فرص عمل والتطعيم الشامل وتغيير في السياسة الخارجية.. ماذا فعل بايدن في أول 100 يوم؟

١٠٠ يوم في رئاسة بايدن
١٠٠ يوم في رئاسة بايدن
كتب : سها صلاح

حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه أمام الكونجرس أمس الاتجاهات الرئيسية لسياسة إدارته، والتي تضمنت زيادة الضرائب على الأثرياء، ومحاربة العنصرية النظامية في الولايات المتحدة.

وجاءت الكلمة عشية حدث رمزي يتمثل بمرور ١٠٠ يوم على توليه الرئاسة، وعرض الرئيس الأمريكي خطته "مشروع من أجل العائلات الأمريكية"، التي تبلغ قيمتها حوالي 2000 مليار دولار، والتي ينوي تمويلها من زيادة الضرائب.

وقال بايدن: "بعد مئة يوم، يمكنني أن أقولها للبلاد: أمريكا تمضي قدما مرة جديدة". وأضاف: "أمريكا مستعدة للانطلاق. نحن نعمل مرة جديدة، نحلم مرة جديدة، نكتشف مرة جديدة، نقود العالم مرة جديدة. لقد أظهرنا لبعضنا البعض وللعالم أنه لا يوجد استسلام في أمريكا".

وشدد على أن هذا الجهد الوطني يجب أن يركز الآن على إعادة بناء الاقتصاد ومحاربة عدم المساواة من خلال "أكبر خطة عمل منذ الحرب العالمية الثانية".

ودعا الرئيس الأمريكي إلى زيادة المساهمات الضريبية بالنسبة إلى الشركات والأمريكيين الأكثر ثراء، وذلك من أجل تمويل خطته لمساعدة العائلات. وقال: "حان الوقت لكي تبدأ الشركات الأمريكية وأغنى 1% من الأمريكيين في دفع نصيبهم العادل".

وأوضح أن أغنى 1% من الأمريكيين سيدفعون ضرائب بنسبة 39.6%، كما كان الحال عندما أصبح جورج دبليو بوش رئيسا.

وانتقد بايدن في كلمته قرار سلفه دونالد ترامب بخفض الضرائب في 2017، وعلى حد قوله "أدى ذلك إلى زيادة العجز بمقدار 2 تريليون دولار، حيث أن مليارات الدولارات ذهبت إلى جيوب المديرين التنفيذيين في الشركات".

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه خلال فترة الوباء زادت الثروة الصافية لنحو 650 مليارديرا في الولايات المتحدة بأكثر من 1 تريليون دولار، والتي تتجاوز الآن مستوى 4 تريليونات دولار.

أزمة كورونا

اعتبر بايدن أن خطة التطعيم ضد كوفيد-19 في الولايات المتحدة هي "واحدة من أعظم النجاحات اللوجستية" في تاريخ البلاد.

وقال إن "أكثر من نصف البالغين تلقوا جرعة واحدة على الأقل"، وإن "الوفيات بين كبار السن انخفضت 80% منذ يناير الماضي، وأضاف بحذر "لا يزال هناك عمل يتعين فعله للتغلب على الفيروس".

الأجندة الاجتماعية

كذلك سلط بايدن الضوء على الشأن الداخلي، حيث أشار إلى أن خطته تتضمن تطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة في الولايات المتحدة.

وعلى حد قول الرئيس الأمريكي فإن خطته تهدف إلى دعم الطبقة العاملة في البلاد، وأشار إلى تنفيذ مبادرته، قائلا إنه "سيخلق ملايين فرص العمل، وسيوفر نموا اقتصاديا بقيمة تريليونات الدولارات في السنوات المقبلة".

ووعد الرئيس الأمريكي برفع الحد الأدنى للأجور على المستوى الفيدرالي إلى 15 دولارا في الساعة، وهو ما يعارضه الجمهوريون بشدة.

كما شدد على أهمية تحديث البنية التحتية للنقل. ودعا بايدن مرة أخرى إلى خفض تكلفة الأدوية الموصوفة للأمريكيين، وقال: "يجب أن تكون الرعاية الصحية في أمريكا حقا وليس امتيازا"

السياسة الخارجية

وعلى صعيد السياسة الخارجية، ابتعد بايدن عن نهج ترامب الانفرادي وراح يسلك أسلوبا متعدد الأطراف.

خلال عهد ترامب، تضررت سمعة الولايات المتحدة بين حلفائها كثيرا، لكن بايدن أعاد بلاده إلى نج أكثر تعددية، ومنح السلطة من جديد في هذا الملف إلى وزارة الخارجية بعدما سحبت منها.

وفي مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد في فبراير الماضي، قال بايدن بصراحة "أميركا قد عادت"، وقوبل الأمر بثناء من جانب حلفاء أميركا، ومع ذلك وضع الألمان والفرنسيون مسافة تفصلهم عن واشنطن، لأنه لا يمكن الاعتقاد على الأخيرة.

وحدد بايدن موعد الـ11 من سبتمبر هذا العام موعد لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، ومع ذلك اعترف أن الأمر صعب.

ويخطط بايدن لعقد قمة دولية في الأشهر المقبلة للقوى الديمقراطية حول العالم بهدف "جمع العالم الحر" لمواجهة الاستبداد والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، التي لم تحظ باهتمام يذكر لدى سلفه.

واختلف بايدن عن ترامب في مواجهة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، بشكل أكثر صرامة إلى حد وصفه بـ"القاتل" والإعلان عن دعم أوكرانيا صراحة في نزاعها مع روسيا، كما وضع ملف حقوق الإنسان في الصين ضمن اهتماماته.

لكن في المحصلة، لم ينجر بايدن كل ما وعد به، كما تقول الإذاعة الأميركية.

وعود أوفى بها بايدن

تشكيل فريق عمل خاصة بكورونا.

خطة التحفيز الاقتصادية التي قدرت بنحو 1.9 تريليون دولار.

إطلاق خطة توزيع اللقاحات على الأميركيين.

الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية والاحتفاظ بالدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية.

تنظيم قمة خاصة بالتغير المناخي، عقدت الأسبوع الماضي.

إلغاء حظر السفر عن رعايا دول أغلب سكانها من المسلمين.

جعل بايدن الولايات المتحدة رائدة عالميا في مجال مكافحة التغير المناخي، ويبدو هذا الأمر أكثر غموضا، خاصة ما انسحاب واشنطن من اتفاقيات بهذا الشأن والعودة إليها لاحقا، مما يثير القلق بشأن التزام البلاد دوليا.

الوعود لم يتم انجازها حتى الآن

تشريع يسمح للمهاجرين غير الشرعيين بالحصول على الجنسية الأميركية.

العودة عن الخفض الضريبي الذي أقره ترامب لصالح الشركات.

قانون العدالة الآمنة والمسؤولة: مشروع شامل لإصلاح العدالة الجنائية.

قانون تعزيز حق الأميركيين في المشاركة الانتخابات.

وعود جرى التخلي عنها

وعد بايدن، بعيد فوزه في الانتخابات، بإنشاء لجنة رقابية تشرف على الشرطة، لكن البيت الأبيض قال في وقت سابق من أبريل الجاري إنه تم التخلي عن المشروع.

وأضاف أن اللجنة لن تكون الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق أولويات بايدن في مجال إصلاح الشرطة

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً