يجري جوزيب بوريل ممثل الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي زيارة مهمة لمصر بدأها قبل يومين وتنتهي، اليوم الإثنين، التقى خلالها عددا كبيرا من المسؤولين المصريين وناقش عدة موضوعات وتصدرتها الهجرة غير الشرعية والقضية الفلسطينية وأزمة الطاقة والأمن الغذائي، بجانب تعزيز الشراكة مع مصر.
بوريل وأحمد أبو الغيط
أهمية زيارة بوريل للقاهرة
وعقد بوريل لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، حيث ناقشا المستجدات الدولية والإقليمية، وفي القلب منها تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن تعزيز التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي.
وتطرقت جلسة المشاورات السياسية المعمقة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والأزمات في المنطقة، وبشكل خاص فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، حيث أكد الطرفان الثوابت المتفق عليها لإقامة سلام عادل ودائم وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومبادرة السلام العربية وعلى أساس حل الدولتين.
وتبادل الجانبان وجهات النظر فيما يخص الأزمات في السودان وليبيا واليمن وسبل العمل على تسويتها، وكذلك الحاجة إلى معالجة جذور الأسباب التي أسهمت في تفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية، خاصة عبر البحر المتوسط، واتفقا على أهمية تعزيز وتطوير علاقات التعاون المؤسسي القائم بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك.
بوريل وسامح شكري
20 مليون يورو لمساعدة مصر
ومن جانب آخر، عقد السفير سامح شكري، وزير الخارجية، مؤتمرا صحفيا مع ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أكد خلاله أن مصر قادرة على لعب دور مهم في الاستقرار ومواجهة الهجرة غير المنظمة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن شكري عقد مباحثات موسعة مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بحضور وفدي الجانبين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور حول التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام.
ومن جهته، قال ممثل الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في المؤتمر الصحفي، إن الاتحاد الأوروبي سوف يقدم 20 مليون يورو لمساعدة مصر في استقبال الفارين من السودان، مشيرا إلى أن مصر استقبلت أكثر من 200 ألف شخص فروا من السودان.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أهمية العلاقات الممتدة والشراكة التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي في كافة المجالات.
وقال وزير الخارجية إنه عقد مباحثات ثنائية اعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي الجانبين حيث تم تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرا إلى العلاقة ذات الأولوية والعلاقات الممتدة بين مصر وشركائها الأوروبيين سواء الاتحاد الأوروبي أو الدول الأوروبية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية يقدمان الكثير من الدعم إلى مصر سواء فيما يخص التنمية أو الأمن أو الهجرة، موضحا أن اتفاقية الشراكة بين الجانبين والتي تعود إلى نحو عشرين عاما أتت بعوائد مهمة.
وأوضح أن المباحثات تطرقت إلى العلاقات الثنائية بين مصر والمفوضية الأوروبية في جميع المناحي وأهمية إيجاد فرص جديدة ومجالات جديدة، لا سيما ما يخص الطاقة المتجددة وتنوع مصادر الطاقة والتحدي الخاص بتغير المناخ بالإضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها القضية الفلسطينية وأهمية إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية والوضع في السودان وليبيا وشرق المتوسط والهجرة والتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي.
اتخاذ إجراءات فورية لمحاربة الضالعين
وفي لقاء آخر، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد إنه بحث مع الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي ، ملف الهجرة، وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمحاربة الضالعين في تهريب البشر.
وأضاف بوريل، عبر تويتر: سنواصل تطوير التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر في مجالات الأمن والدفاع ، كما أشار بوريل إلى أنه ناقش أيضاً مع وزير الدفاع المصري الصراع في السودان، والأزمة الليبية، وعملية السلام في الشرق الأوسط.
كان بوريل قد قال، إن التكتل سيواصل العمل مع الجامعة العربية والسعودية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وسيقدم اقتراحات ملموسة في هذا الشأن في الشهور المقبلة.
ومن المنتظر أن يعقد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
زيادة وتيرة الهجرة غير الشرعية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن سمير، الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، إن زيارة بوريل تأتي في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي الموقعة في عام 2001، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2004، كما أن هناك علاقة خاصة تجمع دول الاتحاد الأوروبي مع مصر، ودائمًا ما كانت هناك زيارات متبادلة رفيعة المستوى.
وأوضح سمير ـ في تصريحات له، إن زيارة بوريل تأتي في ظروف مختلفة وتوقيت مهم، في إطار معاناة الاتحاد الأوروبي من زيادة وتيرة الهجرة غير الشرعية من دول شمال أفريقيا، وسعي دول الاتحاد الأوروبي لتنفيذ سلسلة من الإجراءات لوقف الهجرة، وهناك تقدير للدور المصري في هذا الملف، خاصة أن القاهرة أعلنت منذ عام 2016 وقف خروج مراكب الهجرة غير الشرعية من سواحلها.
وتابع: ملف العلاقات الاقتصادية هو محور الزيارة، فالاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري ومستثمر في مصر، إذ وصلت حجم استثماراته إلى 38.8 مليار يورو تمثل 39% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد، في حين شهد عام 2022 طفرة كبيرة في الصادرات المصرية لدول التكتل وصلت إلى 16 مليار يورو.
وأكد أن الملفات العربية جزء رئيسي من زيارة بوريل، خاصة الأزمات التي تتعلق بالإقليم خاصة سوريا والسودان وفلسطين.