خلقت الحرب الأهلية الدائرة في اليمن قنبلة موقوتة قبالة ساحل البحر الأحمر في البلاد، حيث استولى الحوثيين على ناقلة النفط اليمينة 'صافر'، وهي ناقلة عملاقة تبلغ من العمر 45 عامًا محملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام بين الأطراف المتحاربة وتركت لتتحلل،يحذر النشطاء والمسؤولون من أن السفينة 'صافر' يمكن أن تتسبب في نزيف حمولتها في البحر في أي وقت ، مع عواقب مدمرة على الطبيعة وشعب اليمن المحاصر بالفعل.
وتقول الحكومة اليمنية إن السفينة ذات الهيكل الواحد جزءًا من البنية التحتية الوطنية للنفط في اليمن قبل بدء الحرب، بشكل دائم على الموانئ الحيوية في رأس عيسى والصليف والحديدة ، تم استخدامه كمحطة لتفريغ صادرات النفط اليمنية حتى أوقفت الحرب كل هذا النشاط تقريبًا، ومنذ ذلك الحين ، أصبحت هذه الموانئ بوابة لنحو 85٪ من المساعدات الإنسانية الحيوية، لكنها لا تزال غير كافية قادمة إلى اليمن الذي مزقته الحرب.
اقرأ أيضاً: الاتفاق بين الحكومة اليمنية و"الانتقالي الجنوبي" على وقف إطلاق النار وبدء محادثات
ناقلة صافر: 1.1 مليون برميل نفط
بحسب الأمم المتحدة، تحمل الناقلة صافر على تحمل 1.1 مليون برميل من النفط الخام، وقدرت المصادر أنه يمكن أن تصل قيمة الشحنة المحملة على متن الناقلة صافر، إلى أكثر من 60 مليون دولار، بناءً على أسعار النفط الحالية.
وتقول 'آي بي سي' الأمريكية أن عمر باخرة صافر يزيد عن 44 سنة، وهي في الخدمة لما يقارب 30 عام، الباخرة عملياً خرجت من الخدمة لما يزيد عن 10 سنوات، فالوضع المتهالك للباخرة أدى الى سقوط أحد الاجزاء المتآكلة فيها في مطلع العام 2019، ولحسن الحظ لم تسقط على الأنابيب التي تغذي الباخرة، حيث يوجد بالقرب من الأنابيب ما يزيد عن 20,000 ألف برميل من النفط الخام، والا لكان الوضع كارثياً.
تسرب نفط صافر كارثة للمياه الدولية
يشكل وجود الناقلة صافر، وسط البحر الاحمر، وعلى مقربة من مدينة الحديدة اليمنية، ذات الطقس الحار، ودرجة الحرارة المرتفعة، يجعلها أكثر عرضة للرطوبة، والتآكل، ويفاقم من خطر تصدعها وتسرب النفط الخام، إذا ما ظل الامر على ما هو عليه، دون حلول، ودون تدخل دولي لتفادي وقوع الكارثة.
يبدو من الصعب، التنبؤ بكيفية انتشار البقع النفطية الملوثة للبحر، في حال حدوث تسرب، حتى مع اعقد برامج الحاسوب للاستشعار عن بعد، يظل من المستحيل التنبؤ بدقة حول الكيفية التي سيجري عليها تصريف بقع الزيت.
ويقول موقع Open Democracy الأمريكي في تقرير إذا ما اشتعلت الغازات الموجودة على متن السفينة، يتخوف الخبراء من أنها قد تسبب انفجارًا قاتلًا لأي فرد أو وسيلة شحن في المنطقة المجاورة وقت حدوثه.
وأضاف: 'على بعــد خمسة أميال من ساحل اليمن تكمن قنبلة عائمة فهناك تقبع سفينة تخزين النفط 'صافر' التي لاتــزال ـ إلى حد ماـ دون مراقبة في البحر الأحمر منذ مدة نصف عقد من الزمن'.
كارثة ناقلة نفط صافر
وأشار التقرير إلى أنه 'وصلت السفينة صافر الى حالة فوضوية يرثى لها، مع انتشار الصدأ حول معدات جسم السفينة وعلى متنها الممتلئ بأكثر من مليون برميل من النفط الخام، والذي يُعتقد أنه بمرور الوقت يشع غازات قابلة للاشتعال باستمرار، مما يعني أن السفينة قد تنفجر، هذا في حال لم تبدأ بتسريب كميات هائلة من النفط إلى البحر'.
ونوه الى أنه من شأن ذلك أن يتسبب في كارثة بيئية ضخمة - كارثــة من شأنها أن تؤثر على حياة الملايين من الناس في المنطقة، متسائلاً: كيف انتهى الأمر بهذه السفينة لتصل لمثل هذه الحالة المؤسفة؟
ناقلة النفط صافر
وعندما اندلعت الحرب في اليمن في مارس 2015، لم يفكر سوى عدد قليل من الناس في السفينة. وقد تم الاستيلاء عليها ومعها العديد من الأصول الأخرى التي تملكها نفس الشركة من قبل المتمردين الحوثيين،ولكن على عكس المنشآت البرية وخطوط الأنابيب، فإن السفينة 'صافر' تجد نفسها الآن في مأزق محفوف بالمخاطر بشكل خاص ـ متروكة في عرض البحر، وتتآكل بسرعة حتى اللحظـة.
ووفق الموقع الأمريكي ' ثبت أن الصراع في اليمن طويل ومعقد، مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق. فالحكومة المعترف بها دوليا في البلاد، والتي تدعمها حاليا المملكة العربية السعودية، ليس لديها إمكانية الوصول إلى السفينة لأنها ما تزال تحت سيطرة الحوثيين الذين يقول المحللون إنهــم يستخدمونها كوسيلــة للضغط'.
ناقلة النفط صافر
وفي غياب الصيانة الثابتة بالصنفرة ودهن هيكلها، تركت السفينة ' صــافر عرضة للصدأ،بالإضافة إلى ذلك، فالبحر الأحمر عبارة عن جسم مائي له ملوحته الخاصة، مما يعني أن جسم السفينة يتآكل بشكل أسرع من أي مكان آخر في العالم.
وهذا يعني أن السفينة تشكل تهديدًا كبيرًا للشعاب المرجانية القريبة والحياة البحرية ومحطات تحلية المياه في المنطقة التي توفر مياه الشرب إلى البلدان المجاورة بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
جون كورلي -متخصص في الإنقاذ كان يعمل في السابق في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- شارك في إنقاذ وإزالة السفن من الموانئ العراقية خلال حرب العراق، يعتقد بأنه في حال سمح الحوثيون بالوصول إلى السفينة صافر، ستصبح عملية معالجتها واضحة إلى حد ما.
ناقلة النفط صافر
يقول 'في الأساس، بمجرد إعطاء الضوء الأخضر، سننتقل إلى الموقع، مضيــفاً 'لقد قمنا بتقييم الوضع على سطح السفينة ومعرفة حالة النفط والكميات المتواجدة على متنها'.
وطبقاً لما ذكره التقرير 'قد يشمل تفريغ النفط من 'صافر' الحَفر عبر الهيكل الممتد على أحد جانبي السفينة، أسفل الخط المائي، والاستعانة بالغواصين أو المركبات التي يتم تشغيلها عن بُعد لربط 'الحبال المخفية' تحت الماء ـ مما سيمتص الحمولة العالقة لملء المراكب التي تنتظر في مكان قريب.