أمريكا والصين على خط المواجهة.. بكين تتجاوز واشنطن لتصبح أكبر قوة بحرية عالمًيا.. وعقلاء الولايات المتحدة يطالبون بتجنب الصراع

أرشيفية
أرشيفية

خبراء: تحالفات عالمية تُهدد مستقبل الإمبراطورية الأمريكية

جدل يدور بين صناع القرار داخل أمريكا بشأن الحفاظ على سمعة الإمبراطورية الأميركية في وجه المد الصيني، الذي يستمر في التنامى خلال السنوات الأخيرة.

ومع تولي إدارة بايدن المسئولية داخل البيت الأبيض، يبرز السؤال الأهم حول ما يتوجب القيام به لاستعادة الدور الأمريكي المهيمن على النظام العالمي، وفي ذات الوقت تتجنب أمريكا الصدام مع الصينيين حتى لا تشعل فتيل الأزمة في العالم.

واعتبر الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر، أنه على واشنطن الوصول إلى تفاهم مع بكين لضمان الاستقرار، وإلا سيواجه العالم فترة خطيرة كتلك التي سبقت الحرب العالمية الأولى.

وقال "كيسنجر"، إن الأمر المهم يتعلق بما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد.

وأضاف: "إذا لم نصل إلى هذه النقطة وإذا لم نصل إلى تفاهم مع الصين في هذا الشأن سنكون في الوضع الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا حيث كانت الصراعات المستمرة تحل على أساس فوري لكن أحدها كان يخرج عن السيطرة في مرحلة ما".

وذكر أن الولايات المتحدة ستجد على الأرجح، أن من الصعوبة بمكان أن تتفاوض مع خصم مثل الصين سرعان ما سيتفوق ويصبح أكثر تقدما في بعض المجالات.

وأوضح أن المسألة الأخرى هي ما إذا كانت الصين ستقبل بهذا النظام الجديد مشيدا بمهاراتها في تنظيم نفسها لتحقيق تقدم تكنولوجي تحت سيطرة الدولة، وأن على الغرب أن يرتقي بأدائه، مشيرًا إلى أن قوة الصين الاقتصادية لا تعني أنها ستتفوق تلقائيا في كل المجالات التكنولوجية في هذا القرن.

ويرى خبراء، أن نصائح كيسنجر الغالية جاءت متأخرة خاصة أن ترامب بالغ بالفعل في تطبيق عقوبات صارمة ضد الصين خلال فترة ولايته، ما أدى إلى ظهور تحالفات عالمية جديدة على الساحة، مثل الحلف الصيني الروسي الإيراني، بالإضافة للاتجاه لإقامة نظام اقتصادي عالمي بديل للنظام الأمريكي الأوربي، الذي تمكن من السيطرة على العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي محاولة صينية لإنهاء السيطرة الأمريكية عالميًا، تجاوزت الصين أمريكا في عدد القطع البحريّة، بحيث باتت “رسميا” أكبر قوة بحريّة في العالم.

وكشفت تقارير استخباراتية، عن أن الصين بات لديها 360 قطعة بحرية هُجومّية تضُم سُفنا وغوّاصات نووية وطائرات مسطحة بالمقارنة مع 250 قطعة هي مجموع قطع الأسطول الأمريكي في الوقت الراهن.

يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه الاقتِصاد الأمريكي من أزمة فيروس كورونا، ووفاة 537,120، وإصابة 29,654,050، مقابل الصين التي تعافت كليا مُنذ عدة أشهر، واستطاعت احتواء الوباء كُليا، وحققت نموا اقتصاديا تجاوز التوقعات ليَصِل إلى 6.5% مرشحة للارتفاع بنسب عالية في غضون الأعوام القليلة القادمة، وباتت تكسب عقول وقلوب معظم شعوب العالم الثالث بإرسال عشرات الملايين من لقاحات كورونا إليها.

وفي محاولة صينية لقلب الطاولة على الولايات المتحدة، اتهم المتحدث باسم حكومة إقليم شينجيانغ الصيني، الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا بممارسة احتيالا سياسيا لزعزعة استقرار الصين.

و خلال مؤتمر صحفي رفض فيه مزاعم وقوع إبادة جماعية في الإقليم الواقع بغرب البلاد والعقوبات التي أعلنتها حكومات دول غربية بخصوص انتهاكات لحقوق الإنسان في شينجيانغ.

وفي المقابل ومن خلال خطوة تمثل تراجع أمريكي أمام الصين ألمح أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تتخذ إجراءات عقابية ضد الصين، بسبب تعاملها مع تفشي فيروس كورونا. وبدلًا من ذلك شدد على أهمية التخطيط لمواجهة الوباء في المستقبل والتخفيف من حدته.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات