نيورك تايمز عن حادث مستشفى الحسينية: ذعر الطاقم الطبي داخل المستشفى يكذب روايات وزارة الصحة المصرية

ممرضة مستشفى الحسينية
ممرضة مستشفى الحسينية
كتب : سها صلاح

في حادثة أدمت قلوب قرية كاملة بل محافظة بأكملها مات جميع المصابون بفيروس كورونا في مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية في بداية الشهر الجاري وبدلا من الاحتفال بعام جديد أُقيمت الجنازات وخرجت الجثث واحدة تلو الأخرى، فهل تسبب انقطاع الأكسجين في مقتل مرضى كوفيد19 في مستشفي الحسينية ؟، طرحت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية هذا التساؤل خلال تقرير أعدته رصدت به شهادات من داخل المستشفى المنكوبة.

ماذا حدث داخل مستشفي الحسينية؟

تم تصوير اللقطات المؤلمة ، التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الشهر الجاري، من خلال أحد الزائرين للمرضى الذي استخدم هاتفه لتصوير الكارثة، وبدا الفيديو المصور وكأن صاحبه في حالة ذهول من هول الأمر حيث كان ينتقل من سرير إلى آخر وهو يردد عبارة 'مات كل من في وحدة العناية المركزة.. ماتوا جميعاً'

بيان وزارة الصحة بشأن الحادث

على أمل تهدئة الغضب المتزايد من مقطع فيديو من داخل مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، أصدرت وزارة الصحة ، بيانا أكدت فيه وفاة أربعة مرضى في مستشفى الحسينية المركزي، لكنها قدمت رواية مختلفة عما حدث ما تم سرده مسبقاً حيث أكد البيان أن معظمهم من كبار السن ومصابين بأمراض مزمنة لذا عانوا من مضاعفات نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحتهم ووفاتهم.

وأضاف البيان أنه كان هناك ما لا يقل عن عشرة مرضى آخرين في المستشفى، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة داخل الحضانات المتصلة أيضا بنفس شبكة الاكسجينولم يتأثر أي منهم، مما يؤكد عدم وجود صلة بين الوفيات والادعاءات بشأن نقص الأكسجين.

تعليق محافظ الشرقية

قالت الصحيفة الأمريكية أن المفارقة هنا أنه عند سؤال محافظ الشرقية عن سبب السماح للأقارب بدخول عنبر العزل، قال إنه 'لم تكن هناك زيارة' وأن الرجل الذي صور مقطع الفيديو داخل العزل 'اقتحم العنبر' بعد أن علم بأمر وفاة قريبه، وتلك مفارقة خطيرة حيث أن الفيديو تم تصويره أثناء وفاة المصابين داخل الحجر الصحي بالمستشفي وليس بعده.

شهادات تكذب الرواية الرسمية

أكدت الصحيفة أنها لم تستطع شكل مستقل تأكيد ما إذا كان قد حدث انقطاع أو نقص في الأكسجين، لكن شاهدين تم الاتصال بهما عبر الهاتف اعترضوا على الرواية الرسمية ووصفوا لحظة الذعر بين موظفي المستشفى التي أعقبتها وفاة مفاجئة لعدد من مرضى فيروس كورونا، حيث قالوا إنه سُمح لهم بالزيارة لمدة ساعة يوميًا بين 3 مساءً و 4 مساءً ، وهو الوقت الذي اعتادوا فيه المساعدة في إطعام وتغيير ملابس أقاربهم المرضى.

وفي هذا السياق، قال بركات عبد العزيز ، 50 عاما ، متحدثا عن شقيقه الأصغر الذي توفي في المستشفى في ذلك اليوم للصحيفة الأمريكية : 'أكد لنا الطبيب أنه في حالة مستقرة ، ومستوى الأكسجين لديه 95 ، وكان يمشي ويتحدث ، ولا توجد شكاوى بأن لديه أمراض مزمنة أو غيره.

فيم اشار عبد العزيز للصحيفة عبر الهاتف إلي إنه عاد في المساء لتوصيل بعض الطعام لشقيقه، فوجد الاضطرابات والقلق في كل مكان ؛ كان الناس يقولون إن الاكسجين انتهى وأن قوات الأمن حاصرت المستشفى، وعند صعوده لغرفه العزل وجد شقيقه متوفي و الأطباء والممرضين في حالة ذهول، حتى أن إحداهما رددت 'حاولوا تتصرفوا في اكسجين بسرعة'.

أما أحمد ممدوح 33 عام ، الرجل الذي صور الفيديو ، كان في المستشفى يزور عمته التي توفيت هي الأخرى، وقال : 'نعم ، ليس من المفترض أن نكون بالقرب من مرضى فيروس كورونا، لكننا نرتدي قناعًا ، وهذا ما نفعله لرعاية أقاربنا،في ذلك اليوم كانت تأكل الزبادي والتفاح والبرتقال وكفتة لحم مع أرز ، وكنت جالسا معها وخرجت فقط لأشتري مياه من كافيتريا المستشفي وعندما عدت وجدتها تخرج في الروح وليس هي فقط بل المصابين جميعاً والأطباء والممرضين في حالة ذهول تام.

وقالت الصحيفة أن الأطباء جميعاً رفضوا الادلاء بتصريحات عن الحادث للصحيفة ، لكن طبيبا واحدا كان يعمل في وحدة عزل في مستشفى مختلف في نفس المحافظة وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام قال إن مستشفاه تلقى اتصالاً من وزارة الصحة يحذر من أن ' ممنوعًا تمامًا التصوير داخل المستشفيات '.

رأي العلماء في حادث مستشفي الحسينية

يقول الخبراء الطبيون إنه لا توجد طريقة لمعرفة ما حدث بالضبط لأن الناس خائفون للغاية من التصريح، ولكن لا يعقل موت كل هذا العدد دفعة واحدة صدفةً.

ويذكر أن موقع 'أهل مصر' أجرى تحقيقاً من خلال بث مباشر في محافظة 'زفتي' بالشرقية داخل مستشفى 'زفتى العام' لمعرفة حقيقة وفاة المصابون بقطع الأكسجين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً