صورة لوالده فريد ترامب، خلف مكتبه. ورغم إضافته صورة لوالدته ماري ترامب، مؤخرا، إلا أن صورة والده تظل الأكثر بروزا، على حد قول أحد الموظفين السابقين في البيت الأبيض.

وقال تقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، إن أولوية وضع صور العائلة لدى ترامب، تؤكد التفاوت في علاقته مع والديه الواضح منذ عقود، وملخصه 'وجود والده المستمر وتذكر والدته المتأخر دائما'.

ماري ترامب

عادة ما تكون أمهات الرؤوساء مؤثرات إلى حد كبير، من باربرا بوش (والدة جورج دابليو بوش)، إلى فيرجينيا كيلي (والدة بيل كلينتون)، وآن دنهام (والدة باراك أوباما)، والأثر الذي تركته هذه الأمهات على أبنائهن لا يقبل الجدل، ولم ينس الأبناء الاحتفاء بهن في حياتهم السياسية.

أما والدة الرئيس الأمريكي الحالي فكانت مختفية عن الأنظار لعدة سنوات من قبل أن يضع نجلها يده على نسخة الإنجيل التي منحته إياها، في يوم التنصيب.

اقرأ أيضاً: استطلاعات الرأي الأخيرة تنهى "أسطورة ترامب".. هل الكابوس الانتخابي يرعب الرئيس الأمريكي؟

كانت ماري ترامب، ربة منزل، تقبل أي شيء دون احتجاج، وزوجة لا تتشاجر مع زوجها الصارم، وأم غرست بذور فطنة ابنها الثاني التي قادته إلى ارتفاع الشأن والتميز، ولم يتحدث عنها الابن كثيرا في كتابه بعنوان 'Think Big' الذي نشره عام 2007، رغم تحديثه عن تأثير والده العظيم عليه.

من هي والدته؟

مهاجرة فقيرة جاءت من الركن الشمالي الغربي في اسكتلندا، ولدت في 1912، وكان ترتيبها العاشرة بين 10 أبناء لأب يعمل صيادا/ وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، تأثر اقتصاد المنطقة بصورة كبيرة، فضلا عن مقتل 15% من رجالها في الحرب،ما دفع الكثيرين إلى الهجرة ومن بينهم ماري وبعض شقيقاتها.

والدة ماري ترامب

سافرت ماري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووفقا لتصريحاتها، قالت إن أمريكا قدمت لها فرصا كثيرا أثناء المرحلة العصيبة التي كانت تمر بها. وخلال الفترة التي قضتها ماري هناك، ساعدتها شقيقتها في العثور على عمل كمديرة منزل ومربية لدى إحدى العائلات الثرية في ضواحي نيويورك.

اقرأ أيضاً: كئيب وربطة عنقه في مظهر غريب.. "مشية العار" تظهر على ترامب

تعرفت ماري على فريد ترامب، الذي كان عامل بناء ناجحا جدا في البلدة، في إحدى الحفلات التي ذهبت إليها مع شقيقتها، وتزوجا في يناير 1936، وأنجبا ماريان في 1937 وفريد الصغير في 1938 وإليزابيث في 1942 ودونالد في 1946 وروبرت في 1948.

ظلت ماري متزوجة من فريد ترامب لما يزيد عن نصف قرن، وعاشت معه هو وأطفالهما الخمسة دون أن تكل أو تمل، وتطوعت للعمل في أحد المستشفيات العامة، وظلت تمارس أنشطتها في المدارس والجمعيات الخيرية والنوادي الاجتماعية.

والدة ماري ترامب

وفي ولادتها الأخيرة، تعرضت ماري إلى نزيف حاد تتطلب استئصالا سريعا للرحم ما أدى إلى عدوى خطيرة بالمعدة تطلبت جراحات عديدة، وكان من المحتمل أن تفارق الحياة. وفي هذه الأثناء، كان عمر دونالد لا يتجاوز العامين ونصف العام، وكانت هذه تجربة قاسية بالنسبة لطفل في عمره، لكن تعافت والدته وعادت إلى روتينها اليومي وأعمال المنزل.

