تشهد محافظة بورسعيد صراع كبير بين الاجهزة التنفيذية و مدرسين الدروس الخصوصية فأصبحت العلاقة بينهما تسير مثل لعبة 'القط والفأر'، حيث كانت تعتبر المحافظة معقلا كبيرا للدروس الخصوصية من رياض الأطفال وحتى الجامعات 'كورسات' وكانت تستغل المدارس فى تلك الظاهرة بشكل كبير 'ليلاً'، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تحولت الساحات الرياضية التابعة للشباب والرياضة إلى مراكز معتمدة بموافقة المسؤولين فكانت 'للايجار' مثل المعسكر الدائم للشباب ومعسكر الكشافة الدولي.
وعندما تولى اللواء عادل الغضبان محافظا لبورسعيد فكان الملف الأول الذي أراد محاربته وبقوة 'الدروس الخصوصية'، فحاول منعها بشتى الطرق عن طريق الحملات التي تقوم بها الأحياء و متابعة المدارس أولا بأول لمعرفة نسبة غياب الطالب والقيام بفصله بعد مدة قانونية و لكن تلك المحاربة جاءت بنتيجة عكسية و اعترض أولياء الأمور على ذلك فقد تأخر الوقت و اعتمدوا اعتمادا كليا على الدروس الخصوصية و غياب ابنائهم من المدارس بل قاموا بمظاهرات أمام مبنى ديوان عام المحافظة مما اثار الامر استياء البعض من أولياء الأمور الذين أنهكتهم 'مصاريف الدروس الخصوصية' وأكدوا بأنها 'موت وخراب ديار'.
غلق و تشميع مراكز الدروس الخصوصية ببورسعيد
تقول وفاء عبده اسماعيل إحدى أولياء الأمور: 'ابنتي فى مرحلة الثانوية العامة وللاسف المدارس مغلقة ليس بقرار الرئيس فقط بل قبل القرار فالمدرس لا يأتي بنتيجة شرح ايجابية مع أبنائنا بل اعتمد اعتمادًا كبيرًا على إعطاء الدروس الخصوصية بعد انتهاء اليوم الدراسى 'اللى مش موجود أصلا' و نحن بدلا من محاربة ذلك أردنا أن نتخطى تلك المرحلة وأعطينا الدروس الخصوصية فى منازلنا، بندخل المدرس عندنا فى المنزل و كأننا بتاجر فى المخدرات، حتى لا يقوم الجيران بالابلاغ عنا و عن المدرس و من الاخر هى الطريقة الوحيدة التى يستطيع أبنائنا تحصيل المناهج، تكلفنا كثير لكن لا استغناء عنها'.
يضيف محمود غالى عبده أحد أولياء الأمور: 'لدي ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة ابتدائي، اعدادي، ثانوي.. كارثة كبيرة أعاني منها، اعتمدت على أن يقوم أبنائي بتحصيل المناهج أون لاين، ولكن اكتشفت بأنه ضحك على الدقون حسب تعبيره، و المدارس من الآخر سواء كانت مغلقة بسبب كورونا أو قبل قرار الغلق بسنوات، ما فيش فايدة منها، وكنت بعتمد على مجموعات التقوية على الرغم أنها مرتفعة الثمن أيضًا، لكن ثلاثة أبناء فى التعليم قطم وسط.. بالله عليكم ماذا افعل'.
الدروس الخصوصية 'موت و خراب ديار'
تُعقب نجاة فاروق إحدى أولياء الأمور وتقول: 'المشكلة الكبيرة أن المحافظة اعتقدت انها قامت بتشميع أماكن الدروس الخصوصية ولكن أرى بعيني فى منطقة التعاونيات بحي الزهور التى تضم العديد من سناتر الدروس الخصوصية ومحلات البلاي ستيشن الولد يطلع من الدرس يدخل على محل البلايستشن وأحيانا كثيرة لا يدخل السنتر ويفضل اللعب، وتأتى الأجهزة التنفيذية بحملتها لتشميع وإغلاق المكان، وفى اليوم التانى يفتح المكان من باب آخر فعلا هى لعبة 'القط و الفار' واتابعها عن كثب من شرفة منزلي'.
