يترقب العالم أجمع اكتشاف لقاح مناسب لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي أصاب الملايين، وقتل ما يزيد عن نصف مليون شخص حول العالم، وتتسابق كبرى شركات الأدوية، والمعامل في شتى أنحاء الكون لاكتشاف لقاح مناسب لفيروس كورونا، للقضاء على الجائحة وإنقاذ ملايين الأشخاص من الخطر التي بات يهدد الجميع دون تفرقة، وأحرزت شركات الأدوية تقدما في تطوير لقاحات ضد الفيروس، حتى سارعت دول غنية إلى إبرام عقود ضخمة لأجل الحصول على أعداد كبيرة من الجرعات.
وفي هذا الصدد، قال رينات ماكسيوتوف مدير عام مركز Vector الروسي للبحوث العلميّة، إن مؤسسته تخطط لبدء إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في نوفمبر المقبل، ولذلك من الممكن الحديث عن بدء عمليّات التطعيم ضد المرض مع حلول نهاية هذا العام، وبداية العام المقبل.
وفي السياق ذاته، قالت نائبة رئيس الحكومة الروسيّة تاتيانا غوليكوفا، في اجتماع حول الوضع الصحي والوبائي في روسيا بمشاركة الرئيس فلاديمير بوتين، إنّه من المقرّر أن يتم تسجيل اللّقاح الذي طوّرته شركة Vector ضد الفيروس في سبتمبر، ومن المقرّر إنتاج الدفعة الأولى منه في أكتوبر.
ووصلت لقاحات كثيرة، إلى مرحلة التجارب السريرية، وسط مؤشرات إيجابية بشأن فعاليتها، فيما تشير الأرقام إلى أن الدول الغنية حجزت أكثر من مليار جرعة من تلك اللقاحات.
وأوضحت شبكة "بلومبرغ"، أن الدول الغنية حرصت على إبرام عقود مع الشركات القائمة على تصنيع اللقاح في وقت مبكر، أي قبل اكتمال التجارب، حتى تكون أول من يحصل على اللقاحات، بينما قد تجد باقي دول العالم نفسها في نهاية الجهود العالمية لتطويق الوباء.
وأبرمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عقودا مع شركة الدواء "سانوفي" و"غلاكسو سميث كلاين"، أما اليابان فتعاقدت مع شركة "فايزر"، إضافة إلى عقود أخرى، وهناك تحرك من الاتحاد الأوروبي بدوره لأجل الحصول على جرعات من اللقاحات، علما أن نجاعتها ما زالت غير مضمونة حتى هذه اللحظة.
ويرى مجموعة من الخبراء أن اللقاح متاحا للجميع وبثمن مناسب، ولكن في الوقت ذاته ثمة من يرى أن الطلب المرتفع قد يكون عائقا كبيرا نظرا لعدد سكان العالم الذي يقارب 7.8 مليار، ويخشى كثيرون أن تقوم الدول الغنية باحتكار اللقاحات، وهو ما حصل فعلا في سنة 2009، عندما تفشى إنفلونزا الخنازير.
ومن جانبها، حجزت اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا نحو 1.3 مليار جرعة من اللقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا المستجد، بحسب شركة "إير فينيتي" المختصة في تحليل البيانات.
وبحسب نموذج حسابي اعتمدته الشركة، فإن الشركات لن تستطيع صناعة مليار جرعة من اللقاح المحتمل إلا في الربع الأول من سنة 2022، وهذا يعني أن الدول الفقيرة ستنتظر طويلا على الأرجح.
وفي ذات السياق، قال راسموس بيش هانسن، وهو المدير التنفيذي لشركة التحليل البريطانية: "حتى وإن نظرت بتفاؤل إلى التقدم العلمي، ليست ثمة لقاحات تكفي العالم".
وأضاف المدير التنفيذي لشركة التحليل البريطاني، أن تلقيح جسم الإنسان في بعض الأحيان، يتطلب منحه جرعتين اثنتين في بعض الأحيان، وهو ما يعني الحاجة إلى عدد إضافي لن يكون متاحا في فترة قصيرة.
ووصلت عدة مشاريع علمية إلى المراحل النهائية من تطوير لقاح ضد كورونا، مثل جامعة أوكسفورد وشريكتها "أسترا زينيكا"، إضافة إلى مشروع مشترك بين كل من "بيونتيك" و"فايزر".
وتحتاج اللقاحات إلى الحصول على عدد من الموافقات قبل المرور إلى مرحلة الإنتاج، وهذه الأمور تستغرق وقتا طويلا.