وعن التأثير النفسي لهذه الفترة على نفس دونالد، يقول الأطباء النفسيون إن هذه المرحلة جعلته يمر بمرحلة الاستقلال بعض الشيء عن والدته، ما أثر على شعوره بالأمان والثقة بالذات.

اقرأ أيضاً: مستشار "ترامب" يقضي على شعبيته وينشر فضائح للرئيس الأمريكي.. هل هناك فرصة لولاية ثانية؟

وفي مقابلات أجراها ترامب على مدار العقود العديدة الماضية، وصف والدته ماري بـ'المذهلة' و'الرائعة' و'الرقيقة جدا' و'ربة منزل تحب عملها'، وفي عام 2005، ظهر ترامب في حلقة من برنامج مارثا ستيوارت، وأبدى إعجابه الشديد برغيف اللحم الذي تعده والدته.

توفت ماري ترامب عن عمر 88 عاما في عام 2000، بعد 10 سنوات عن سؤالها الذي طرحته بعد انفصال دونالد عن زوجته الأولى إيفانا: 'أي نوع من الأبناء أنجبت؟'، وفقا لمجلة فانيتي فير الأمريكية.

ودالة ماري ترامب

وقام ترامب ببناء نادي جولف في اسكتلندا، بناء على رغبة والدته، وقال آنذاك إنه أراد عمل شيء مميز لوالدته. كما قام برحلة إلى قرية والدته تونج، وقضى هناك 3 ساعات، و97 ثانية داخل المنزل الذي ترعرعت فيه.

كتاب ماري ترامب الذي أزعج الرئيس؟

ماري ليس أسم والته فقط ففي حياة 'ترامب' ماري أخرى وهي نجله شقيقه، وخلال الأيام الماضية أعلن موقع 'أمازون' وفي إعلان ترويجي للكتاب ذكر أن ماري ترامب ستوضح كيف أصبح عمها الرجل الذي يهدد حالياً الصحة العالمية والأمن الاقتصادي والنسيج الاجتماعي. وانها ستشرح في الكتاب كيف أن أحداثاً معينة ونماذج أسرية صنعت الرجل السيء الذي يشغل حاليا المكتب البيضاوي بما في ذلك العلاقة الغريبة بين جدها ووالدها من جهة وبين دونالد ترامب من جهة ثانية.

وستتهم ماري الرئيس دونالد ووالده بلعب دور في وفاة والدها وعدم مساعدته وحرمه من الميراث كما ستتهم الرئيس بأنه عزل والده وسخر منه، بعد أن بدأ يعاني من مرض ألزهايمر.

وترجع الخلافات بين ماري وعمها الرئيس وعمتها ماريان ترامب باري القاضية الفيدرالية المتقاعدة إلى نحو عشرين عاما بسبب دعاوى قضائية أقامتها ماري وشقيقها ضدهما معتبرين ان وصية جدهما خضعت للاحتيال والتأثير غير المشروع من جانب دونالد وأخوته داعية اياهم الى ان يخجلوا من أنفسهم لما قاموا به من تحايل خلال المعركة القضائية.

من هي ماري ترامب نجلة شقيقه؟

ماري ترامب، البالغة من العمر 55 عاما، هي ابنة فريد ترامب جونيور، الشقيق الأكبر للرئيس، الذي توفي عام 1981 عن عمر ناهز 42 عاما.

وكان والدها يعانى من إدمان الكحول طوال حياته، وتسببذلك في إصابته بنوبة قلبية أدت إلى وفاته المبكرة،واستشهد ترامب في السابق بالمشاكل الشخصية التي واجهت شقيقه كدافع لجهود إدارته في التصدي لإدمان الأفيون.

وقال ترامب، في مقابلة العام الماضي مع صحيفة 'واشنطن بوست'، إنه يشعر بالندم للضغط على شقيقه الأكبر للانضمام إلى شركة عقارات العائلة، بينما كان يسعى لتحقيق أحلامه في أن يصبح طيارا.

واحتجبت ماري ترامب إلى حد كبير عن الأضواء بعد أن أصبح عمها رئيسا للبلاد، على الرغم من أنها كانت تنتقده في الماضي،وترجع الخلافات بينهما إلى نحو 20 عاما بسبب دعوى قضائية أقامتها هي وشقيقها ضد عمهما وإخوته.

ففي عام 2000، رفعت ماري ترامب وفريد ترامب، شقيقها الثالث، دعوى قضائية اعتراضا على نصيبهم في أموال تركة والد دونالد ترامب، فريد ترامب الأب.

وتقول صحيفة 'نيويورك ديلي نيوز' إنهما قالا إن وصية عام 1991 'خضعت للاحتيال والتأثير غير المشروع' من جانب دونالد ترامب وأخوته، حيث كان يعانى رب الأسرة من الخرف.

شقيق ترامب

وقالت ماري ترامب للصحيفة إن عمتها وأعمامها كان 'يجب أن يخجلوا من أنفسهم' خلال المعركة القضائية،كما رفعت ماري ترامب وشقيقها دعوى قضائية أخرى بعد إلغاء تأمينهم الصحي التابع لشركة 'ترامب'، كخطوة انتقامية واضحة ردا على الدعوى القضائية الأولى.

وأشارت تقارير إلى تسوية القضية في النهاية دون الكشف عن التفاصيل.

وتقول مجلة 'بيبول' إن السجلات العامة تشير إلى أن ماري ترامب ولدت في مايو/أيار عام 1965 وتعيش في لونغ آيلاند، في نيويورك.

وذكرت مجلة 'فوربس' أنها حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة 'تافتس' في ماساتشوستس، ودرجة الماجستير في نفس التخصص من جامعة 'كولومبيا' في نيويورك.

كما حصلت على درجة الدكتوراة في علم النفس الإكلينيكي من جامعة 'أديلفي' في نيويورك.

ويشير ملف التعريف الشخصي لماري ترامب، المحذوف حاليا من على منصة 'لينكدإن'، إلى أنها مدربة معتمدة في شؤون الحياة.

ويقال إنها أسست في عام 2012 'مجموعة ترامب للتدريب'، شركة مقرها نيويورك.

ويقول موقع الشركة على الإنترنت: 'هل أنت مكتئب وتشعر بالإحباط؟ هل ترغب في معرفة المعنى الحقيقي لحياتك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فباستطاعة مدربي شؤون الحياة لدينا أن يخرجوك من مثل هذه المواقف السيئة'.

ويبدو أن ماري ترامب، وفقا لتغريدات منسوبة إليها، كانت تشعر بالإحباط يوم انتخاب عمها عام 2016،ويقول منشور على حساب يحمل اسمها: 'إنها إحدى أسوأ الليالي في حياتي'.

كما وصفت تغريدة أخرى منافسته الخاسرة هيلاري كلينتون بأنها 'إنسانة استثنائية وموظفة حكومية'،كما تحتوي سطور السيرة الذاتية الخاصة بها على حسابها على موقع تويتر على هاشتاغ 'حياة السود مهمة'، وعلم لتأييد زواج المثليين.

ابنه شقيق ترامب تكشف كيف تربى؟

قبل أن تخف حدة العاصفة التي أثارها نشر كتاب مستشار ترامب السابق للأمن القومي جون بولتون 'مذكرات البيت الأبيض'، وهو الكتاب الذي تم بيع أكثر من 800 ألف نسخة منه في الأسبوع الأول لصدوره، وخاض الرئيس معركة قانونية شرسة لمنع نشره وخسرها، أعلنت نفس دار النشر عن صدور كتاب ماري ترامب، ابنة شقيق ترامب، الأسبوع المقبل، أي قبل أسبوعين من الموعد الذي كان مقرراً له.

كتاب بولتون كشف العديد من الأسرار بشأن كيفية اتخاذ الرئيس قراراته في السياسة الخارجية وكيفية إدارة محادثاته مع الرؤساء والزعماء الأجانب، وجاء بمثابة قنبلة انفجرت وتناثرت شظاياها في كل اتجاه وتلقفها المعسكر المعادي لترامب، لرسم صورة عن 'الرئيس الفوضوي الذي لا يحترم القانون ولا يعمل لصالح الدولة الأكبر في العالم، لكنه يركز فقط على مصالحه الخاصة، وكيفية الفوز بفترة رئاسية ثانية بأي ثمن'، بحسب توصيف بولتون نفسه.

وبحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها دار النشر، تكشف ماري – ابنة شقيق ترامب – الكثير عن طفولته التي وصفتها 'بالمضطربة'، وكيف أنه عانى من 'المعاملة السيئة' على يد والده فريد ترامب: 'اليوم، دونالد لا يختلف كثيراً عما كان عليه في الثالثة من عمره: غير قادر على النضج أو التعلم أو التطور وغير قادر على ضبط مشاعره أو التحكم في ردود فعله أو استقبال وتحليل المعلومات'.

ماري تعمل أخصائية نفسية، وهو ما يعطي مصداقية لتوصيفها، وتضيف أيضاً في الكتاب، بحسب المقتطفات، كيف أثَّرت نشأة الرئيس على تشكيل شخصيته؛ بين أم مريضة وأب – فريد ترامب – يعمل في مجال تطوير العقارات ويركز كل اهتمامه على العمل 'والحب لا يعني له شيئاً' ولا يتوقع سوى 'الطاعة العمياء'.

وتقول المؤلفة أيضاً: 'الإساءة للأطفال، في أحد معانيها، هي مسألة 'أكثر من اللازم أو غير كافية'، وقد عانى دونالد كطفل من حرمان (عاطفي) ترك آثاره المدمرة عليه حتى نهاية عمره'.

وفي موضع آخر من الكتاب، قالت أيضاً: 'إضافة للمعلومات الأصيلة التي أمتلكها بصفتي ابنة شقيق الرئيس، لديَّ أيضاً منظوري الخاص كإخصائية نفسية مدربة وخبيرة. الكتاب عبارة عن قصة أغنى وأشهر عائلة في العالم، وأنا الوحيدة من بين أفراد تلك العائلة الراغبة في أن تحكي تلك القصة'.

الانتخابات الرئاسية تشتعل

لا يمكن بالطبع فصل ما يحدث عن السباق الانتخابي الذي يخوضه ترامب ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن، والمقرر له يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بل إن توقيت نشر كتاب بولتون وأيضاً كتاب ماري مرتبط بشكل أساسي بتلك الانتخابات.

وقد حقق كتاب بولتون مبيعات قياسية بلغت 800 ألف نسخة في الأسبوع الأول لطرحه، بينما أعلنت دار النشر عن طبع 750 ألف نسخة بالفعل من كتاب ماري، في ظل مؤشرات على أن مبيعاته ستتخطى كتاب بولتون، وهذا بالطبع يصب مالياً في صالح المؤلفين، وهذه الحجة هي ما يرتكز عليها المدافعون عن ترامب، بالقول إن هدف بولتون وماري هو تحقيق المصلحة الخاصة مالياً فقط دون أي اعتبارات أخرى.

صحيح أن نشر كُتب أو مذكرات تخص الرئيس الأمريكي أو البيت الأبيض في عام الانتخابات ليس سابقة خاصة بترامب، لكن ربما يكون الرئيس المثير للجدل هو الوحيد الذي تعرض لموقف نشر كتابين من شخصين مقربين منه (مستشاره السابق للأمن القومي وابنة شقيقه) يرسمان معاً صورة قاتمة عن شخصيته منذ الطفولة وحتى وجوده في البيت الأبيض، أما عن مدى تأثير ذلك على توجهات الناخبين، فمن المستحيل توقعه بصورة حاسمة قبل ظهور النتائج بعد أقل من أربعة أشهر.

لكن القصة هنا هي أن كتاب ماري ترامب لا يكشف فقط أسرار طفولة الرئيس، لكنه يحكي قصة 'فرد من أسرة ترامب تشمل معلومات عن مخالفات مالية وأسرية ارتكبها رئيس الولايات المتحدة وأفراد أسرته. هذا الكتاب يتناول قضايا ذات أهمية كبرى لبلادنا، وفيه آراء تخص رئيس البلاد وتعاملات أسرته المالية'، بحسب محاميها، وهذه نقطة أخرى يخشى فريق الرئيس أن تساعد الادعاء في قضية مطالبة ترامب بالكشف عن حساباته الخاصة وملفات تعامله الضريبي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً