أطلقت وزارة الصحة والسكان، المشروع القومي للتبرع بالبلازما، وذلك ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، والذي سيضع مصر في مصاف الدول الرائدة في مجال تجميع وتصنيع مشتقات البلازما بهدف تأمين احتياجات المرضى من المستحضرات الدوائية المشتقة من البلازما.
وتكشف 'أهل مصر' لقرائها ومتابعيها أهمية المشروع بالنسبة لعدد كبير من المرضى فضلا عن فوائده للمتبرعين أنفسهم وللدولة ككل.
أهمية تصنيع مشتقات البلازما
في البداية، أوضح الدكتور أسامة الشحات، استشاري أمراض وزراعة الكلى، ونقيب أطباء الدقهلية، أن مشتقات البلازما تعتبر صناعة استراتيجية تنقذ حياة كثير من الناس وفي مصر كان لدينا مشكلة في تصنيع مشتقات البلازما فكان يتم استخدام مكونات الدم الكامل للمرضى ولكن الدم له مكونات كثيرة منها: كرات الدم البيضاء، كرات الدم الحمراء، الصفائح الدموية، والبلازما، مشيرا إلى أن الكيس الواحد في تصنيع البلازما من الممكن أن يفيد 10 مرضى.
وقال الدكتور أسامة الشحات، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، إن الفكرة بدأت بفصل مكونات الدم فأكياس الدم نفسها غير متوفرة، ففي مرضى الكلى مثلا يتم زرع الكلى ويحتاج المريض فصل بلازما ويحتاج حينها عدد كبير من أكياس الدم من 5 – 10جلسات ويكون ذلك صعب عليه وبالتالي مكلف جدا ومن أمراض الكلى التي تحتاج ذلك الذئبة الحمراء ومرضى MS والمتلازمات وأمراض الدم وعلى رأسها الهيموفيليا.
مشتقات البلازما تعتبر سلعة استراتيجية
وأضاف استشاري أمراض وزراعة الكلى ونقيب أطباء الدقهلية، أن مشتقات البلازما تعتبر سلعة استراتيجية ووجودها في مصر مهم جدا في كثير من الأحيان، لافتا إلى أن هناك حملة إعلامية تابعة لوزارة الصحة في تشجيع المواطنين للتبرع بالدم ولكنها تصعد ومن ثم تقل الحماسة بها ولكن حملات التبرع بالدم تتم أيضا في مناسبات كثيرة، حيث أن الناس يجب أيضا أن يعرفوا أهمية التبرع بالدم خاصة أنه في خلال عام سيكون هناك مراكز تغطي كل محافظة لأنها صناعة مهمة وتساعد في انقاذ عدد كبير من المرضى فضلا عن توفير دخل قومي كبير للدولة.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد ومؤسس وحدة أمراض الكبد بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن التبرع بالبلازما يختلف عن التبرع بالدم؛ فالتبرع بالبلازما يمكن أن يتم مرة أو مرتين كل أسبوع ولكن التبرع بالدم يكون مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، مؤكدا أهمية التبرع بالدم أو البلازما للمتبرع لأنه يؤدي إلى تجديد نشاط النخاع العظمي وهو مصدر التكوين وبالتالي يجدد الخلايا والنشاط وهذا من حيث الأهمية الطبية للمتبرع.
وقال الدكتور محمد عز العرب في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، إن التبرع بالبلازما يفيد كثير من المرضى حيث يمثل أهمية قصوى لأمراض الدم المختلفة وأبرزها الهيموفيليا بأنواعها A و B نتيجة نقص factor 8 أو factor 9 حيث أن المرضى لديهم مشكلة ففي حالة حدوث نزيف داخلي خاصة في المفاصل نتيجة صدمة بسيطة تؤدي إلى نزيف داخل المفصل نفسه ويستمر نتيجة عدم وجود عناصر التجلط مما يؤدي إلى نزيف مستمر وتورم ومن الممكن أن يؤدي إلى نوع من مادة صلبة يصل الحال إلى تدمير المفصل والحل النهائي هو البتر لإنقاذ الحياة ومنع حدوث غرغرينا والتهابات وفي بعض الأحيان تحدث الوفاة بينهم نتيجة تأخر factor 8 لذا فمرضى الهيموفيليا أكثر من يستفيدون من تصنيع مشتقات البلازما.
البلازما تحتاج إلى تكنولوجيا تصنيع وفصل عالية
وأضاف أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، أن مرضى الكبد غير المتكافئ أيضا يعتبر الأمر ذو ضرورة لهم لأنه عندما يحدث التهابات ومضاعفات يتم علاجهم بالألبومين البشري لمنع الوصول إلى الوفاة، بالإضافة إلى مرضى الكلى لديهم نقص في الألبومين البشري فضلا عن مرضى الحروق خاصة من الدرجة الثانية والثالثة لإنقاذ حياتهم، فبالتالي البلازما ومشتقاتها مهمة جدا وتعتبر حيوية في ANTI D أي حقن الـ RH المخصصة للحوامل بعد الولادة مباشرة خلال 72 ساعة لإنقاذ حياة الطفل الثاني والثالث إذا اختلفت فصيلة الدم للزوجين RH + أو RH- ويتم استيرادها من الخارج ونعاني في فترات كثيرة من وجود نقص بها وبالتالي سيتم توفيرها لدينا.
وأكد أن البلازما مهمة جدا وتحتاج إلى تكنولوجيا تصنيع وفصل عالية، موضحا أن مصر ستدخل في هذا المجال المهم مما سيوفر عملة صعبة وسنكون مركز إقليمي مهم لتصدير البلازما إلى دول الخارج والدول الإفريقية حيث أننا متعاقدين مع شركة اسبانية بهدف نقل التكنولوجيا المعرفية كما أن المراكز بدأ فيها العمل بإتباع لوجستيات مختلفة وجودة عالمية تختلف كثيرا عن نقل الدم لأنها صناعة حيوية ومهمة تفيد كثيرا في مسألة الدخل القومي فضلا عن كونها مهمة للمرضى في انقاذ حياة الكثيرين من المضاعفات التي تؤدي للوفاة.
ولفت المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أنه يجب أن نشكر جهود الدولة لتوفير العناصر النادرة التي يتم استيرادها من الخارج، فالمشروع القومي للتبرع بالبلازما، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، سيضع مصر في مصاف الدول الرائدة في مجال تجميع وتصنيع مشتقات البلازما ويخدم كثير من المرضى في عدد من الأمراض التي تؤدي إلى وفاة.
أول متبرع بالبلازما
قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، إن إطلاق المشروع القومي لتجميع البلازما يعتبر نقلة صحية لمصر والمنطقة، مضيفة: 'كنت أول متبرع في المشروع القومي لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما.. وتم فتح باب التبرع بالبلازما للمساهمة في إنقاذ لحياة الكثير من المرضى'، وتابعت: 'أي مواطن فوق الـ 18 سنة يمكنه التبرع بالبلازما ويتم إجراء كل الفحوصات الطبية لمن يتبرع بالبلازما الخاصة به وتلك الخدمة مجانية للتأكد من سلامة المواطن والاطمئنان على صحته'.
تصنيع مشتقات البلازما
يساهم المشروع القومي للتبرع بالبلازما في تأمين احتياجات البلاد من مشتقات البلازما خلال 6- 8 سنوات، والتصدير إلى الأسواق الإقليمية بعد الاكتفاء الذاتي، حيث أنه يعتبر أعلى تصنيع في العالم بمجال تصنيع المواد الحيوية والبيولوجية كما تم ميكنة جميع الخدمات بكافة مراكز تجميع البلازما على مستوى محافظات الجمهورية، فضلا عن تخصيص فريق ثابت من التواصل المجتمعي للتواجد بجميع مراكز تجميع البلازما، لتكثيف حملات التوعية الصحية للمواطنين وتعريفهم بأهمية وشروط التبرع، بالإضافة إلى أنه تم عمل عقد مع الشركات الدولية بجانب تجهيز مراكز تجميع البلازما، كما الانتهاء من تجهيز 8 مراكز، ويرتفع عددها بنهاية العام إلى 20 مركزا، كما سيتم إنشاء مركز تجميع بلازما لأغراض التصنيع في كل مستشفى جديد ضمن مباردة حياة كريمة.
الأمراض التي يتم علاجها من مشتقات البلازما
(الحروق- أمراض الكبد- أمراض المناعة- سرطان الدم- أمراض سيولة الدم 'هيموفيليا'- أمراض الكلى).
وأوضحت الوزارة أن هناك منظومة إلكترونية تخص عملية التبرع في المراكز المخصصة لذلك بالمحافظات بداية من استقبال المتبرع وتسجيل البيانات الشخصية والتاريخ المرضى مرورًا بغرفة الفحص لتوقيع الكشف الطبي على المتبرع وقياس الوظائف الحيوية، وتعريف المتبرع بجميع المعلومات الخاصة بعملية التبرع والإجابة على جميع استفساراته قبل الإقرار على نموذج الموافقة بالتبرع والحصول على الكود التعريفي.
تطبيق المنظومة الإلكترونية في التصنيع
ويوجد بالمراكز وحدة حفظ أكياس البلازما، حيث يتم تسجيل مواصفات العينة على المنظومة الإلكترونية عن طريق الكود التعريفي، ثم حفظها بثلاجات التبريد والتي تم تجهيزها وفقًا لأعلى مواصفات الجودة بالإضافة إلى تزويدها بنظام تسجيل آلي بنظام RFID) ) لمتابعة عملية حفظ ونقل أكياس البلازما، حيث أن جميع المراكز مميكنة ومزودة بأحدث الأجهزة والوسائل التكنولوجية في هذا المجال وفقًا للمعايير العالمية وبإشراف خبراء من منظمة الصحة العالمية، تمهيدًا لاعتماد تلك المراكز دوليًا.
مراكز تجميع البلازما على مستوى الجمهورية
(مركز الدكتور إيهاب سراج الدين لخدمات نقل الدم وتجميع البلازما بالعجوزة- محافظة الجيزة - المركز الإقليمي لنقل الدم بمدينة دار السلام - المركز الإقليمي لنقل الدم وتجميع البلازما بالعباسية- محافظة القاهرة - المركز الإقليمي لنقل الدم بمدينة طنطا محافظة الغربية- المركز الإقليمي لنقل الدم بمحافظة المنيا - المركز الإقليمي لنقل الدم بمحافظة الإسكندرية).
يذكر أن الحملة القومية لتجميع البلازما لأغراض التصنيع بدأت 15 يوليو الجاري ويتم تطبيق جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا بمراكز تجميع البلازما، بالإضافة إلى أعمال النظافة والتخلص الآمن من النفايات الخطرة وفقًا لبروتوكولات مكافحة العدوى، مع عمل متابعة الصيانة الدورية لجميع الأجهزة، ويتم تلقي استفسارات المواطنين عن المشروع على الخط الساخن (١٥٣٣٥).