يؤكد علاء صالح أحد أولياء الأمور بأن أماكن الدروس الخصوصية فى بورسعيد 'معروفة' للجميع، قائلاً: 'فى حى الشرق عمارة 'الفيربور' وأبراج أمام مدرسة سانت مارى وبرج العروسة وفي حي الزهور منطقة التعاونيات بأكملها، وحي العرب فى شارع صفية زغلول ومنطقة مكتبة أحمد سلامة والحملات تداهم تلك الأماكن وتشمعها، وفي اليوم التالى نجد الطلبة موجودين بكثافة في تلك الأماكن، يبقى تشميع 'صورى' و الأمر أصبح مخيف فالمدرس استغل محاربته من الاجهزة التنفيذية وضاعف مبالغ الدروس بشكل كبير، فالمادة الواحدة يتقاضى فيها 200 جنية بمجموعة لا تقل عن 150 طالب بمراحل 'النقل' وليس الشهادات و السنتر يحصل من كل طالب 12 جنية يوميا يعنى الموضوع 'سبوبة كبيرة ' لصاحب السنتر و المدرس'.
وأضاف: 'بدون مبالغة هناك مدرسين اشتروا سناتر عندما وجدوا الموضوع 'مربح'، واعرف مدرسين قدموا معاش مبكر واتفرغوا للدروس الخصوصية لأنها بالنسبة لهم أهم من المدرسة، المادة في المجموعة الخاصة تصل إلى ألف جنيه والمجموعة 25 أو 30 طالب، والمجموعات الخاصة بمواد الفيزياء ، الكيمياء، الرياضيات ، أسعارها تتراوح من 500 جنيها إلى 1000 جنيها يعتبر 'موت و خراب ديار، نحن كأولياء أمور شجعناهم على ذلك لكن لا يوجد حلول'.
غلق و تشميع مراكز الدروس الخصوصية ببورسعيد
يقول عادل عبد الفتاح رئيس حى العرب بأننا قمنا بحملات كبيرة لمداهمة الاماكن التى يوجد بها سناتر للدروس الخصوصية بل وقمنا باغلاقها و سحب الأدوات الموجودة بها من كراسى وترابيزات وملازم، وتم التحفظ عليها واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المدرس.
وتابع عبد الفتاح بأن البلاغات تصل إلينا بتلك الأماكن عن طريق 'الأهالى' سكان المكان و للأسف حتى الإجراءات الوقائية للفيروس لم يتبعوها فيكون الأمر كارثة فى ظل انتشار فيروس كورونا.
فيما قال الدكتور منصور بكري رئيس حى المناخ إن فتح السناتر والمراكز يعد مخالفا للقرار ٢٧٠١ لسنة ٢٠٢٠ الخاص بالإجراءات الاحترازية والعقارات الموقعة على المخالفين والذى بموجبه تم تنفيذ قرار غلق وتشميع عدد من المراكز الذى يتردد عليهم عدد كبير من الطلاب والطالبات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابهم.
وطالب بكري المواطنين الحفاظ على صحة وسلامة أبنائهم وعدم السماح لهم بالتوجه للمراكز والسناتر والتواجد فى تجمعات لعدم الاصابة بالفيروس والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية خلال هذه الفترة وأكد بأن هناك متابعات ومرور مستمر للتعامل مع المراكز والسناتر وغلقها فورا واتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابها بمشاركة اللجنة المشكلة من ادارة الرخص والادارات المعنية بالحي.
وأضاف فوزي الوالى رئيس حي الزهور بأن هناك حملات مكثفة يقوم بها الحي في كافة المناطق التي يتم الإبلاغ عن فتح سناتر بها بل ووحدات سكنية يقوم المدرس بتأجيرها لاعطاء دروس خصوصية فيها و هنا يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المدرس و تشميع و غلق المكان
و كان قد اعلن أعلن اللواء عادل الغضبان ، محافظ بورسعيد عن استمرار حملات إغلاق مراكز الدروس الخصوصية.
وشدد على تكثيف حملات مواجهة الدروس الخصوصية والتى من شأنها تؤدى لزيادة انتشار الوباء الحالى موجها أولياء الأمور بالتعاون مع المحافظة للقضاء على هذه الظاهرة والحفاظ على صحة وسلامة الطلاب.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
