باعت وطنها في أحضان ضابط الموساد «أبو يعقوب».. نهاية الجاسوسة انشراح موسى بعد سنوات بئر الخيانة

الجاسوسة انشراح موسى
الجاسوسة انشراح موسى

أعلنت وكالة الأنباء العالمية، اليوم الثلاثاء، نبأ وفاة الجاسوسة المصرية انشراح موسى، عن عمر يناهز 87 عامًا، التي عملت لصالح الموساد الإسرائيلي، وتم دفنها على الشريعة اليهودية.

6 سنوات من الجاسوسية قضتها انشراح موسى أو «دينا بن ديفيد»، كما أسموها في تل أبيب، هي وزوجها إبراهيم سعيد شاهين وابنهما 'نبيل'، بعدما نهشت لحم بلدتها وباعت وطنها مقابل حفنة دولارات في وقت كانت مصر تنزف فيه من ألم الحرب والهزيمة.

تعرفت انشراح على زوجها إبراهيم شاهين، ويعمل موظفًا للحسابات في مكتب مديرية العمل بالعريش، ورغم أنه لم يحمل أية مؤهلات سوى الشهادة الإعدادية، إلا أن الفتاة صعيدية الأصل، التي ولدت في المنيا، وافقت على الزواج منه، فور تقدمه للإرتباط بها، على الرغم من معارضة والدتها لبعد المسافة بين المنيا والعريش، غير أن 'انشراح' تمسكت به، تزوجته وانتقلت للعيش معه في العريش.انشراح موسى

أنجبت انشراح مولودها الأول نبيل سنة 1955، ومن بعده محمد عام 1956، ثم عادل عام 1958، وفي 1963 اتفقا على إرسال أولادهم إلى عمهم بالقاهرة ليواصلوا الدراسة هناك، وليعيشوا حياة رغدة بعيداً عن مظاهرة البداوة وظروف الحياة الأقل حظاً من العاصمة، وخلال تلك الآونة اتهم زوجها إبراهيم شاهين بالرشوة وألقي القبض عليه، وتم حبسه عدة أشهر، وبعد الإفراج عنه فقد عمله وأصبح عاطلًا لا يملك قوت يومه، وفي أعقاب الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، لتبدأ بعدها رحلة سقوط «انشراح» في بئر الخيانة.

وسط مناخ نكسة يونيو، ظلت تبكي انشراح الليل والنهار حتى قارب عودها على الذبول، وأوشك جمالها أن ينطفئ، ووجد إبراهيم أن الحياة في العريش كما لو كانت في الأسر، ضاقت الحياة على إبراهيم وانشراح في العريش، فبعد أن خلا البيت من الطعام والشراب والسرور، وازدادت شوقًا على رؤية أبنائهم في القاهرة، اندفع زوجها ابراهيم إلى مكتب الحاكم العسكري يطلب تصريحاً له ولزوجته بالسفر إلى القاهرة، وبعد مماطلة من جانب الحاكم العسكري، صرخ ابراهيم في وجه الضابط الاسرائيلي قائلاً إنه فقد عمله ودخله ولا يملك قوت يومه، فطمأنه الضابط 'أبو نعيم' ووعده بالنظر في أمر التصريح في أسرع وقت.

سقط ابراهيم في بئر سبع، وباع بلده بحفنة دولارات، مقابل جمع بعض المعلومات عن بلاده، غير أن انشراح عرضت السفر لإسرائيل، لسببين، الأول تصليح جهاز اللاسلكي والثاني رؤية عشيقها 'أبو يعقوب' ضابط الموساد، وحصلت في تلك الرحلة على 2500 دولارًا، ساعدت موسى زوجها في التجسس على بلادها، مما اضطرها لممارسة الجنس مع أحد رجال الموساد، وسافرت بالفعل يوم 26 يوليو 1974 ففوجئ بها ضابط الموساد الإسرائيلي 'أبو يعقوب' ودهش لجرأتها، فأراد الإحتفاء بها فأقام حفلاً صاخباً ماجناً على شرفها انتهى بليلة حمراء، حيث وجدت نفسها صبيحة اليوم الثاني من الحفل عارية على سرير أبو يعقوب، ومارست معه الجنس مرات ثانية بكامل وعيها، وتكررت اللقاءات بينهما على مدار عدة سنوات، لتجد انشراح نفسها تائهة في اسرائيل بين أحضان أبو يعقوب.

انشراح موسى

علمت المخابرات المصرية بتجسس زوجها إبراهيم، فألقى القبض عليه، وانتظرت قوة من الأمن في شقته على أمل تأكل وتشرب وتنام مع أبناءه، دون أن يعلم أحد، على أمل مجيء انشراح في أي لحظة.

بثت المخابرات الإسرائيلية عددا من الرسائل بعد عودة 'انشراح' من إسرائيل واستقبلها المخابرات المصرية على الجهاز الإسرائيلي وبالفعل عادت انشراح لتجد ضابط المخابرات المصرية في انتظارها، وتم اصطحابها للتحقيق معها وزوجها وأبنائها في مبنى المخابرات العامة المصرية، وتم مواجهتهم بما أسفرت عنه تحريات هيئة الأمن القومي، من جمع معلومات وبيعها لصالح الجانب اليهودي.

أصدرت المحكمة العسكرية حكمًا بإعدام إبراهيم وانشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة، وأودع الولدان محمد وعادل بإصلاحية الأحداث نظرًا لحداثة سنهما سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم شاهين شنقا، وقبيل إعدامه، طلب إشعال سيجارة، حتى نفذ ضابط السجن حكم الإعدام عليه، وسقطت جثته بعد توقف نبض القلب لمدة 3 دقائق و25 ثانية، بينما تم الإفراج عن انشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر.

أكد رافيل بن دافيد أو (عادل شاهين) ابن الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى، في حوار صحفي سابق له، أنه تم تغيير أسماء أشقائه للعبرية بعد خروجهم من مصر والتوجه للإقامة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتناقهم اليهودية، حيث تم تغيير اسم والده إبراهيم شاهين إلى بن ديفيد، وكان اسمه داخل الموساد 'موسى'، واختارت والدته انشراح موسى بعد دخولها تل أبيب اسم 'دينا بن ديفيد' وأصبح اسم شقيقه 'نبيل يوسي'، وتغير اسم شقيقه الثالث محمد إلى 'حاييم'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً