"كابوس الشتاء".. مخاوف من تكرار انهيار جسر مخر السيل بـ"سنور" في بني سويف.. والأهالي: تعرضنا للغرق والتشريد العام الماضي

تدبيش مخر سيل سنور بشرق النيل ببني سويف
تدبيش مخر سيل سنور بشرق النيل ببني سويف

'القلق والتوتر والفزع'، ثلاثة أشياء تُسطير على الحياة اليومية في قرية سنور شرق النيل ببني سويف، مع قرب نهاية فصل الصيف، وقدوم فصل الشتاء، خشية الأهالي من تعرضهم للغرق، حالب انهيار مخر سيل سنور للمرة الثانية على التوالي مثلما حدث في العام الماضي.

محافظ بني سويف يتفقد أعمال تدبيش مخر سيل سنور محافظ بني سويف يتفقد أعمال تدبيش مخر سيل سنور

حيث تعتبر منطقة سنور بشرق النيل ببني سويف، من أكثر المناطق تضررًا بإعصار التنين على مستوى المحافظة خلال العام الماضي، نظرا لتساقط السيول وغمر المنازل بالمياه، وتم إخلاء 350 أسرة من السكان، بسبب انهيار جزئي في جانبي مخر السيل بالقرية، وغرق 25 فدانا من الأراضي المستصلحة بالمنطقة، وتآكل جزئي في طريق ترابي مؤدي للقرية.

خلال متابعة مخر سيل سنور خلال متابعة مخر سيل سنور

وقال محمد عبدالله، أحد أهالى قرية سنور بمنطقة بياض العرب شرق النيل ببني سويف، إن قرية سنور تنقسم إلى قسمين سنور القديمة وهي المنشأة ما قبل 1969 وتعرضت قبل ذلك التاريخ إلى حدوث سيول كبيرة أغرقتها، قبل أن يتدخل الرئيس جمال عبدالناصر ويأمر بإقامة قرية سنور الجديدة ويوزع على كل متضرر منزل، ومن ذلك الوقت أصبحت سنور قريتين جديدة وقديمة، إلا أن ما حدث خلال فصل الشتاء الماضى، من غرق الأراضي المستصلحة وبعدها عدد كبير من المنازل يقارب 100 منزل، جعل أهالي سنور الجديدة يستضيفوا الأسر التي غرقت منازلهم في سنور القديمة.

وتسائل: هل سنرى أحداث السيول التي حدثت في العام الماضي، يمكنها أن تحدث خلال الشتاء المقبل، وما بها من أضرار كارثية ينتج عنها مزيدا من الأضرار والآثار السلبية والصحية والمجتمعية على الأهالى والمواطنين بالقرية؟ .

وأوضح أن مشكلة غرق قرية سنور بشرق النيل، حدثت أكثر من مرة، ولولا تدخل العناية الإلهية لأزاح السيل الأهالي إلى النيل، خلال العام الماضي، وما نتج عنها غرق عشرات الافدنة الزراعية، وتشريد أكثر من 350 مواطن.

وأضاف إبراهيم جمال، أحد الأهالي بقرية سنور بشرق النيل، أن أحداث العام الماضي الكارثية لا تزال أمام أعيننا، ونخشى حدوثها مرة اخرى خلال الأيام القادمة في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الأهالى والمواطنين بالقرية فوجئوا بدخول المياه عليهم في المنزل، مما نتج عنه حالة من الغضب والذعر والخوف بين المواطنين والأطفال والنساء.

وأكد على أن مياه السيول التي حدثت في العام الماضي لم نستطع مواجهتها نهائيا فأغلقنا المنازل، وانتقلنا إلى أقاربنا في قرية سنور الجديدة وتركنا كل ما لدينا داخل المنزل غرق في المياه التي ارتفعت قرابة متر أو أكثر عن سطح الأرض.

ومن جانبه قال الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، إن مشروع رفع كفاءة وإعادة تأهيل مخر سيل سنور شرق النيل، يجري بشكل مستمر، من خلال تنفيذ أعمال التدبيش بطول 3 كم بتكلفة تصل إلى 18 مليون جنيه،وذلك ضمن الاستعداد المبكر لموسم الشتاء المقبل.

وأوضح ' غنيم ' أن مخر سيل سنور تعرض لسيول وكميات كبيرة من الأمطار لم تشهدها المحافظة منذ عشرات السنين، مما تسبب في انهيار جسر مخر السيل، والذي أدى لخسائر وتلفيات ليست بالقليلة في بعض الزراعات المجاورة للمخر، فضلًا عن غرق عدد من منازل بقرية سنور القديمة، والذي استلزم العديد من إجراءات الطوارئ والإغاثة.

وأكد على متابعته المستمرة للمشروع وسير الأعمال ، مشددا على تسريع وتيرة الأعمال للانتهاء من المشروع قبل التوقيتات المحددة بفترة كافية قبل موسم الشتاء المقبل، منوها أن المشروع في أولويات المحافظة والذي يعد الحل العاجل للمشكلة؛ لضمان عدم تكرار ما حدث بالموسم الماضي، مطالبا بضرورة رفع تقارير يومية بأية معوقات قد تطرأ لسرعة تلافيها وتذليلها، مشيرًا إلى أنه كلف أجهزة المحافظة المعنية بمتابعة المشروع على مدار اليوم.

وأِشار محافظ بني سويف إلى التواصل المستمر مع وزارة الري ، فيما يتعلق بالموقف التنفيذي لأعمال التأهيل ، وبحث الخطوات العملية في تنفيذ الحل الدائم للمشكلة والتي تضمن التحكم في حجم المياه المتدفق خلال المخر، خاصة وأن المخر من المخرات شديدة الخطورة، مؤكدا على حرص أجهزة الدولة في مقدمتها وزارة الري على أنجاز المشروعات الحيوية والتي تمثل أهمية قصوى ببعض المناطق.

وأكد أنه كلف المختصين بعمل دراسة مستفيضة لجميع مخرات السيول لتحديد مدى قدرتها على استيعاب كميات الأمطار المحتملة مستقبلًا، خاصة في ظل التغيرات المناخية المستمرة، مع ضرورة إعداد آليات يتم الاتفاق عليها فنيا لمواجهة أية مخاطر محتملة لمخر سيل سنور مستقبلا ولباقي المخرات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً