أصبحت فتاة شرقاوية تدعى 'هند الهادي' من مدينة صان الحجر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حديث السوشيال ميديا، خلال اليومين الماضيين، بعد إرسالها دعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لحضور حفل زفافها، وتفاجئت باستقبال الرئيس لدعوتها بل ووجه وزارة التضامن الاجتماعي بالتفاعل معها، والتقت بالفعل مع نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي والتي وعدتها بتوفير قدم صناعي هدية لها، وتنتظر تلبية رغبتها بحضور الرئيس وحرمه حفل زفافها في مايو المقبل.
تقول 'هند الهادي' ذات الـ 28 عامًا، لم أكن أطمح في أكثر من حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، حفل زفافي حتى وإن لم يستطع فأنا أقدر انشغاله وادعو الله له بالتوفيق والسداد، وتفاجئت بدعوة وزيرة التضامن، وزاد الكرم بمنحي قدم صناعي سأتسلمه بعد الإنتهاء من مقاساته عند المختصين، لافتة إلى أن القباج أكدت عليها الإدلاء بما تحتاجه كعروس لتوفيره لها، لافتة إلى أنها عقدت جلسة تصوير، تجمعها هي وخطيبها 'محمد محمد رجب' المقيم بالعاشر من رمضان، وفعلت هاشتاج يتضمن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور حفل زفافها.
هند الهادي
تروي 'هند' قصة بتر ساقها منذ كانت ما زالت طفلة في الثامنة من عمرها، تعرضت في قريتها لحادث سير، إذ دهستها سيارة كبيرة نجت بحياتها منها، إلا أنها أصيبت في ساقيها، ظلت أكثر من عام ونصف تتلقى العلاج، وكان قرار الطبيب المعالح وقتئذ بتر ساقها اليمنى، تعايشت مع حياتها الجديدة بساق واحدة، لكنها اكتشفت قوة كامنة في أعماقها وصلت بها لأن تكون صاحبة قصة بطولية، فهي فتاة رياضية، حققت مراكز بطولية في ألعاب القوى ورفع الأثقال.
أرادت عائلتها أن توفر عليها عناء الدراسة، وطالبوها بعد المرحلة الاعدادية أن تلتحق بالتعليم الفني، إلا أنها أبت أن تدفن قدراتها ولم تستسلم وكانت أمها الداعم الأول في حياتها، والتحقت بالثانوية العامة وبعد اجتيازها التحقت بكلية دار العلوم بجامعة المنيا، وكانت أول رحلة لها خارج محافظة الشرقية، واعتمدت على نفسها كليا، وكانت بطلة في الرياضة إذ انضمت للعب في الفرق الرياضية عندما كانت في المرحلة الثانوية، وحصدت 20 ميدالية في ألعاب القوى، كما عملت موظفة بأحد البنوك، فهي فتاة لا تعرف المستحيل، ودائما تحقق بتواصل سعيها ودأبها ما تريد وما تصبو إليه.هند الهادي مع أسرتها
تذكر 'هند' أياما عصيبة منذ طفولتها وحتى فترة شبابها، فكانت في الطفولة تعاني نظرة الشفقة من الكبار، إذ كانت تسير على عكاز أو طرف صناعي، وكانت في قريتها الطفلة الوحيدة تعيش هذه الظروف، فكان الأمر غريبا عليها وعلى رفاقها من أطفال القرية، فتارة كانوا يضايقونها وأخرى كانوا يرفضون اللعب معها، لكنها قررت بعفوية طفولية، أن تعيش كامل طفولتها وبكل براءة، عاشت مرحلة طفولية دون فقد أو عجز واستمتعت بكل لحظة فيها، فلم تعيقها الطرف الصناعية عن الجري واللعب والمرح.. حسب قولها.
وتسترجع 'هند' ذكريات أليمة، إذ فقدت والدتها في مرحلة الثانوية العامة، تلك المرحلة العصيبة على الطلاب عامة وعليها خاصة لظروفها الصحية وكذلك فقد والدتها، لكنها لم تيأس ولم تتنازل عن أحلامها، ورغبة والدتها في أن تصبح مثلا أعلى، وأن تحقق أمنيات ورغبات والدتها بأن تصبح متفوقة وذات شأن في المستقبل، وبالفعل وعدت الفتاة وأوفت بوعدها لوالدتها الراحلة.
هند الهادي مع أسرتها
وتمت خطبة 'هند' على شاب كان زميلا لها، تعرفت عليه عن طريق الصدفة من خلال والده، الذي تعرف عليها أمام شباك تقديم المظروفات في جامعة المنيا الخاص بشئون الطلاب، والذي أحبها من أول لحظة واعتبرها كابنته، ومن هنا صارت العلاقة بين هند وأسرة خطيبها، والذي بدوره عرفها على والدته وأشقائه، اندلعت قصة الحب بين محمد وهند، منذ السنة الأولى لتعارفهما، وطالبت والدته قبل وفاتها في عام 2016، أن يتزوج ابنها بهند وحقق بالفعل رغبة والدته وتمت الخطبة ويستعدان للزواج قريبا.
أفصحت 'هند' عن مخاوفها من الإرتباط بحبيبها خاصة وأنها فقدت قدمها وترى أن لها ظروفا خاصة رغم كل ما وصلت إليه من قوة واعتماد على النفس وتفوق في الدراسة والرياضة وعملها بالبنك، إلا أنها كانت قلقة بشأن الزواج، ولكن إصرار محمد خريج كلية الزراعة وأسرته لينت فكرها وجعلتها توافق على الزواج، فضلا عن حب الشاب لها وتمسكه بها فدائما يردد: 'هند حبيبتي وكتير عليا، وساعات بقول لربنا كتير عليا عطاءك يا ربي'.. حسب وصفه، ولبت أسرة هند رغبة محمد وأسرته وعقدوا العزم على الزواج.
وتشير 'هند'، إلى أهمية إيمان الشخص بنفسه وقوته وألا يقف عند نقطة تعرقل حياته وعليه أن يسعى جاهدا بكامل طاقته لتحقيق ذاته ورغباته، وعليه أن يكون عكازه طموحه وذاته، وما زالت تواصل سعيها لتحقيق مزيد من الأهداف بالطموخ والتحدي والأمل، وما زالت تطمح بأن يحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية حفل زفافها وحرمه السيدة انتصار السيسي في منتصف شهر مايو المقبل.