عاش المتهم 'م.م' مع والدته وشقيقه الأصغر في شارع أبناء الصعايدة بولاق الدكرور، وكانت تعمل والدتهما في مهنة الخياطة بجوار محل سكنهما وفي بعض الأحيان يعمل معها المتهم، حتى تم القبض عليها بسبب إيصالات أمانة.
وظل المتهم وحيدًا بين جدران أربع حوائط، بينما ذهب شقيقه الأصغر للعيش مع جدته (والدة الأم)، حتى خطر في ذهنه ممارسة الشذوذ الجنسي، بعدما كان يشاهد الفيديوهات الإباحية، وحاول استقطب المجني عليه المرة تلو الأخرى حتى فشل في ذلك، وفي يوم الحادث قام باستدراج المجني عليه 'أدهم'، 12 عامًا، داخل شقته التي يعيش فيها.
وصعد المتهم برفقة المجني عليه 'أدهم' إلى الشقة، وحاول الاعتداء عليه جنسيًا وعندما قاومه المجني علية انقض عليه وكتم أنفاسه وضربه حتى فارق الحياة.
قال صاحب سوبر ماركت، يُدعى 'محمد أحمد' (شاهد عيان)، إن المتهم ترك العمل مع والدته وذهب للعمل في إحدى ورش النجارة، وهناك تعرف على الطفل 'أدهم' وأصبحا أصدقاء بحكم عملهم سويًا.
ولفت 'أحمد'، إلى أنه في تلك الفترة كانت والدة المتهم تمر بضائقة مالية، ما جعلها تطلب بعض الأموال من أحد الأشخاص بضمان إيصالات أمانة وشيكات، وتم تحديد موعد لسداد المبلغ، ولكن عندما جاء الموعد لم تُسدد، ليتم تحرير محضر ضدها والحكم بحبسها.
ونوه بأن المتهم أصبح يعيش وحيدًا دون أحد يرعاه هو وشقيقه، حتى ذهب أخيه الأصغر للعيش مع جدته (والدة أمه)، بعدما تركهم والدهم منذ فترة ولا يعرفون عنه شيئًا، لافتًا إلى أنه الجاني لجأ إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، حتى خطر في ذهنه استدراج المجني عليه 'أدهم' الذي يبلغ من العمر 12 عامًا.
وتابع أن المتهم اصطحب المجني عليه بحجة تنظيف الشقة، وقرر الاعتداء عليه جنسيًا، وعندما حاول الضحية الاستنجاد بالجيران في نفس العقار، كتم أنفاسه في محاولة لإسكاته ثم ضربة بـ'شكمان' على رأسه ليسقط جثة هامدة في الحال.
وذكر آخر يُدعى 'أحمد' (شاهد عيان)، أن جثة 'أدهم' ظلت ثلاثة أيام داخل الشقة لم يستطيع المتهم التخلص منها حتى بدأت تظهر رائحة كريهة، ليُقرر وضعها داخل كيس مخدة وتخيطه ثم وضعه داخل جوال، واستعان بأحد أصدقائه في المنطقة لتنظيف الشقة، وبالفعل صعد معه، وأخبر الجاني رفيقه أنه سيذهب لإلقاء الزبالة بالخارج ويعود مرة أخرى.
وواصل 'أحمد'، أن المتهم حمل كيس جثة المجني عليه وألقاها في أحد صناديق القمامة المتواجدة بالقرب من محل سكنه، دون أن يشعر به أحد حتى صديقه الذي كان يعمل معه على تنظيف الشقة بعد ارتكاب الجريمة.
واستطرد أنه في صباح اليوم الثاني من إلقاء الجثة، حضرت سيارة القمامة وحملة الصندوق إلى المكان الرئيس لفرز المعادن وعلب الكانز الفارغة بمنطقة كرداسة، وحينها كانت المفاجأة بعثور أحد العمال على 'كيس المخدة' بداخله الجثة، وعلى الفور تم إبلاغ رجال الشرطة.
ونوه بأنه تم تفريغ الكاميرات المتواجدة بمحيط العثور على جثة الضحية، وتبين أن وراء ارتكاب الجريمة صديق المجني عليه ويدعى 'م.م'، لافتًا إلى الدافع وراء ارتكاب الجريمة الشذوذ الجنسي وسرقة الهاتف المحمول، وتمكنت الشرطة من ضبط المتهم.
منزل الطفل المجني عليه
تعود تفاصيل الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة كرداسة بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة، تُفيد بورود بلاغ من أحد الأشخاص، بالعثور على جثة داخل جوال ملقاة بأحد صناديق القمامة بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة طفل في بداية العقد الثاني من عمره مصاب بكدمات وسحجات متفرقة بالجسد، وبعمل التحريات تم التوصل إلى هويته وتبين أنه يدعى 'أدهم' وشهرته 'شكوكو' مقيم بمنطقة أبو قتادة بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، ومبلغ بتغيبه منذ عدة أيام.
وتشكل فريق بحث ضم ضباط مباحث بقسمي كرداسة وبولاق الدكرور، وبتفريغ الكاميرات بمحيط محل سكن القتيل تبين وجود طفل آخر يبلغ من العمر 18 عامًا، معه قبل وتمكنت القوات من ضبطه، وبتضيق الخناق على المتهم باعترف بارتكاب الجريمة واستدراجه للمجني عليه إلى المكان محل سكن المتهم.