ساند الجميع في وعكتهم الصحية، إلا أنهم تخلوا عنه في محنته، حيث لقبه أهالي قريته بـ'بنك دم متحرك' كونه كان يتبرع بالدم مرارا وتكرارا لكل مريض، والآن أصبح قعيد الفراش ببدروم منزل ترعاه زوجته وابنه، عقب معاناته بانسداد في شرايين القلب.
ورصدت عدسة 'أهل مصر' معاناة محروس محمد، ابن محافظة البحيرة، إذ يقول في البداية إنه عمل شيالا في محطات القطار، وعتالا على عدد من العربات، حيث كان يتمتع بصحة قوية.
وتابع ذو الـ49 عاما، أنه يعاني من أمراض عديدة بالقلب منذ 8 سنوات، وأجرى على إثرها 3 عمليات جراحية وركب 6 دعامات بالقلب، مشيرا إلى أنه في آخر عملية تعرض للسقوط على الأرض عقب إجرائه العملية فتحركت عضلة القلب إلى فم المعدة.
وتابع ابن مركز شبراخيت، أنه عقب تحرك عضلة القلب من موضعها لم يعد يستطع الحركة من مكانه، وأضاف: 'مراتي ربنا يباركلي فيها وابني بيصرفوا عليا'.
'فضلت 5 سنين أتبرع بالدم لكل محتاج كنت بتبرع مرتين في اليوم'.. واصل محروس حديثه بهذه العبارة، مشيرا إلى أن فصيلته تناسب التبرع لباقي الفصائل، قائلا: 'مكنتش بتستخسر صحتي في أي مريض وكنت بتبرع بالدم مرتين في اليوم، ودلوقتي الجميع تخلوا عني'.
وأضاف: 'نفسي لما أموت أخرج من بيتي'، مشيرا إلى أن أمله الأخير في هذه الحياة أن يكون لديه مسكن له ولأسرته، حيث إنه دائم التنقل من مسكن لآخر منذ ما يقرب من 5 سنوات.
والتقطت زوجته أطراف الحديث قائلة: 'كان هو سندي ودلوقتي أنا اللي برعاه'، مشيرة إلى أنها تعمل ببيع السمك لتعول زوجها وأسرتها المكونة من ولدين وبنت.
وأشارت إلى أن دخلها اليومي من بيع الأسماك لا يكفي علاج زوجها، لافتة إلى أن الجميع تخلوا عنه وقت مرضه، وتابعت أنها تسكن في بدروم بأحد المنازل، وناشدت المسؤولين باكية بالنظر إلى زوجها وأسرتها حيث تراكمت عليهم الديون إثر علاجه، مطالبة إياهم بتولي علاج زوجها وتوفير مسكن لهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
