اعلان

مباراة أمريكا وإيران.. عندما يكون التسديد لتسجيل الأهداف السياسية

مبارة أمريكا وإيران
مبارة أمريكا وإيران

يلتقي منتخبي إيران وأمريكا مساء اليوم في مباراة من المتوقع أن تكون نارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفق كل استطلاعات الرياضيين والسياسيين والجماهير أيضا، إذ تختلط فيها السياسة بالرياضة في أجواء سيغلب عليها التوتر حتما، فلن يكون الهدف من التسديدات والتمريرات والمراوغات هو أحراز الأهداف الكروية فقط بل أنها ستحمل مآرب أخرى بلا شك .

في ساحة الرياضة

يجري اللقاء في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة في الجولة الثالثة من دور المجموعات ضمن منافسات المجموعة الثانية من بطولة كأس العالم 2022.

وعلى مستوى حسابات كرة القدم يحتل المنتخب الإيراني حاليًا وصافة المجموعة الثانية، برصيد ثلاثة نقاط، بعدما حَقق الفوز الأول له فى البطولة في الجولة الثانية على منتخب ويلز، وأَصبح يحتاج للانتصار فى مواجهة أمريكا؛ ليحسم الصعود والتأهل بصورة رسمية إلى دور الـ 16.

أما فى حال تعادله فإنه سوف يحتاج إلى هزيمة إنجلترا أمام ويلز ؛ لينجح فى التساوي مع الأسود الثلاثة، برصيد أربع نقاط، ومن ثم، يتمكن من التأهل أيضًا، وإذا تَعرض للهزيمة، وفاز منتخب إنجلترا فإنه سيودع البطولة بصورة نهائية.

أما بالنسبة للمنتخب الأمريكي، فإنه لم يعد أمامه أى حلول نهائيًا سوى تحقيق الانتصار في هذا اللقاء، خاصًة بعدما جاء فى المرتبة الثالثة فى المجموعة برصيد نقطتين.

المواجهات السابقة

ولم تكن هذه المواجهة هي المواجهة الأولى، التي يتقابل فيها المنتخبان مع بعضهما البعض. إذ تقابلا المنتخبان من قبل في مباراتين سابقتين، واحدة ودية وأخرى رسمية.

كانت المواجهة الأولى في مونديال 1998، وفازت إيران بهدفين مقابل هدف، أما المواجهة الثانية فكانت يناير من عام 2000 ، وتعادلا 1-1 فى مباراة ودية بكاليفورنيا.

وعن الأجواء التي صاحبت موقعة 1998 ، فقد كانت إيران دون أي فوز من مشاركتها الأولى خلال نسخة 1978 بالأرجنتين، ونجحت في تسجيل انتصارها الأول في مشاركتها التالية في بطولة فرنسا 1998، وبعد خسارتها في المباراة الأولى بهدف دون رد على يد يوغوسلافيا، التقى فريق المدرب جلال طالبي بالمنتخب الأمريكي في مواجهته الثانية في دور المجموعات.

وقد استأثر هذا النزال باهتمام كبير في ذلك الوقت، بسبب التوترات السياسية بين البلدين. لكن في تلك الأمسية، بمدينة ليون، شهدت الجماهير لحظات رياضية خالصة. فقبل انطلاق المباراة وقف لاعبو الفريقين بمعية الحكم أورس ماير لالتقاط صورة جماعية. كما أهدى الإيرانيون خصومهم الأمريكيين ورودا ترمز للسلام.

وحتى المباراة مرت في أجواء رياضية، وتمكنت إيران في النهاية من حسم الفوز لصالحها بنتيجة 1:2 بفضل هدفي حميد إستيل ومهدي مهدافيكيا،. وقلصت أمريكا النتيجة في وقت متأخر بفضل هدف بريان ماكبرايد.

وحتى عند نهاية هذه المباراة التي أحاطتها الكثير من الحساسية والتوتر أبان اللاعبون عن روح رياضية عالية وبرز بوضوح الدور التي تلعبه كرة القدم في التوحيد بين الشعوب، حيث هنأ اللاعبون بعضهم البعض وتبادلوا الأقمصة ولم يتمكن المنتخبان في نهاية الأمر من تجاوز دور المجموعات، حيث تأهلت ألمانيا ويوغوسلافيا عن هذه المجموعة.

