يعيش الصيادلة أوضاع صعبة للغاية خلال السنوات الأخيرة، وهناك الكثير من الأزمات التي تُلاحقهم الواحدة تلو الأخرى، في ظل وجود صراعات كبيرة بين من يتولون ذمام الأمور، وطغت لغة المال بشكل كبير، حتى أصبحت هناك ما يُشبه 'الطبقية' بين أبناء المهنة، والسلاسل التي جعلت قطاع كبير من خريجي كليات الصيدلة لا يجدون ما يمكنهم من تلبية احتياجاتهم، في حين هناك من يتربحون ملايين الجنيهات ويسيطرون على سوق الدواء.
وزاد فيروس كورونا المستجد من معاناة الصيادلة، بشكل كبير، كونهم في خط المواجهة الأول، بحكم تعاملهم المباشر مع المصابين والمخالطين لهم، حتى فقدت من العشرات جراء الجائحة وأصيب المئات، بالتزامن مع الأزمة التي فككت نقابتهم التي باتت قيد الحراسة، بدلًا من أن تكون الملاذ والملجأ لهم، حتى يمكنهم المواجهة، والاطمئنان أن هناك كيان يُدافع عن حقوقهم.
الدكتور هاني فوزي دنيا، نقيب صيادلة الغربية، أكد أن الصيدلة مهنة مرهقة، إلا أنها مبتغى الكثيرين من أبناء الثانوية العامة، حيث هناك الآلاف من الخريجين سنويًا من كليات الصيدلة، ما يؤثر على التكليفات الخاصة بالدفعات الجديدة، فآخر تلك المشكلات عدم التكليف لدفعتي 2018 و2019، وتأخر التكليف لما يقارب العام والنصف، وهو ما ينعكس بالتالي على مصير 30 ألف صيدلي، ويحدد مصير باقي دفعات كليات الصيدلة بما يعادل 120 ألف صيدلي.
تقليل المقبولين بكليات الصيدلة
وطالب نقيب الصيادلة، خلال تصريحاته لـ'أهل مصر'، بضرورة الاستجابة لمطالب الاف الصيادلة واسرهم وكذلك بضرورة التنسيق مع وزير التعليم العالي بضرورة تقليل أعداد المقبولين بكليات الصيدلة بما يتوافق مع احتياجات السوق الفعلي الدوائي، مع ضرورة استغلال القدرات الفعلية للصيادلة العلمية والإدارية في تولي الوظائف القيادية في مهام مكافحة العدوى وإدارات الجودة والعلاج الحر والرعايات بالمستشفيات والوحدات الصحية وسد عجز الأطباء، وذلك لإعطاء الفرصة العملية والوقتيه للأطباء وذلك لتطوير المنظومة الصحية والعلاجية وتحسين أداء الخدمة للمواطن.
أزمة غير أبناء المهنة
وأضاف 'دنيا'، أنه بالنسبة للمشكلات التي تواجه العاملين بالقطاعات الحكومية، يصطدمون بغير أبناء المهنة، حيث لابد وأن يكون القائمين علي الصيدليات بالتأمين الصحي من الصيادلة حيث تلاحظ في الآونة الاخيرة قيام غير الصيادلة من خريجي كليات العلوم والزراعة بالاشراف وصرف الادوية بالتأمين الصحي بالمخالفة للقانون ١٢٧ لسنة ١٩٥٧ والذي ينص على أن الصيدلي هو الوحيد المكلف بتركيب او تخزين او توزيع او بيع أو تداول أي مستحضر طبي سواء بشري أو بيطري.
وأشار إلى ضرورة تفعيل القرار بان يكون مندوبي الرعاية الطبية من خريجي الصيدلة والطب البشري فقط وذلك حفاظا علي دقة المعلومة الطبية المقدمة للاطباء ورعاية المصلحة العليا للمواطن المصري، كما ناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس باعتباره الملجأ والملاذ والراعي لكافة جموع الشعب المصري عامة ومنهم الصيادلة خاصة بالاستجابة لمطالب آلاف الصيادلة وأسرهم .
سقوط 7 صيادلة بكورونا
وتابع النقيب: يواجه الصيادلة مشكلة خطيرة، وهى رفض شركات توزيع الأدوية قبول المرتجعات المنتهية تاريخ الصلاحية، مما يترتب عليه خسائر مالية يتحملها الصيدلي، بالإضافة إلى أن الأدوية منتهية الصلاحية يمكن أن تصبح عاملاً مهماً وأساسياً في منظومة غش الدواء بعد تقدم أجهزة الكمبيوتر وتقنياتها الحديثة، ويتمثل الحل المقترح لهذه المشكلة في سحب جميع الأدوية المنتهية الصلاحية من الصيدليات فوراً مع تعويض الصيدلي عنها بإلزام شركات الإنتاج وشركات التوزيع بهذا الأمر.
واختتم 'دنيا': لابد من تعويض أسرة الصيدلى المتوفى بكورونا، وتوفير سبل الرعاية للأحياء إلى جانب المتابعة الدورية لهن، حيث سقط من الغربية أكثر من 7 صيادلة متوفين بكورونا، بسبب التعامل مع المرض فى صيدلياتهم الخاصة، ولم يهتم بهم أحد، حيث حاولت النقابة توفير مساعدات مادية بسيطة لذويهم، إلا أنه واجب الدولة مساعدتهم، حيث بذلوا أرواحهم في سبيل خدمة الإنسانية.