"عيب عليك دي مرات صاحبك".. فوق سريرها المتهالك رقدت العجوز بتثاقل وروح مشتتة، وفجأة تردد على سمعها صوت حركة غير عادية تنبعث من غرفة ابنها، وما إن توجهت إلى مصدر الصوت حتى رأت ابنها في وضع مخل مع زوجة صديقه، تلك المرأة التى ارتبط بها الابن العاق لمدة 9 سنوات في علاقة آثمة، والتي لطالما أخبرته والدته أنها ليست من ثوبه، ارتجفت أنامل الأم، وتملكتها رعشة شديدة، وانطلقت كلمات من بين ثنايا فمها تعاتبه وتوبخه، فكيف لها أن تقتنع بكلمات حب ملوثة بـ"الزنا"، والتى طالما لوث بها ابنها العاق أذنيها عن علاقته بزوجة صديقه، وأنه ينوي تطليقها منه ليرتبط هو بها، ضاربا بكل العادات والتقاليد عرض الحائط.
"هفضحكم انتم الاتنين".. كلمات سارعت على إثرها تلك العشيقة، المرأة اللعوب، إلى الهرب، إلا أن الابن أصر على بقائها، وقفت العجوز وسط حلقة من الدهشة يخالطها حزن يحتل أركانها من تصرف الابن الجاحد الذي لم يرحم شيخوختها، مستغلا كبر سنها وهوانها، احتدم الخلاف هذه الليلة ولم يمر الأمر مر الكرام، بل كانت المواجهة القاتلة لكل ذلك الخلاف.
"هتبلغ صاحبي وتفضحني.. لازم تموت".. زعزعت تلك الوساوس كيان الابن، خفق قلبه وتسارعت دقاته، انتابه صمت عميق وشرود وذهول غريبان، انتفض من فوق مقعده وعزم على التخلص من والدته، هنا فى البيت، حيث أمه العجوز غارقة فى سبات عميق، ما دفعه للتخلص منها، وقام بخنقها بواسطة "مخدة" إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، وقام بإخفاء بعض محتويات الشقة.
"الحقني يا بيه أمي اتقتلت والبيت اتسرق".. على الفور انتقلت قوة أمنية بصحبة الابن إلى مكان الواقعة، لكشف اللغز، لكن معاينة رجال الشرطة أكدت سلامة مداخل ومخارج الشقة، واختفاء بعض محتوياتها، وبمراجعة الكاميرات بالمنطقة، لم يتم رصد دخول أو خروج أحد، وأن الضحية تتمتع بسمعة طيبة بين جيرانها.
كشفت مناظرة النيابة، أن الجثة لسيدة في العقد السادس من العمر بها إصابات وجروح بالجسم، وكدمات بمنطقة الرأس، كما تبين وجود آثار خنق وزرقان حول الرقبة وفي الوجه، وتبين أن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق، وأمرت النيابة بتشريح جثة المجنى عليها، وإعداد تقرير حول سبب الوفاة، والتصريح بالدفن عقب ذلك.
وبعمل التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الحادث، تبين عدم تردد أحد على الشقة، سوى نجلها الموظف فى السكة الحديد، وبضبطه والضغط عليه اعترف بارتكاب الواقعة، بعد معرفتها بوجود علاقة غير شرعية مع زوجة صديقه، ودخلت فى مشادة معه، وأثناء نومها كتم أنفاسها بوسادة خشية افتضاح أمره، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.