مباراة بين المدربين

لم يكتفي مدربي الفريقين بالأجواء المشحونة أساسا بسبب العداء السياسي الذي يجمع البلدين منذ أكثر من 40 عاما، بل شاركوا في تأجيج مشاعر الجماهير بعد التصريحات النارية التي أدلوا بها قبل اللقاء.

فمدرب المنتخب الأمريكي يورغن كلينسمان قال في تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' عن فوز إيران على ويلز: 'هذه ثقافتهم والطريقة التي يلعبون بها كرة القدم، ولهذا السبب كيروش هو المدرب المناسب لهم، بعدما فشل في أمريكا الجنوبية ولم يتأهل معهم لكأس العالم وكذلك مع مصر' وهي التصريحات التي اعتبرت هجوما على مدرب الفريق.

وأضاف كلينسمان: 'عاد مرة أخرى إلى إيران وقد سبق وعمل معهم في الماضي، والأمر ليس صدفة بل يحدث عن قصد، هذه الثقافة في بلادهم، يذهبون كثيرا للحديث مع الحكم ودكة البدلاء كذلك تحاول التحدث مع الحكام المساعدين'.

وتابع كلينسمان: 'هم يحاولون باستمرار استفزاز من أمامهم حتى يفقد تركيزه والأمر يحدث في العديد من الثقافات الأخرى مثل غواتيمالا وهندوراس وكوستاريكا وشاهدته بنفسي خلال عملي مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية'.

كارلوس كيروش

بينما رد كارلوس كيروش مدرب أيران عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: 'عزيزي يورغن، لقد أخذت زمام المبادرة لتقول لي كارلوس، لذلك أعتقد أنه من المناسب أن أقول لك يورغن، أليس كذلك؟'.

وأردف: 'حتى لو لم تعرفني شخصيا، فأنت تشكك في شخصيتي بحكم متحيز، بغض النظر عن مدى احترامي لما فعلته داخل الملعب، فإن هذه التصريحات حول ثقافة إيران ومنتخب إيران الوطني واللاعبين هي وصمة عار على كرة القدم'.

وأكمل البرتغالي: 'لا أحد يستطيع أن يضر بنزاهتنا إذا لم تكن بمستوانا بالطبع، على الرغم من قول ذلك، نود دعوتك كضيفنا، للحضور إلى معسكر الفريق الوطني لدينا، والتواصل مع لاعبي إيران والتعلم منهم عن البلد، وشعب إيران، والشعراء والفن، والجبر، وكل جيل الألفية'.

تابع كيروش: 'الثقافة الفارسية ... واستمع أيضا من لاعبينا إلى مدى حبهم لكرة القدم واحترامهم لها، كمواطن أمريكي-ألماني، نحن نتفهم عدم وجود دعم منك، لا مشكلة'.

وأشار: 'وعلى الرغم من ملاحظاتك الفاضحة على (بي بي سي) التي تحاول تقويض جهودنا وتضحياتنا ومهاراتنا، فإننا نعدك بأننا لن نصدر أي أحكام بشأن ثقافتك وجذورك وخلفيتك وأنك ستكون دائما موضع ترحيب في عائلتنا'.

وختم مدرب مصر السابق رسالته: 'في الوقت نفسه، نريد فقط أن نتابع باهتمام كامل قرار فيفا بشأن منصبك كعضو في مجموعة الدراسة الفنية لقطر 2022، لأنه من الواضح أننا نتوقع منك الاستقالة قبل زيارة معسكرنا، تحياتي.. كارلوس'.

في ساحة السياسة

أما بالنسبة للأجواء السياسية بين البدين فإن الأمر يبدو كما لو أنه بمثابة فتح فوهة بركان ـ إذ تأتي المباراة في وقت توقفت فيه المفاوضات النووية بين البلدين ، بينما تشهد إيران احتجاجات شعبية منذ أكثر من 3 أشهر، تلقى دعما غير مسبوق من الولايات المتحدة ودول الغرب عموما ، و أعلن الرئيس الأمريكي دعمه للاحتجاجات بشكل علني، لذلك فكلا الفريقين يريدان هزيمة الآخر في أي ميدان كان وبأي وسيلة كانت .

الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعم الاحتجاجات في إيران بشكل علني أما على مستوى الجماهير فتشير كل استطلاعات الرأي أن المباراة لا تلقى اهتماما من قبل جماهير الفريقين فحسب ـ بل أن جماهير العالم تترقبها بنفس الشغب، خاصة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط لاسيما أنها المنطقة التي طالما شهدت ساحتها معارك سياسية وعسكرية بين أمريكا وإيران .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً