تصريحات وزيرة الصحة عن الـ 115 شهيدًا بكورونا تثير الجدل بين الأطباء.. والنقابة: لديها قصور في التصور (التفاصيل الكاملة)

شهداء الأطباء
شهداء الأطباء

أثارت تصريحات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، في مؤتمر أمس بشأن الإعلان عن آخر مستجدات فيروس كورونا والوضع الوبائي في البلاد، غضب الأطباء خاصة فيما تعلق بإحصائية عدد شهداء فيروس كورونا حتى الآن والتي أكدت أنهم 115 طبيب فقط أصيبوا داخل مستشفيات العزل إنما باقي الـ 500 طبيب حصلوا على الإصابة من المجتمع.

ويأتي تصريح وزيرة الصحة بشأن عدد الأطباء الشهداء جراء فيروس كورونا مع الحديث عن صرف تعويضات مادية خلال أيام لشهداء الجائحة من الأطقم الطبية مما يعني أن الـ 115 فقط من سيكون لهم أحقية الحصول على أموال التعويضات.

وكيل نقابة الأطباء: لا يمكن التقليل من قيمة الأطباء خارج مستشفيات العزل.. والوزيرة لديها قصور في التصور

في البداية، أوضحت الدكتورة نجوى الشافعي، وكيل نقابة الأطباء، وعضو مجلس الشيوخ، أن الأطباء الذين حصلوا على عدوى كورونا من المجتمع أصيبوا بها وهم يقدمون الرعاية الصحية للمواطنين ويقدمون دورهم تجاه المجتمع في المستشفيات العامة أو العيادات أو المستشفيات الخاصة، لافتة إلى أنه رغم عدم وجودهم بمستشفيات عزل إلا أن هناك عدد كبير جدا من المواطنين كان لديهم كورونا ولم يتم تشخيصهم من وزارة الصحة بالمرض وبالتالي يذهبون للعيادات والمستشفيات العامة للكشف بأعراض برد وأنفلونزا وهي كورونا ويتعاملون مع أطباء.

وقالت الدكتورة نجوى الشافعي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن الأطباء لم يحصلوا على العدوى وهم يقومون بأي نشاط أخر في المجتمع ولكن أثناء تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، لافتة إلى أنه اذا تم اجتماع الأطباء واضربوا عن الذهاب إلى المستشفيات العامة والخاصة والعيادات وأدركوا خطورة فيروس كورونا وتركوا هذا القطاع الكبير من المواطنين للجوء إلى وزارة الصحة، متسائلة هل الوزارة لديها إمكانيات لصد هذا النقص في مقدمي الرعاية الصحية؟.

وأجابت وكيل نقابة الأطباء، أنه لا يمكن التقليل من قيمة الأطباء الذين شاركوا وزارة الصحة في تقديم الرعاية الصحية للمرضى أثناء الوباء ولكن لحظهم العثر بأنهم قاموا بالكشف على مرضى كورونا لم تشخصهم وزارة الصحة لأي سبب من الأسباب، والوزيرة اعترفت أن الحالات المعلن عنها أقل من الفعلية اذا بين كل 10 مرضى تشخصهم وزارة الصحة هناك 9 منطلقين في المجتمع.

وأشارت وكيل نقابة الأطباء، إلى أن الطبيب الذي يتعامل مع عدد مرضى كثير ويحصل على فيروس كورونا بشكل كبير من أكثر من مريض يتسبب في وفاته، مؤكدة أن إصرار وزيرة الصحة وعدم اعترافها بأن من توفوا خارج مستشفيات العزل شهداء كورونا هو قصور في التصور، فلا يمكن نكران دور الأطباء الأخرين في تقديم الرعاية الصحية في القطاع الخاص.

ولفتت إلى أنها يمكن أن تكون منصفة اذا طلبت أن يتم تقديم تقرير حول كل من توفوا خارج مستشفيات العزل، وهو تفكير علمي صحيح وتوضيح كل طبيب أين يعمل وكيفية حصوله على العدوى لتوضيح الفارق بين الـ500 طبيب والـ 115 في مستشفيات العزل، مشيرة إلى أنه لا يمكن نفي دور 400 شخص توفوا وهم يكشفون على المرضى.

وأوضحت وكيل نقابة الأطباء، إنه اذا تم صرف التعويضات لأسر الـ115 طبيب شهيد، اذا كان الباقي لديهم مستندات حول الإصابة داخل المستشفيات الحكومية وهو يقوم بدوره فمن حقهم من خلال القضاء الحصول على مستحقاتهم، متمنية أن تعترف وزيرة الصحة بباقي الشهداء حتى يتمكنوا من الحصول على حقوقهم.

أمين نقابة الأطباء: لا يستطيع قطاع بمفرده تحمل مسئولية وباء كورونا.. وعدد 115 مغلوط

قال الدكتور أسامة عبدالحي، أمين عام نقابة الأطباء، إننا فقدنا ما يقرب من 500 شهيد ولا يمكن احتساب شهداء العاملين في العزل فقط.

جاء ذلك رداً على إعلان وزيرة الصحة أن شهداء الأطباء هم من توفوا أثناء عملهم في مستشفيات العزل وعددهم 115 فقط، لافتا إلى أن هذا رقم غير منطقي ومغلوط وتساءل وماذا عن باقي الأطباء الذين توفوا بعد الإصابة أثناء عملهم في المستشفيات الأخرى وتعاملوا مع مرضى دون علمهم بأنهم مصابين كورونا كما في الطوارئ وما هو موقف أطباء النساء والتوليد الذين يقومون بعمليات الولادة للسيدات ويكتشفون أنهن مصابات مثلاً.

وأضاف عبد الحي، أن الأرقام المنشورة لدينا على صفحة النقابة حتى الأن تقترب من 500 شهيد تحديدا 481 شهيد وحسب إحصائية أجرتها النقابة فأعلى نسبة اصابة هي لأطباء النساء والتوليد حوالى 13.7% ويليها الباطنة 12.7 % والجراحين 8.9% وأطباء الأطفال 7.3 % وهكذا، متسائلا: هل يمكن التغافل عن كل هؤلاء وعدم احتسابهم شهداء والاقتصار فقط على شهداء الأطباء العاملين في مستشفيات العزل؟.

وتابع أمين عام نقابة الأطباء: فأي طبيب يقدم الخدمة الطبية سواء في مستشفيات الجامعة أو الوزارة أو مستشفيات خاصة أو حتى عيادات خاصة جميعهم يعالجون مرضى مصريين فكل القطاعات شركاء ولا يستطيع قطاع بمفرده تحمل المسئولية، موضحًا أن أرقام شهداء الأطباء وصلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة الى 58 شهيد أي تضاعفت الأرقام في هذا الشهر عن الشهور السابقة.

وأكد أن ما أزعجنا مؤخرا في سوهاج هو فقدنا 5 أطباء منهم أربعة شباب أثناء عملهم في مستشفيات عامة والخامس يقترب من الستين وهم :

1- هاني الديب أخصائي النسا والتوليد بسوهاج.

2- شنودة جرجس أخصائي الأطفال بمستشفى البلينا.

3- هاني عاشور مدرس نسا وتوليد بكلية الطب جامعة سوهاج.

4- عاطف رشدي استشاري الجراحة بمستشفى طهطا العام توفى بمستشفى اسيوط العام شمال المحافظة.

5- السيد عثمان أخصائي النسا والتوليد بمستشفى أخميم المركزي.

إيهاب الطاهر: تصريح وزيرة الصحة عن شهداء الأطباء مستفز

من جانبه، علق الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء السابق، على تصريح وزيرة الصحة بشأن عدد شهداء الأطباء بأنه مستفز قائلا "تصريح مستفز:وزيرة الصحة تقول إن 115 طبيبا فقط أصيبوا بكورونا داخل مستشفيات العزل وإنه ليس صحيحا أن عدد شهداء الأطباء حوالى 500 ده على أساس إن الأطباء الذين استشهدوا بمستشفيات الفرز كانوا يلعبون التنس والأطباء الذين استشهدوا أثناء علاجهم للمرضى (خارج مستشفيات العزل) كانوا يلعبون الكرة".

وأضاف الطاهر، "ممكن السيدة الوزيرة تقول لنا كم نسبة المرضى المصابين بكورونا بداخل مستشفيات العزل وكم نسبتهم خارج مستشفيات العزل.. ومن الذي يعالجهم؟".

منى مينا: النية تتجه للمزيد من التنكيل بالأطباء

فيما علقت الدكتورة منى مينا عضو لجنة الشكاوي بالنقابة، ووكيل النقابة سابقا، متسائلة "هل هذه التصريحات المستفزة هي مجرد زلة لسان من الوزيرة أو محاولة غير موفقة لتبرير ضعف حماية الفرق الطبية ومحاولة للتعتيم على الانتشار الرهيب للوباء؟ أم أنها مقدمة لمنع صرف معاش وتعويض إصابة العمل لشهداء الأطباء والطبيبات اللذين لم يكونوا يعملون في مستشفيات العزل؟".

وقالت مينا في منشور لها عبر صفحتها الشخصية، إن أسر شهداء الأطباء تظل في حالة توهة وتعذيب بين المكاتب لشهور طويلة لاستكمال الأوراق المطلوبة لقرار الوفاة الإصابية، هذا رغم جهود بعض الزملاء من النقابة لمساعدتهم لاستكمال هذه الأوراق وعلى رأسهم الدكتور ابراهيم الزيات مقرر اللجنة الوزارية بالنقابة، وبعد كل هذا الجهد تمكن من صرف معاش الإصابة 9 أسر فقط من 112 اسرة صدر لهم قرار وفاة إصابية.

وأضافت الحقيقة إني قلقة جدا من هذا التعطيل غير المبرر لتنفيذ صرف معاش وتعويض اصابة العمل وأتمنى أن يكون هناك صرف سريع لمستحقات الإصابة، فبعض الأسر توفى عائلها من شهر 7 و شهر 8 العام الماضي، معلقة "الأسر دي فيها أطفال محتاجة تعيش وتتربي أعتقد كفاية جدا كده دوخة وبهدلة للأسر اللي عائلها قدم أغلى ما عنده كفاية جدا كده، إلا لو كانت النية تتجه للمزيد من التنكيل بالأطباء والبحث عن أي حجة لمنع صرف مستحقات شهدائنا القانونية".

وقالت مينا: احتاج أن أفهم من الوزيرة ما هو توصيف الأطباء اللذين توفوا نتيجة عدوى إلتقطوها وهم في مستشفيات الفرز، يقومون بالكشف على مئات الحالات التي تأتي للشكوى من اعراض اشتباه فيفحصوهم ويبدأون معهم رحلة الفحوص التي تنتهي بتأكيد أو نفي الاشتباه، وما هو توصيف أطباء اللذين توفوا بعدوى التقطوها أثناء العمل بأقسام الطوارئ أو أثناء علاج حالات الكسور أو التهابات الأنف والإذن أو حالات الولادة أو أمراض القلب أو غير ذلك، علما بأن نسبة كبيرة من المرضى القادمين للعلاج من أي مشاكل صحية يكون حامل لعدوى كورونا دون أن يعلم".

ولفتت منى مينا إلى أنه ببساطة لأن العدوى منتشرة جدا، وبرتوكول وزارة الصحة لا يحاول عمل مسحات وتحليل (بي سي أر ) للمرضى ومخالطيهم كما أن العدوى تسري وسط المجتمع بدون اي محاولات تتبع أو حصار لانتشارها، وهذا بعضا من نتائج السياسات الميمونة للوزارة، وتمنت أن تكف الوزيرة عن محاولة تقليل معدل الاصابات والوفيات الرهيبة سواء وسط الأطباء والفرق الطبية أو وسط جموع المصريين، موضحة أننا نحتاج لأن نواجه الواقع بعيون مفتوحة وتفكير أكثر تفتحا وواقعية حتى نتمكن من مواجهة الوباء الذي يفتك بالمصريين عموما وبالأطباء والفرق الطبية على وجه الخصوص.

أخر شهيد للأطباء جراء كورونا الـ 481

وكانت نقابة الأطباء نعت مساء أمس الشهيد الدكتور أحمد فؤاد حسن الحشاش استشاري الجراحة العامة بالأقصر ومن رواد مهنة الطب في الاقصر، وكيل مديرية الصحة بالأقصر السابق ورئيس المجلس الشعبي المحلي للأقصر سابقا والذي توفي بمستشفى العزل بالعديسات إثر الإصابة بكوڤيد 19.

وقالت النقابة في نعيها "خالص العزاء لأسرته الكريمة ونسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يُسكنه مع الأبرار والشهداء، الشهيد الـ(481)".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً