كشفت صحيفة 'ريبورتر' الأثيوبية اليوم أن الملئ الثاني لـ سد النهضة أوشك على الانتهاء مع توقع اكتمال الملئ اليوم، وقالت الصحيفة إن الزيادات في كمية المياه التي دخلت الخزان في الأيام الأخيرة كثيرة جداً، حتى ليلة 18 يوليو،وعلى أثر ذلك توقعت الإدارة العامة للخزانات بوزارة الري والموارد المائية السودانية، حدوث زيادة في وارد مياه النيل الأزرق بسبب هطول أمطار غزيرة في الهضبة الإثيوبية.
انخفاض مياه سد الروصيرص
كما أكدت وسائل اعلام سودانية يوم السبت الفائت، أن واردات مياه سد الروصيرص، الذي يبعد نحو 20 كم عن سد النهضة الإثيوبي، قد انخفضت بنسبة تصل إلى النصف.
وأكدت وسائل اعلام سودانية قالت: إن 'إدارة سد الروصيرص السوداني الذي يبعد نحو 550 كم عن العاصمة الخرطوم، تأكيدها استمرار انخفاض واردات مياه السد من النيل الأزرق بنسبة 50%'، مشيرة إلى أن 'تأخر استئناف المفاوضات حول سد النهضة بين كل من السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، سوف يعرّض سد الروصيرص للخطر'.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ جيولوجيا والمواد المائية بجامعة القاهرة، عبر صفحته الرسمية في 'فيسبوك'أن السودان تعرض إلى نقص في المياه أثناء التخزين الأول لسد النهضة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو 2020، وفتحت إثيوبيا بوابتين منتصف أبريل الماضي، لتصريف جزء من مياه خزان سد النهضة لتجفيف الممر الأوسط ووضع حوالي 8 أمتار خرسانة تحجز حوالي 3 مليارات متر مكعب بداية من الأسبوع المقبل 23 يوليو، بعدها يمر الفيضان من أعلى الممر الأوسط.
وأشار: 'منذ منتصف أبريل الماضي والنيل الأزرق يستقبل 50 مليون متر مكعب فقط، وكان هذا طبيعيًا في الأشهر من أبريل إلى يونيو، ولكن مع بداية الموسم تزداد هذه الكمية في يوليو لتصبح 150 في بدايته إلى 400 متر مكعب في نهايته، ولكن ما يصل سد الروصيرص كمية ثابتة من الفتحتين إلى أن يمر الفيضان من أعلى الممر الأوسط، ومن هنا سيقل إيراد النيل الأزرق نسبة إلى ما كان يأتيه في نفس الوقت من الأعوام السابقة إلى حوالي 15% بداية من الأسبوع المقبل، بعدها سيأتي إليه كامل الفيضان'.
وتابع خبير الموارد المائية: 'التخزين الثاني يختلف عن الأول في أنه حاليًا يمر 50 مليار متر مكعب يوميًا عكس العام الماضي، حيث لم يكن يمر أي شيئ وقت التخزين، حيث يحتوي سد الروصيرص حاليا على أقل من 2 مليار متر مكعب من المياه.
الملء الثاني لسد النهضة سينتهي خلال أيام
علق خبير المياه المصري الدكتور نادر نور الدين، على انخفاض منسوب المياه في سد الروصيرص إلى النصف بالسودان، مرجحا أنها قد تقل إلى 20% فقط في الأيام القادمة، قائلاً أن 'من الطبيعي أن تقل كمية المياه الواصلة إلى سد وخزان 'الروصيرص' إلى النصف وقد تقل إلى 20٪ فقط في الأيام القادمة'.
وأرجع الخبير في تصريح لروسيا اليوم سبب انخفاض كمية المياه في السد إلى تعلية الحاجز الأوسط للسد الإثيوبي الذي يسمح بمرور مياه النيل الأزرق والسماح فقط بمرور المياه إلى السودان ومصر من الفتحتين السفليتين للسد والتي تسمح بمرور من 50 إلى 70 مليون مترا مكعبا فقط في اليوم وتخزين الباقي أمام السد (تخزين من 300 إلى 400 مليون متر مكعب يوميا أثناء يوليو وأغسطس).
وتابع: 'هذا يعادل أقل من 20٪ مما تعودتا مصر والسودان على استلامه في مثل هذا التوقيت من كل عام بما يمثل صدمة مائية لمصر والسودان بسبب تقليص 80٪ من حصتهما من مياه النيل الأزرق وبالتالي تؤثر على كل محطات الشرب في شرق السودان وكذلك على توليد الكهرباء من سدود الروصيرص وسنار وميروي دون توفير إثيوبيا لمصدر بديل لهذه المياه ليعوض مصر والسودان عن هذا النقص الكبير الجائر خاصة أن الفيضان مازال في أيامه الأولى، ولا يمكن التنبؤ بمستواه العالي أو المنخفض قبل منتصف أغسطس القادم حيث تكون إثيوبيا قد انتهت من التخزين قبل منتصف أغسطس، وبعدها تبدأ مياه الفيضان في الوصول إلى السودان ومصر'.
وتصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ لسد النهضة بالمياه في يوليو الجاري وأغسطس المقبل حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي تقيمه على النيل الأزرق الرافد الرئيس لنهر النيل.
في حين تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية وضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليارا على الترتيب.
وفي 8 يوليو الجاري خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.