أردنية تقيم في الشرقية تستغيث بالرئيس: «20سنة ساقطة قيد وعايزة إثبات هويتي» (فيديو)

أقسم الشقاء ألا يفارق سيدة ما منذ الشهر الأول لولادتها، وعزم على مرافقتها عقدا بعد عقد، حتى تخطت الأربعين وهى تحمله مطبقا على أنفاسها، حتى فاض بها الكيل وضاقت الدنيا بها، فصرخت مستغيثة إلى الله؛ لكي يسمع شكواها، ولعل الخير قادما يسوقه الله إليها، على يد أحد المسئولين في مصر والأردن الشقيقة، ويعوضها الله عن مرارة الأيام التي عاشتها سنوات طوال.

'عليا حسين أحمد مناوي' امرأة بسيطة الحال، لا تعرف كم بلغت من العمر، فهى لا تجيد القراءة أو الكتابة، أو حتى تستطيع التعامل خارج حدود قريتها الصغيرة، التي أقبلت عليها في مصر مع زوجها منذ أكثر من 20 عام، مودعة وطنها الأردن الذي احتضنها بعد هجرتها مع أسرتها من وطنها الأم فلسطين، يبدو أنها في أواخر الأربعين من العمر إلا أن همومها وأوجاعها الصارخة في ملامحها تعلن عن أكثر من ذلك.

هجرتها للأردن اتقاء ويلات الحرب

وروت عليا، في حديث خاص لـ 'أهل مصرإنها فلسطينية الأصل، وكانت ما زالت طفلة عمرها شهر أثناء حرب فلسطين، وكان أبويها قد أنجبا 5 أبناء، وعندما اشتدت الحرب تفرق شمل الأسرة، فأخذ كل عم من أعمامها واحد من أشقائها ليرعاه، وتفرقوا في البلاد العربية، فمنهم من سافر العراق ومنهم من ظل في منطقة آمنة في فلسطين، وكان نصيبها أن تهاجر مع أمها وأبيها وأخوالها إلى الأردن، هجرة لا رجعة بعدها اتقاء ويلات الحرب.

وتابعت أن قبل وصولهم إلى الأردن وخلال معافرتهم في الخروج من فلسطين استشهد والدها، وكانت عناية الله مرافقة لها، واصطحبتها والدتها إلى الأردن لتستقر بها، لافتة إلى أنها لم تتلق التعليم وكانت فقيرة الحال، ثم تعرفت بشاب مصري يعمل بالأردن، واتفقا على الزواج، فهو كان مغادرا عن مصر ولم يعرف أهله عنه خبرا، واتفقا على العودة إلى مصر حال إتمام الزواج.

وأضافت بالقول: 'اطمئنت والدتي بعد خطبتي ولكنها لم تقر عينيها بزواجي، إذ توفت قبل إتمام الزواج بأربعة أعوام، واستمريت انا وزوجي نكدح لإتمام الزواج بسبب الوضع المالي السيئ، وبعد شهور بسيطة أنجبت طفلي الأول، وعزمت على العودة لمصر بطفلي الذي لم يكمل من العمر عامين.

عدم امتلاكها أوراق ثبوتية

وأردفت عليا: 'كان زوجي يعمل في مصر لحامًا بإحدى الشركات الخاصة بعدما استقر بنا الحال في قرية كفر أبو نجم التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، ومنذ العام الأول لم أفكر في العودة إلى الأردن، ولم أجدد أوراقي الأردنية 'جواز السفر وبطاقة الرقم القومي'، لافتة إلى أنها عاشت في كنف أسرة زوجها نحو 13 عام وأنجبت خلالهما ولد وبنت، ثم اختار القدر زوجها وتوفي تاركًا إياها و3 أبناء، مردفة أنها كانت تتقاضى معاشا بلغت قيمته نحو 1900 جنيه، لا تملك من حطام الدنيا إلاه، وتوقف بسبب عدم حصولها عليه لعدم امتلاكها لأوراق رسمية تثبت هويتها، خاصة وأن اللقب يحتاج لفيزا تتعامل بها مع مكاتب البريد وماكينات الصرف باسمها ورقم هويتها'.

وقالت: 'ليس لدي أي إثبات هوية في مصر، كما لم أستطع الخروج من منزلي ولم استطع التعامل بشكل رسمي وذلك لأنني ليس لدي قيد في مصر، لافتة إلى خوفها الشديد إذ كتب الله أجلها وتوفيت، متسائلة كيف يتم عمل تصريح دفن لي وأنا غير موجودة رسميا في الدولة، معلقة: 'أنا خايفة أموت وملاقيش قبر يضمني، واتعب ولادي علشان يدفنوني'.. حسب قولها.

تعنّت السفارة الأردنية

وأكدت عليا أنها ذهبت مرات عديدة للسفارة الأردنية في مصر، لطلب تجديد أوراقها الرسمية 'جواز سفرها وبطاقة الرقم القومي'، إلا أن رد السفارة الأردنية كان متعسفا حسب قولها، إذ طالبوها بإحضار شهاد ميلاد أحد أشقائها وهى لا تعلم إن كانوا أحياء أم أموات ولا تعرف سبيلا للوصول إليهم، فضلا عن مطالبتهم لها بإرسال أحد إلى العاصمة الأردنية الهاشمية للاستعلام عن بياناتها كاملة وإفادة تامة بأنها مواطنة أردنية تحمل رقم قومي وجواز سفر من المملكة، ليتيحوا لها تجديد أوراقها الخاصة، وبالتالي تستطيع استخراج هوية رسمية من مصر، متابعة: 'أنا أولادي وزوجي مصريين ولي حق الإقامة والجنسية'.. حسب تعليقها.

وناشدت عليا المسئولين في مصر وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وكذلك المسئولين في الأردن بحل مشكلتها ومساعدتها، حيث فاض بها الكيل وليس لديها مصدر دخل تعيش منه حياة كريمة، وتخشى الخروج من قريتها الصغيرة؛ لأنها لا تحمل إثبات هوية، مؤكدة أنها تسعى من أكثر من 7 سنوات منذ فارق زوجها الحياة للحصول على إثبات شخصية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً