'أنا هموت الشهر دا'.. كانت هذه كلمات الشاب 'عمرو. م. ع' صاحب الـ18عاما، متنبئًا بوفاته قبل مقتله بـ3 طعنات باستخدام آلة حادة (مفك)، على يد شاب يحمل اسم شهرة إسلام الجزار يعمل سائق توك توك، على أولوية المرور من أحد الشوارع بـ منطقة حلوان، وتم نقله للمستشفى.
على بعد أمتار من قسم شرطة حلوان جنوب محافظة القاهرة، تجمع المارة وأصحاب المحلات مشدوهين من هول الفاجعة التي وقعت أمامهم في غضون دقائق، قُتل 'سعودي' كما يلقبه أصحابه، 'الحقونا الواد بيموت حد يتصل بالإسعاف أو نركبه توك توك نجري على المستشفى'.
وفور وصول جثة الشاب مستشفى حلوان العام، كان الجسد لا يزال ينزف، وكان هناك أمل في اللحاق به قبل أن تنتهي حياته، 'الواد بيموت حد يلحقنا ياجماعة'، لكن لم يبق الشاب كثيرا بالمستشفى، وبعد مرور 5 أيام من الواقعة فارق الحياة.
' أهل مصر' انتقل إلى مكان وقوع الجريمة، لكشف تفاصيل ما جرى في العاشرة صباح الإثنين قبل الماضي، صمت يقطعه على فترات متباعدة أصوات المارة، تجاه سرادق العزاء نصبته أسرة المجني عليه داخل الشارع، وبالتحديد أمام منزله.
يقول محمد عبد العليم والد المجني عليه، نجار: 'أصل الحكاية إن عمرو كان خارج بالتوك توك معاه والدة صديقه صاحب التوك توك، من الشارع ومصادف ليه المتهم راكب التوك التوك بسرعة جنونية، ابني وقف بعرض الشارع عشان كان فيه عربية بتعدي وقتها، ولما وصل له، كان سلك التوك توك بتاع المتهم بايظ ولو وقفت مكنته هتبطل ومش هتشتغل تاني، فبدأ الكلام بألفاظ وشتايم في عمرو الله يرحمه بسبب انه وقف في طريقه'.
وتابع: 'المتهم نزل من التوك توك وبيده مفكّ مسنن، طعن عمرو عدة طعنات في قلبه، فسقط قتيلا وغارقا في دمه، الأهالى أسرعوا بيه على المستشفى، الدكتور قالنا إن عضلة القلب واقفة، أنا لما شوفت منظر ابني قولت ان ابني مش هيعيش'.
وأكمل: 'الجيران توجهوا خلفنا إلى المستشفى قالوا إن المتهم بعد ما قتله عاد إلى المنطقة يصطحب 4 شباب، وبيسأل: 'الواد اللي كنت بتخانق معاه ساكن فين'، كان راجع يتخانق تاني فالناس ردت عليه قالوا له ان الواد اللي انت ضربته راح المستشفى، فانصرف'.
'مصطفى' صديق عمرو المجني عليه، بدأ في سرد حياته الأخيرة وعيناه تبكي حزنا على فراقه، قائلا: 'عمرو كان صديقنا الروح بالروح على الحلوة والمرة مع بعض، كان في غاية الاحترام والتقدير، وماكنش بيسيب حد في محنة كان بيبقى هو أول واحد، وفي الفترة الأخيرة عمرو كانت نفسيته تعبانة، من مشاكل مع الأهل مرة ومشاكل من الشغل مرة، زي أي حد لما بيتخانق، وكان دايما يقولنا أنا هموت، قبل الواقعة بـ 20 يوم كان تنبأ بوفاته، وكان بيكتب شعر، ووصف اليوم اللي هو هيموت فيه'.
ويضيف 'طاهر' لـ'أهل مصر': 'عمرو قعد خمس أيام في المستشفى بين الحياة والموت، المتهم طعنه 3 طعنات، اللي في صدره هي اللي موتته، وقفت عضلات القلب، يوم الواقعة احنا مكناش معاه، بس اللي كان في شغله واللي كان في بيته، بس كنا قريبين من البيت، وأول ما عرفنا خبر إنه في المستشفى، مكناش شايفين قدامنا، وكل اللي بنتمناه وطالبينه القصاص العادل، إعدام المتهم'.
ترجع تفاصيل الواقعة عندما تلقى رئيس مباحث قسم شرطة حلوان المقدم محمد السيسي، بلاغا من 'محمد عبد العليم'، مشرف أمن، مفاده إصابة نجله 'عمرو'، 18 سنة، سائق توك توك، بطعنة نافذة بمفك من الجهة اليسرى من الصدر، على يد آخر حال مروره بالقرب من المساكن الاقتصادية.
وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشادة كلامية بين الضحية وسائق توك توك آخر قام على إثرها المتهم بطعنه بمفك وفر هاربًا.
بالتحريات وجمع المعلومات ومناقشة شهود العيان، أمكن التوصل إلى أن المتهم يستقل توك توك يحمل أرقام لوحات خاصة بقسم شرطة حلوان، وباستخراج ملف التوك توك المحفوظ لدى وحدة المباحث تم تحديد السائق المتهم، وتبين أنه يدعى 'إسلام م ع'، وشهرته إسلام الجزار، ومقيم بكفر العلو.
وبتكثيف التحريات تبين أن المتهم يختبئ داخل أحد المنازل بمنطقة المنيا والشرفا بالقرب من مدينة الصف بمحافظة الجيزة.
وعقب تقنين الإجراءات خرجت مأمورية، داهمت مكان اختباء المتهم وتم القبض عليه واقتياده إلى القسم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
