رغم كبر سنه، وعلامات الزمن التي حفرت على وجهه، إلا أن عم 'علي الكنفاني'، صاحب أقدم فرن لصناعة الكنافة البلدي بالمحلة الكبرى، مازال متمسكا بعاداته القديمة، ومهنته التي حاربت الزمان على مر 4 عقود، صنع خلالها الكنافة البلدي، التي كانت ومازالت مطلب لمعظم المحلاوية، ورغم انتشار ماكينات الكنافة الآلية إلا أن الكثير منا مازالوا يحرصون على شراء الكنافة البلدي لاختلاف مذاقها وتميزه، فضلا عن أنها أحد أهم مظاهر شهر رمضان الكريم.
وقال 'علي الكنفاني': 'اعتدت افتراش تلك البقعة من سوق السمك بالمحلة الكبرى منذ 40 سنة، حيث أبني الفرن من الطوب الأحمر والأسمنت الأبيض، كما أوصي على الـ 'عرصة' وهي الصاجة المعدن في سوق الحدادين بالطلب، التي ترش عليها الكنافة ويتهافت على شرائها الكبير والصغير لتقديمها ضمن سفرة الشهر الكريم'.
وأضاف 'الكنفاني': 'ورثت المهنة من والدي وأخي الكبير وجدي، حيث كنت أشاهدهم أثناء عملهم، وأكثر ما يسعدني رؤية الفرحة في عيون جميع الزبائن أثناء صناعة الكنافة ويقفون بالطوابير من أجل الحصول عليها'.
وتابع: 'سر الصنعة في 'المياه والدقيق' ولكن المقدار وتقنية لف الكوز الصاج لنسج خيوط الكنافة على الفرن تلك هي المهنة'، لافتا إلى أن الكنافة اليدوية مازالت محتفظة بمكانتها وهناك العديد من الأُسر يحرصون على شرائها، وذلك رغم التطور الذي تشهده ماكينات صناعة الكنافة الآلية، معللا ذلك بأن اليدوية لها صناعة خاصة ومتقنة، لأنه يصبر عليها حتى 'تستوي' فيصبح طعمها مختلفا اختلافا كليا عن الآلية.