بعد اشتعال الحرب في السودان، بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دوقلو الشهير بـ'حميدتي'، تجددت المخاوف بشأن تلك الاشتباكات التي سوف تلقي بظلالها على عدة ملفات ومن أهمها ملف سد النهضة، الذي يثير خلافات بشأنه مع دولتي المصب مصر والسودان، وبالتزامن مع استعداد إثيوبيا للملء الرابع لبحيرة السد، الأمر الذي سيلقي بمزيد من الأعباء على مصر وتحركاتها الدولية والأممية في هذا الملف.
مصطفى الفقي: ما يجري في السودان لا يمكن أن يصب في صالح مصر
فمن جانبه قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن ما يجري في السودان لا يمكن أن يصب في صالح مصر بشأن موضوع سد النهضة.
وأضاف مصطفى الفقي، في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سيأخذ السودان في طريق مختلف، في ظل الأوضاع الصعبة الحالية، والدور الذي تلعبه أديس أبابا بصفة عامة، وآبي أحمد تحديدًا في موضوع سد النهضة.
مصطفى الفقي: يجب أن تكون مصر أكثر حذرًا وألا نتورط في مواجهة عسكرية
وشدد 'الفقي'، على ضرورة أن تكون مصر أكثر حذرًا وألا نتورط في مواجهة عسكرية، وأن نكون على إيمان دائم بأن الحل سوف يكون سياسيًا.
وأشار المفكر السياسي، إلى أن موضوع سد النهضة يكتسب أرضية لصالح مصر من فترة إلى أخرى، مضيفًا: "دعونا ننتظر ونرى ما سوف يحدث".
الدكتور مصطفى الفقي
مصطفى الفقي: "إحنا مش محتاجين مجلس أمن أو اتحاد أفريقي أوغيره".
وبسؤاله عن هل مصر بحاجة لانتظار قرارات من مجلس الأمن أو الاتحاد الأفريقي، لدعم موقفها حاليًا، رد قائلًا: 'إحنا مش محتاجين مجلس أمن أو اتحاد أفريقي أوغيره'.
وأكد 'الفقي'، أننا لا نحتاج إلا فهم متبادل بيننا وبين أديس أبابا، يتم به حل موضوع مياه النيل، في إطار صفقة كبرى من العلاقات الإيجابية بين الجانبين، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا عن طريق الأخذ والعطاء.
وفي معرض رده على سؤال أن الجانب الأثيوبي سلك دروب التعنت الدائم ضد مصر، ولم يكن هناك أي إيجابية طوال السنوات الماضية، قال: 'هناك مشروعات كثيرة مشتركة لو تمت سوف يصبح موضوع النيل جزء من كل وليس هو كل الأمر.
عباس شراقي: كان هناك أصوات تطالب باستئناف المفاوضات مرة أخرى ولكنها توقفت تمامًا
من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن الوضع الحالي في السودان سيؤدي إلى استئناف المفاوضات المتوقفة بالفعل، مشيرًا إلى أنه كان هناك أصوات تطالب باستئناف المفاوضات مرة أخرى ولكنها توقفت تمامًا.
وأشار عباس شراقي، إلى أن موعد الملء الرابع لسد النهضة اقترب، موضحًا: أثيوبيا ممكن تزود الملء زي ماهي عايزة، لأن السودان مشغول بما يدور لديه من أحداث، ولا يوجد مراقب، ومصر لن تقدر أن تطلب اجتماعات حاليًا'.
عباس شراقي: إثيوبيا ستنتهز الأحداث للسيطرة على الأراضي المتنازع عليها في شرق السودان
وأضاف أن إثيوبيا سوف تنتهز تلك الأحداث أكثر وأكثر للسيطرة على الأراضي المتنازع عليها في شرق السودان، مشيرًا إلى أن هناك فرصة في ظل التفكك السوداني للوصول لمطلبها وهو الطمع في الحصول على مليون فدان من الأراضي السودانية.
وأشار إلى إثيوبيا تستغل حاليًا الأحداث الجارية في السودان مثلما استغلت قبل ذلك أحداث 25 يناير وأحداث 30 يونيو، حيث استطاعت تزويد ملء السد من 11 مليار متر مكعب إلى 74 مليار.
عباس شراقي: لا يوجد حل أمام مصر سوى استئناف المفاوضات
وبسؤاله عن كيفية الخروج من تلك المأزق، أكد 'شراقي'، لا يوجد حل أمام مصر سوى استئناف المفاوضات، مؤكدًا أن الوضع في السودان لا يشجع على أي شيء، ولايمكن لمصر وإثيوبيا أن يجتمعان بدون السودان.
وتابع أستاذ الجيولوجيا، قائلًا: نتمنى أن يسترد السودان عافيته في أقرب وقت ممكن، كما نتمنى أن تخيب إثيوبيا ظننا، مشيرًا إلى أن تلك الظروف ستخدم أثيوبيا بنسبة 100 %.
عباس شراقي: إذا خرج الاتحاد بأي شىء لن يكون سوى مناشدة فقط
وبسؤاله عن هل الاتحاد الأفريقي أو مجلس الأمن سيكون لهما دور في حل الأزمة، أكد أستاذ الجيولولجيا، أنها مشكلة كبيرة وإذا خرج الاتحاد بأي شىء لن يكون سوى مناشدة فقط، متابعًا: إثيوبيا هتعمل الملء الرابع هتعمله، مفيش مفر'.
وفي معرض رده على سؤال هل هناك مخاوف من زيادة الملء أكثر من الكمية المعلن عنها رد 'شراقي' قائلأ: سياسة فرض الأمر الواقع دي مرفوضة، الأسلوب نفسه مرفوض، حتى لو الكمية مليار متر مكعب، فما بالنا لو التخزين يقرب من 20 مليار.
الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية
وأضاف أن مخزون المياه في سد النهضة العام الماضي، كان حوالي 17 مليار وحاليًا انخفضت النسبة لـ 12 أو 13 مليار لأن هناك مياه تمر بأثيوبيا تُفرغ جزء من الخزان، وذلك تجنبًا لغضب السودان من جفاف النيل الأزرق، مشيرًا إلى أن أثيوبيا لا تريد استفزاز السودان أكثر من ذلك.
عياس شراقي: الدولة لن تترك المواطن يصل لدرجة أنه يحتاج لمياه أو أن يموت من العطش
وشدد 'شراقي'، أن الدولة لن تترك المواطن يصل لدرجة أنه يحتاج لمياه أو أن يموت من العطش، مؤكدًا أنه لن يحدث ذلك مطلقا، لأن الدولة تصرف مليارات طائلة تجنبا لذلك من خلال تبطين الترع محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي، ومحطة بحر البقر ومحطة الحمام الذي سيتم افتتاحها قريبًا، فكل هذه الجهود أتاحت وجود احتياطي بالسد العالي، لكي نعوض المياه التي سوف تحجبها أثيوبيا.
وبسؤاله عن هل هناك تأثير على المدى البعيد، أكد أن مصر صرفت أموال كثيرة لترشيد استهلاك المياه فذلك يعتبر خسارة، وإذا كنا نزرع 2 مليون فدان أرز، فحاليًا سوف نزرع مليون واحد فقط، والمليون الفرق كان ممكن يأتي بناتج 5 ملايين دولار، مشيرًا إلى أن محطات المعالجة، المليار متر مكعب يكلف الدولة 11 مليار جنيه.