لبنان يغرق في الأزمة الاقتصادية بسبب المخطط "البونزي".. هل تنقذ زيارة وزير الخارجية الفرنسي البلاد؟

الازمة الاقتصادية في لبنان
الازمة الاقتصادية في لبنان
كتب : سها صلاح

على مدى الأيام الماضية، شهدت الأروقة السياسية في لبنان تداول معلومات حول دخول تركيا على خط الملف اللبناني من بوابة الأزمة الاقتصادية، مستغلة الأوضاع المعيشية التي تتدهور بشكل متسارع نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية،و مازالت الاحتجاجات اللبنانية تعم البلاد منذ ٣ أشهر، واشتدت قوتها عقب التقنين الحاد التيار الكهربائى، حيث تشهد بيروت ومختلف المناطق اللبنانية تقنينا حادا وانخفاضا كبيرا في ساعات التغذية الكهربائية، أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات في ظل موجة حر تشهدها البلاد.

ويأتي كل ذلك تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لبنان اليوم وغداً حيث تمر البلاد بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، فهل ستكون تلك الزيارة بداية الانفراجة إلى لبنان أم ستزيد من خنقها؟

اقرأ أيضاً: دعم المتظاهرين و إقامة مؤسسات للفقر.. ماذا تفعل تركيا في لبنان؟

لبنان على غرار فنزويلا

في بيروت ، يوجه جان إيف لو دريان رسالة حازمة للسلطات اللبنانية التي تمانع في تنفيذ الإصلاحات التي طلبهتها الدول المانحة للأموال، ووفقاً لصحيفة 'ريفي فير' الفرنسية فإن الإصلاحات المطالب بتوفيرها الحكومة تتضمن مكافحة الفساد ، والسيطرة على تدفقات رأس المال الخارجة، وإعادة توجيه الاقتصاد، وكان من المفترض أن تتم قبل عامين بالفعل، ولكن بعد مؤتمر سيدري من أجل تنمية لبنان ، المنعقد في أبريل 2018 في باريس برعاية فرنسا، لم يحدث أي شئ من تلك المطالب بل ازداد الأمر سوءاً.

ومنذ ذلك الوقت، تغرق البلاد في الأزمة الاقتصادية، مع زيادة حالات الانتحار بسبب فشل المواطنين في توفير احتياجتهم اليومية البسيطة، وبالتالي فلبنان تعيد للأذهان حالياً التجربة الفنزويلية، حيث يبلغ إجمالي ديون لبنان 90 مليار دولار، أي ضعف الناتج المحلي الإجمالي تقريبًا،أما كمية الأموال التي تبخرت في التقلبات النظام المالي تقدر بـ 85 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: اتناول وجبة واحدة والمنزل مظلم ٢٢ ساعة.. سبعينية تروي مآساة أزمة الطاقة في لبنان

مخطط احتيال في لبنان

وتقول الصحيفة أن البنوك اللبنانية حققت الكثير من الأموال لإقراضها للبنك المركزي بمعدل قياسي بلغ حوالي 15٪، للعثور على السيولة النقدية، وبالتالي استفاد النظام من 1٪ من اللبنانيين الذين يمتلكون 80٪ من الودائع المصرفية، وهذا ما يسمى 'المخطط البونزي'، ومن الواضح، أن أعضاء النخبة في السلطة من جميع الأديان مجتمعة على الذين لديهم في الغالب حصص في هذه البنوك.

وقد تم إجراء الودائع بشكل رئيسي بالدولار منذ أن طمأن التكافؤ الثابت مع الدولار وحافظ على أسطورة الجنيه القوي، وطالما عملت الهندسة المالية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، غض الطرف الجميع. ولكن بمجرد أن جفت عمليات النقل ، توقفت الجمعية.

قد يكون منح مساعدات صندوق النقد الدولي فرصة لتنظيف هذا النموذج المخادع ، ولكن في الوقت الحاضر يقاوم المستفيدون الرئيسيون، حيث كان لدى البنوك وعملائها الأثرياء الوقت لتحويل رؤوس أموالها إلى الخارج، محمية من التضخم وانخفاض قيمة العملة التي تقوض الآن مدخرات الطبقة الوسطى اللبنانية.

أنصار الصبر من حلفاء لبنان

إن الأوقات صعبة اليوم على لبنان لأن مؤيديه التقليديين ، دول الخليج والولايات المتحدة وفرنسا ، يواجهون صعوبات اقتصادية متزايدة في الداخل مرتبطة بالوباء، وينفد صبر هؤلاء الحلفاء، خاصة بعد تفاقم نفوذ إيران من خلال حزب الله يزعج واشنطن.

تستنكر باريس شلل السلطات، لكن رئيس الدبلوماسية الفرنسية يأتي أيضًا إلى بيروت لإظهار تضامن فرنسا مع السكان الذين يعانون من هذه الأزمة. جان إيف لو دريان يجلب دعم حقيبته للمدارس الناطقة بالفرنسية.

ويطمح لبنان إلى الحصول على دعم خارجي بأكثر من 20 مليار دولار، بينها 11 مليارا أقرها مؤتمر 'سيدر' الذي انعقد في باريس في 2018 مشترطاً إصلاحات.

اقرأ أيضاً: مسؤول لبناني سابق يكشف فضائح: البنوك هرّبت 6 مليارات دولار للخارج منذ أكتوبر

ومن المقرر أن يلتقي لودريان أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي. كما سيزور الجمعة مستشفى رفيق الحريري في بيروت، حيث تتركز جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد في لبنان.

ويفترض أن يعقد الجمعة كذلك اجتماعاً حول التعليم الفرنكفوني مع مديري المدارس الفرنكوفونية، المتأثرة أيضاً من الأزمة الاقتصادية وبعضها مهدد بالإغلاق.

وفي هذا الصدد، قررت فرنسا، القوة المنتدبة السابقة في لبنان بين عامي 1920 و1943، صرف مبلغ 12 مليون يورو بشكل طارئ في الأشهر المقبلة لدعم تلك المؤسسات.

وزيارة لودريان هي الأولى لمسؤول سياسي غربي منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19 عالمياً الذي تسبب بالحد من عمليات السفر حول العالم.

وفي 8 يوليو، قام الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط، بزيارة إلى لبنان التقى فيها خصوصاً الرئيس ميشال عون.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً