أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء الماضي، عقوبات على جماعة 'الكانيات' الليبية وزعيمها.
ونشرت الوزارة الأمريكية بيانا مطولا أكدت من خلاله أن 'العقوبات تستهدف ميليشيا الكانيات الليبية، المعروفة أيضا باللواءين السابع والتاسع، وقائدها محمد الكاني'.
عقوبات أمريكية
وجاءت العقوبات الأمريكية على خلفية خوض الجماعة 'الكانيات' حربا عنيفة للسيطرة على مدينة ترهونة الليبية، خاصة وأنه لا حديث في ربوع ليبيا هذه الأيام إلا عن اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة الى طرابلس.وأوضحت الخزانة الأمريكية في بيانها أن الجماعة مسؤولة عن العديد من المقابر الجماعية في ترهونة بليبيا، قائلة، إن 'محمد الكاني وميليشيا الكانيات قاموا بتعذيب وقتل مدنيين خلال حملة قمع قاسية في ليبيا، وأن ميليشيا الكانيات حولت ولاءها في أبريل 2019 من حكومة 'الوفاق الوطني' الليبية المعترف بها، إلى الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر'.
مجموعة مسلحة
وتفيد الأنباء التي ترد من ليبيا عن تشكيل اللواء السابع أو جماعة 'الكانيات' من 5 آلاف مقاتل، وآمره أو قائده هو اللواء الصيد الجدي الترهوني.و'الكانيات' اسم قبلي يعود لعائلة من ترهونة تحمل لقب 'الكاني'، برزت على سطح المشهد في المدينة عام 2012 إثر مقتل أحد أفرادها على يد مجموعة مسلحة، ما دفع إخوته وباقي أفراد العائلة إلى الانتقام من أسرة أخرى بالمدينة بالهجوم على بيوت أفرادها وقتلهم بصورة جماعية، بل وقتل أطفالهم ونسائهم أيضا، قبل أن يتحولوا إلى حلفاء للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وتتشكل 'الكانيات' من أشقاء خمسة هم، عبدالخالق خليفة الكاني (49 عاما)، وهو حاليا مسؤول اجتماعي وقبائلي، ومحمد خليفة الكاني (45 عاما) وهو رئيس المجلس العسكري في ترهونة، وهو المسؤول عن أشقائه، وينتمي الى تيار السلفية العلمية.
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز
اللواء السابع مشاة
ومعهم معمر خليفة الكاني (40 عاما) وهو مسؤول عن وزارة المالية وعن المصارف وعن البلديات في المدينة، وعبدالرحيم خليفة الكاني (37 عاما) وهو تاجر، ويمتلك مول 'الشقيقة' للتسوق الذي يعرف بتوفيره البضائع بأسعار بخسة، بالإضافة إلى إشرافه على سرية أمن ترهونة.والشقيق الرابع هو محسن خليفة الكاني (33 عاما)، وهو مسؤول عن اللواء السابع مشاة، ويساعده الشقيق الخامس عبدالعظيم خليفة الكاني (21 عاما).
ومنذ نهاية العام 2012، برز اسم محسن الكاني وإخوته الخمسة، الذين استولوا، بمساعدة من أفراد قبيلتهم، على مقر أبرز كتائب معمر القذافي في المنطقة، والمعروفة باسم 'كتيبة الأوفياء'، والتي كانت إلى ذلك الوقت تتوفر على عدد من الآليات الثقيلة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
الخارجون عن القانون
ومع مرور الوقت، جذبت العائلة العشرات من الخارجين على القانون للانضمام إليهم وتنفيذ عمليات انتقام واسعة بالمدينة ضد خصومهم القبليين بالمنطقة، وأي معارض لسيطرتهم على المدينة، قبل أن تستعيد حكومة 'الوفاق' الليبية السيطرة على المدينة.
وقال مسؤول أمني بعملية 'بركان الغضب'، التابعة لحكومة 'الوفاق':
إن عائلة محمد الكاني مسؤولة عن جميع المقابر الجماعية التي عثر عليها في مدينة ترهونة، وما حولها في منطقة العواتة، وشهادات المواطنين الذين عايشوا تورط عائلة (الكانيات) في تعذيب معارضيهم متوفرة، وباتت معروفة للجميع.
القائمة السوداء
وأضاف المسؤول أن مواطني ترهونة عاشوا معاناة كبيرة على مدار قرابة 10 سنوات على يد هذه الميليشيا، ولم يتحرروا إلا مع هروب هذه العصابة مطلع يونيو الماضي إثر دخول قوات الوفاق إلى المدينة.
وأحدث نبأ إدراج 'الكانيات' على القائمة السوداء ارتياحا لدى الأسر التي فقدت أحد أبنائها في غرب ليبيا، في وقت طالب فيه عدد من السياسيين في شرق البلاد بإدراج جميع الميليشيات في طرابلس على هذه القائمة السوداء.
وسبق للجيش الوطني الليبي الترحيب على لسان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسمه، بالتحقيق الذي طالبت به بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بخصوص مقابر ترهونة الجماعية.
حكومة الوفاق
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها عملية 'بركان الغضب' سابقا عمليات الكشف وانتشال عشرات الجثث لأشخاص، بعضهم مكبل اليدين، بينهم أطفال، من مواقع بصحراء ترهونة، كما أظهرت صور انتشال جثامين متحللة من بئر على عمق نحو 45 مترا بمنطقة العواتة.وسبق لفتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة 'الوفاق'، أن أعلن في الثامن من نوفمبر الجاري، أن 'العميد مبروك خلف، المدير السابق لمكتب المعلومات والمتابعة بالوزارة، عثر على جثمانه في مقبرة جماعية بترهونة، بعد تصفيته على يد عصابة (الكانيات) الإجرامية'.