مأساة طالب ثانوي مبتور اليدين بالبحيرة.. والدته: نفسي في حنفية مياه وأسدد ديوني.. وابني محتاج طرف صناعي (فيديو وصور)

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة
مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

تخلى عنه والده فأبت والدته أن تترك طفلها مبتور اليدين بسبب حادث صعق كهربي تعرض له، فكانت له درعا واقيا من الدنيا وآلامها، لتضرب أروع الأمثلة في التضحية، بعدما فقد الأطباء الأمل في إعادته لحالته الطبيعية، بقرية صفط الحرية بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.

تشبثت الأم بقدرة الخالق على إعادته لها ليكون رجاءها في الدنيا، تحديا مصاعب الحياة سويا، فقد كانت له أما وأبا، يستمد كل منهما قوته من الآخر، صارعت من أجل تربيته، متحدية ظروفها المعيشية ووجعها، وكرست حياتها من أجله، وسعت جاهدة لتعليمه.

تكاثرت الديون على أم منكوبة فأرهقتها، تتظاهر دائما بالقوة أمام نجلها مبتور اليدين لتشعره بالأمان، بعد أن أصبحت هي مأمنه الوحيد، يعيشان في منزل متهالك ليس به سوى قطع أثاث جمعه لهما بعض أهل الخير مساعدة لهما ورأفة بحالهما.

اقتربت عدسة 'أهل مصر' من المنزل لتدرك قصة التضحية والعناء التي تعيشها أم ونجلها، في البداية يقول محمد سعيد مصطفى، 17 عاما، إنه تعرض منذ سن 8 إلى حادث صعق كهربائي أدى إلى بتر يديه، وذلك أثناء لعبه الكرة مع أصدقائه.

ويضيف أنه نجا من الموت المؤكد بفضل والدته، حيث تبرعت له بأجزاء من جسدها لتساهم في ترقيع جسده وأطرافه.

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

وحكى محمد أن والده تخلى عنه بعد بتر يديه ورحل دون رجوع، فتولت والدته أمور حياته من مأكل ومشرب وإنفاق، مضيفا أنها كانت تذهب به إلى المدرسة يوميا وتنتظره بالخارج حتى نهاية اليوم الدراسي لتساعده في قضاء حاجته.

ويشير محمد باكيا إلى أن والدته تعمل بالمجزر المجاور، حيث تقوم بإعداد الشاي وماشابه لتوفير المال اللازم لرعايته، كما أن متطلبات علاجه دفعتها إلى الاقتراض الأمر الذي يزيد أوجاعهم.

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

ويضيف محمد والخوف يسيطر على ملامحه، أن الديون تكاثرت على والدته فلا سبيل لهم لسدادها، متسائلا عن مصيره إذا تم حبس والدته! قائلا 'هي اللي بتغيرلي لبسي وتأكلني وتساعدني في دخول الحمام'.

وتشير والدة محمد باكية إلى أنه سندها الوحيد في الحياة، وكيف حاربت لالتحاقه بالثانوية العامة، بعدما رفضه الجميع، مضيفة أنه يعتمد عليها في كل متطلباته فلا يقوم علي خدمته سواها.

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

'معنديش حنفية مية أشرب منها'.. بكلمات العجز وقلة الحيلة واصلت والدة محمد حديثها عن رحلة شقائها معه، مشيرة إلى أن الأثاث البسيط بالمنزل جمعه الأهل والأقارب لها، رغم كونه متهالكا إلا أنه أفضل من العدم.

'تعبت من حمل المياه مسافات طويلة'، هكذا واصلت مثال التضحية الحديث عن معاناتها وولدها، مناشدة بتوفير عداد مياه لها ولابنها، مضيفة أن تلك تعد أبسط حقوق الحياة الكريمة التي تعهد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للأسر الأكثر احتياجا.

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

وناشدت والدة محمد المسؤولين النظر إلى حالهم الذي دفعتهم الحاجة والمرض إلى الانغماس به دون رغبتهم، وقالت 'نفسي أسدد ديوني وأجيب طرف صناعي لابني'، متابعة وعنينها ترجف دمعا أنها لا تخشى السجن لذاتها ولكن تخشاه خوفا على ولدها قائلة 'مين هيخدمه ويأكله ويشوف طلباته لو أنا اتحبست'.

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة مأساة أم وطفلها طالب الثانوي مبتور اليدين في البحيرة

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً