لأجل الإنسانية، باب يفصل العالم الخارجي داخل الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات بـ "فاكسيرا"، وهو أول بناء يصادفه المواطنون عند الدخول لمقر الشركة التي يعود تأسيسها إلى عام 1881، يدخله فقط من يرغب في التطوع للمشاركة في التجارب الإكلينيكية لـ لقاح فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 أو من يريد الاستفسار عن شروط التطوع والإجراءات التي يجب المرور بها ويعد ضمن 3 أماكن خصصتها وزارة الصحة لإجراء التجارب ومنهم معهد الكبد القومي ومستشفى صدر العباسية.
'لأجل الإنسانية' شعار تجارب لقاح كورونا في مصر
معايشة أهل مصر داخل فاكسيرا
لذا قامت محررة 'أهل مصر' بإجراء معايشة داخل فاكسيرا بالتطوع من أجل المشاركة في تجارب لقاح كورونا المنتظر بعدما تحدث الجميع عن أمان اللقاح ووصوله للمرحلة الثالثة من التجارب.
وكانت البداية بتسجيل درجة الحرارة على مدخل الباب '36.1'، والدخول للاستفسار عن إجراءات التطوع والرغبة في التسجيل لإجراء التجربة، وعند المرور للداخل كان هناك الكثير من الصينيين يجلسون في انتظار دورهم للمشاركة في التجارب وجميعهم يرتدي الكمامة الطبية مع تواجد أحد الأشخاص الصينيين في المركز للرد على أي أسئلة ولتنظيم جلوسهم.
تواجد كثيف من الصينيين للمشاركة في تجارب لقاح كورونا
ومن ثم كان يجب الانتظار فترة من الوقت فتم التواصل مع الدكتور مصطفى محمدي مدير مركز التطعيمات بـ 'فاكسيرا' للإجابة عن عدد من التساؤلات الخاصة بلقاح كورونا والتي تدور في أذهان المواطنين منذ الإعلان عن بدء إجراء التجارب لكن رفض التعاون إلا بموافقة رسمية من المتحدث الرسمي لوزارة الصحة.
فما كان هناك سبيل سوى العودة مرة أخرى للانتظار في مبنى من 'أجل الإنسانية' والجلوس من أجل رصد كافة التفاصيل من خلال المشاركة في التجارب للإجابة عن كافة التساؤلات بأنفسنا كمشاركين على أرض الواقع.
وبالاستفسار عما يجب القيام به للمشاركة، كمتطوعة وليس كمحررة صحفية، كان الرد بضرورة التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني Www.Covactrial.mohp.gov، والذي يحتوي على الشروط الواجب توافرها للمتطوع للمشاركة في التجربة.
ولكن رغبة منهم بعدم ذهابي وعودتي مرة أخرى كان هناك إمكانية لتسجيل كل البيانات من خلال طلب بطاقة الرقم القومي ليتم كتابة الاسم ورقم الهاتف وتحويلهم إلى كود، وعند التحدث إلى أحد المنسقات طلبت الانتظار حتى يجدوا مسئولا من وزارة الصحة لكوني المصرية الوحيدة التي تجلس بين عدد كبير من الصينيين في هذا التوقيت.
الصينيين يشاركون في تجارب لقاح كورونا بـ فاكسيرا
وبعد الجلوس فترة من الوقت كان عليهم البدء في تسجيل البيانات الشخصية على موقع الوزارة من خلال أحد الشباب الذي يظهر في مقتبل العمر لا يزيد عمره عن 20 عاما يقف مبتسما وهو يحمل بـ 'لاب توب' يدخل من خلاله على موقع وزارة الصحة لتسجيل كافة البيانات الشخصية.
وبدأ الحديث بيننا لكوني المصرية الوحيدة في هذا التوقيت وسط عدد كبير من الصينيين المتواجدين معلقا 'كان فيه حد الصبح مصري لكن دلوقتي كلهم صينيين.. ومتقلقيش اللقاح آمن'، بهذه العبارة حاول بث الطمأنينة داخلي دون أن يرى أي رد فعل يُظهر تخوف جراء التجربة ولكن لأن أغلب المتواجدين من الصينيين، وبالحديث مع أحد الممرضين المنسقين لدخول المتطوعين كشفت أن أغلب المتطوعين للتجارب من الرجال.
مشاركة الصينيين بتجارب لقاح كورونا في فاكسيرا
وتم إدخالي غرفة الكشف في وجود طبيبتين وممرضة، ومع بدء الحديث معهم خلال دقائق كان متواجدا مدير مركز التطعيمات بـفاكسيرا يخبر جميع المتواجدين بكوني صحفية ولا يحق لي دخول غرفة الكشف ولكن بعد إطلاعه على المشاركة وتسجيل البيانات كمتطوعة يحق لها المرور بكافة المراحل طلب منهم إعطائي الملف الشخصي أولا لقراءته قبل الدخول إلى غرفة الكشف.
وبعدما انتهيت من معرفة كافة التفاصيل بالكشف الذي يحمل رقم الدخول '153' قامت إحدى المنسقات بإدخالي لغرفة الكشف الثانية حيث يوجد غرفتين للكشف في ممر المبنى الذي يتكون من طابقين واللذين خصصتهما فاكسيرا لاستقبال المتطوعين.
تكويد ملفات المتطوعين وتسجليها إلكترونيا في فاكسيرا
تفاصيل المشاركة في لقاح كورونا وكارت المتابعة الصحية
وكان بالحجرة طبيبتين واثنين من التمريض، بينهم الدكتورة 'ن.ج' التي استلمت الأوراق بوجهها البشوش المبتسم للإجابة عن أي استفسارات تدور في ذهني كمتطوعة حول لقاح كورونا، قبل إجراءات الفحص وتسجيل جميع الوظائف الحيوية للتأكد من موائمتي الصحية والشخصية لجميع متطلبات المشاركة.
وأوضحت أنه في حال حصولي على لقاح كورونا اليوم سيكون معي كارت المتابعة الموجود بالملف الشخصي والذي يتضمن الأعراض العامة الممكن ظهورها خلال 21 يوما بعد الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح مقسمة على الأيام؛ وكل يوم يحتوي على قياس درجة الحرارة صباحا وظهرا وعصر ومساءً وتسجيل ذلك كتابيا مع رصد كافة الأعراض التي يمكن الشعور بها يوميا.
معايشة أهل مصر داخل فاكسيرا في تجارب لقاح كورونا الصيني
أعراض محتمل حدوثها بعد الحصول على الجرعة الأولى للقاح كورونا
وتضمنت الأعراض الجانبية المحتمل حدوثها: ألم متوسط وإحمرار وتصلب حركة في موضع التطعيم، أو أعراض مثل حمى وصداع وإرهاق غثيان وقيء وإسهال وحساسية وألم بالعضلات وألم بالمفاصل وخمول ونوبات تشنجية.
وأشارت الطبيبة إلى أن هذه الأعراض خفيفة وتزول من تلقاء نفسها، أو من الممكن حدوث عرض واحد فقط أو عدم حدوث أيا منها، أما في حال كانت الأعراض من متوسطة إلى شديدة سيتم العلاج تحت إشراف الطبيب المختص ونقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاج في حال وجود أي مشكلة صحية.
أسباب تمنع التطوع في التجارب الإكلينيكية
وقبل بدء الكشف الطبي أكدت أنه لا يمكن مشاركتي في حالة كنت أرغب في الحمل طول العام المقبل، ولكن بالكشف عن كوني 'أنسة' بدأت في استكمال الأسئلة المتعلقة بوجود أي مرض مزمن يمنع المشاركة في التجربة حيث أن هناك فئات ممنوعة منها الإصابة بأعراض البرد أو الحمى والسعال قبل ١٤ يوم من التجربة، والإصابة بالحساسية تجاه أحد أنواع الأدوية، أو أن يكون أصيب مسبقا بالصرع أو التشنج أو تلقى أدوية مثبطة للمناعة، الإصابة بأمراض حادة مثل الربو أو أمراض القلب أو الكبد أو الكلى، التعرض لنقل الدم خلال ثلاثة أشهر قبل التطعيم، النساء خلال فترة الحمل أو الرغبة في الحمل خلال فترة التجربة.
هل يمكن الانسحاب في أي وقت من التجربة؟
وأكدت الطبيبة أنه يحق لي كمتطوعة الانسحاب في أي وقت أشاء خلال فترة الدراسة دون أي التزام بالإضافة إلى أن الانسحاب بعد الحصول على لقاح كورونا في أي وقت لن يترتب عليه أي مشكلات في استكمال المتابعة الصحية من الفرق الطبية المتخصصة.
وأوضحت أن المتابعة بعد الحصول على الجرعة الأولى تكون من خلال الهاتف ولكن سيكون هناك تواجد 7 مرات في المركز المرة الثانية بعد 21 يوما للحصول على الجرعة الثانية من اللقاح والمرة الثالثة بعد 35 يوما للحصول على عينة دم وفحصها وبعد ذلك في اليوم الـ 49 ومن ثم تكون الزيارات كل 4 لـ 6 أشهر لمدة عام كامل.
وشددت على أنه في حال خرجت من التجربة بعد الحصول على الجرعة الأولى من لقاح كورونا ولفترة طويلة وأردت الدخول مرة أخرى في التجربة يجب أن أتبع الخطوات من جديد والحصول على اللقاح مرة أخرى.
ممرضة بـ فاكسيرا تردد 'تحيا مصر'.. وتفاصيل الكشف الطبي
ومن ثم دخلت ممرضة وهي تنظر لي كثيرا وهي مبتسمة وسألت 'انتي مصرية!' فالكمامة تخفي معالم وجهي تماما ولأن جميع المتواجدين بالخارج صينيين وحين أجبت ضحكت مرددة 'تحيا مصر.. تحيا مصر'، ومن ثم تم التوقيع على الموافقة المستنيرة التي تحتوي على كافة المعلومات المتعلقة حول تجارب اللقاح وهم نسختان مع كتابة الوقت والتاريخ بالتحديد.
وتبدأ مهمة الكشف الطبي من قبل الممرضة بقياس الضغط والذي ظهر مرتفعا، ومن ثم قياس الوزن والطول حيث أظهرت الوزن أكثر 10 كليو جرامات عن الوزن الحقيقي ولكن قامت ممرضة أخرى بتوجيهها بالالتفات للمؤشر الموجود على يمين الشاشة لبيان الوزن الحقيقي، ومن ثم قياس الأكسجين في الدم والذي بدا تخوف الطبيبة منه قائلة 'ايه دة انتي عندك مشكلة كدة نسبة الأكسجين في الدم قليلة!!'، فما كان مني سوى أن ظهر رد فعلي بوجه متجهم مصدوم فقامت الطبيبة بقياسه بنفسها حتى ظهر طبيعيا معلقة 'لأ كدة تمام زي الفل مفيش حاجة'.
معايشة 'أهل مصر' في تجارب لقاح كورونا بـ فاكسيرا
مشكلة مرضية تمنع استكمال التجربة
وبعد توقيع الكشف على الصدر تم سؤالي عن وجود أي مشكلات تنفسية وعندما أوضحت بوجود حساسية صدر تظهر شديدة فقط في فصلي الخريف والشتاء أثناء نزلات البرد والأنفلونزا ومع معرفة أن هناك استنشاق بالفم 'بخاخ'، رفضت الطبيبة استكمالي التجارب الإكلينيكية للقاح كورونا.
وعلقت 'للأسف مش هتقدري تكملي باقي المراحل بنشكرك جدا لكن المرحلة دي الأخيرة لكن تم استكمال بياناتك كمتطوعة ولكن لا ينطبق عليها كافة الشروط شكرا ليكي'، ومن هنا توقفت التجربة تماما التي كنا نريد رصدها حتى النهاية بكافة الأعراض المتوقع حدوثها مع المتابعة الطبية لرصد كافة تفاصيل التجربة حتى يتم اعتماد اللقاح رسميا.
المراحل التالية بعد الكشف الطبي للحصول على اللقاح
وكان من المنتظر – إذا تم عبور مرحلة الكشف الطبي دون أي مشكلات- أن يتم إدخالي إلى غرفة سحب عينات الدم وفيها يتم فحص عينات الدم لدراسة الحالة المناعية الحالية قبل إجراء الدراسة والتي يتم مقارنتها بالحالة بعد إجراء الدراسة ويتم أخذ مسحة pcr للتأكد من عدم الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وبعد ذلك الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح بمرافقة متخصص ثم الانتقال إلى غرفة الملاحظة حيث يتم ملاحظة الأعراض لمدة 30 دقيقة قبل المغارة بعد الاطمئنان على الحالة الصحية وإبلاغي بمواعيد المتابعة والتي تكون من خلال كارت متابعة يحتوى على مواعيد الزيارات للمركز ورقم الهاتف الذى سيتواصل معه المتطوع .
الصحة تحتاج 6 آلاف متطوع لإتمام تجارب لقاح كورونا الصيني
وتحتاج وزارة الصحة المصرية 6 آلاف متطوع لإتمام تعاونها في تجارب 'لقاح كورونا' الصيني، والتي بدأتها من أسبوع مضى وأطلق عليها 'لأجل الإنسانية' حيث تتم التجارب ضمن المرحلة الثالثة لإنتاج اللقاح في ٤ دول عربية (الإمارات والبحرين والأردن ومصر)، وتستهدف الشركة تطعيم 45 ألف مبحوث على مستوى العالم، فيما وصلت إلى 35 ألفًا حتى الآن.
كيف تتم التجارب على اللقاحين الصيني؟
جدير بالذكر أن الـ 6 ألاف متطوع الذين تنتظرهم وزارة الصحة سيتم تقسيمهم إلى 2000 متطوع على اللقاح الأول، و2000 على اللقاح الثاني، و2000 على 'البلاسيبو' وهي المجموعة الحاكمة للتجربة (لقاح وهمي) لمعرفة موقف إصابة هؤلاء الذين لم يحصلوا على اللقاح بكورونا ولا يوجد أي أضرار تجاهه.