'منازل صغيرة جدًا من الطوب اللبن، البُكاءُ داخلها لا ينقطع أبدًا، بسبب الخوفٌ المستمر من انهيار تلك المنازل على قاطنيها، هذا هو حال عزبة الدمرداش التابعة لقرية منيل دويب بمحافظة المنوفية، ورغم عمل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي 'حياة كريمة'، لكافة المواطنين وخاصة بالقرى المقرر تطويرها والتي من ضمنها 81 قرية بمحافظة المنوفية، إلا أن آهالي عزبة الدمرداش التابعة لقرية منيل دويب بمركز أشمون محافظة المنوفية، مازالوا تحت خط الفقر طبقًا للمقررات المالية لوزارة الأوقاف.
'نفسنا نعيش حياة آدمية، ونغمض عنينا من غير خوف على أرواحنا وأولادنا من الموت'، بهذه الكلمات بدأت انتصار فهمي، إحدى أهالي قرية الدمرداش، حديثها لـ'أهل مصر' حول معاناتهم، مضيفة: 'منذ قرابة عام وخاصة في موجة الطقس السيئ في مارس الماضي تهدّم نصف منزلنا فوق رؤوسنا وانهار على محتوياته الخاصة بنا، ولأننا على أراضي 'وقف' لا نستطيع ترميم المنزل أيًا كان دون أخذ الإذن من هيئة الأوقاف بالمنوفية والتي تؤكد ضرورة دفع مصاريف بناء فوق طاقتنا لإعادة بناء منزل من الطوب اللبن مرة أخرى، وعند طلبنا ببناء المنازل بالمسلح رفضوا قائلين إنها أراضي وقف وما أعلى الأرض ملكٌ لنا'.
منازل الوقف بقرية الدمرداش
وقال أحمد عيد، أحد أهالي القرية: 'تركنا منزلنا وهجرناه بعد أن سقط علينا ذات يوم وقمنا بهجرته واستئجار شقة خارجية ولكن بأقل من سعر إيجار المنزل بالأوقاف، وعند ذهابي لإسقاط إيجار المنزل من هيئة الأوقاف أكدوا لي أنه لن يتم إسقاط الإيجار دون إحضار بديلا لاستئجار المنزل من بعدي ودفع الإيجار، رغم أنه عندما سقط المنزل فوق رؤسنا وباشت جدرانه لم يهتموا بنا ولم يوافقوا على بناء أو ترميم المنزل، وليس ذلك فحسب بل لا يوجد سوى منزلا واحدا فقط داخل القرية هو الذي تم بناؤه بالطوب الأحمر، وأخذ التصريح بالبناء ونقل الملكية الكاملة له، وعندما قمنا بالذهاب لطلب فعل ما فعلة أكدوا أن التقديم انتهى'.
وأكد أحمد زيدان، أحد أهالي القرية، أنه يوجد أكثر من 1500 أسرة مهددة بالموت المحتم في أي عاصفة سواء ترابية او أمطار، وذلك لأن كافة المنازل مهددة بالسقوط على رؤسهم دون رحمة، متابعا: 'الغريب أنه عندما جاءت حياة كريمة إلى القرية رفضت هيئة الأوقاف قيام حياة كريمة ببناء منازلنا'، متسائلا: 'أين نحن يا رئيس الجمهورية من قبلة الحياة؟ أرواحنا في خطر ياريس'.
منازل الوقف بقرية الدمرداش بالمنوفية
وأضاف: 'أرسلنا العديد من الاستغاثات للقاهرة جاء نصها كالآتي: 'نحن أهالي عزبة الدمرداش قرية منيل دويب أشمون منوفية، نسكن في العزبة من سنة 1960، وهذه العزبة تابعة لهيئة الأوقاف المصرية، وفي سنة 2014 قامت الهيئة باستبدال منزل في وسط العزبة للحاج محروس رمضان أما باقي العزبة قالت لنا الاستبدال أو الممارسة موقوفة، وذهبنا أكثر من مرة إلى الهيئة والتي رفضت'.
وتابع: 'البيوت بالطوب اللبن والطين ونظرا للظروف والعوامل الجوية البيوت بتنهار واحد تلو الأخرى، وبناء على كلمة وزير الأوقاف بالاستبدال أو دفع الإيجار بالطرق العادلة للطرفين، أما هيئة الأوقاف بشبين الكوم ترسل معلومات للهيئة بالقاهرة، إننا ممتنعين عن الاستبدال العزبة أكثر من 22 منزلا، ونرجوا من سيادتكم اتخاذ اللازم'.
أهالي قرية الدمرداش
منازل الوقف بقرية الدمرداش
منازل الوقف بقرية الدمرداش