تحطم مروحية رئيسي كشفت هشاشة الطيران بإيران.. كيف تقوم طهران بعمليات الصيانة لطائراتها؟

حطام طائرة الرئيس الإيراني
حطام طائرة الرئيس الإيراني

تسبب سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومقتله ووزير خارجيته أمير حسين عبد اللهيان، الأحد الماضي في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي شرقي البلاد، في إثارة الجدل والحديث عن مقومات الطيران المدني الإيراني، ولماذا كان يستقل الرئيس الإيراني طائرة ذات مقومات ضعيفة، وفق ما وثقت لقطات فيديو للطائرة، فيما طرح البعض تساؤلات حول ما اذا كانت العقوبات الأمريكية قد طالت قطاع الطيران المدني وتسببت في إضعاف أسطولها الجوي؟.

طائرة الرئيس الإيراني

بالنظر إلى نوع الطائرة التي كان يستقلها الرئيس الإيراني وسقطت فوق أحد الجبال شمالي شرق البلاد، فهي عبارة عن طائرة هليكوبتر من نوع بيل 212 (Bell 212) أمريكية الصنع، تعود إلى حقبة الستينيات من القرن الماضي، وهي من صناعة شركة 'بيل هليكوبتر' (الآن تسمى بيل تيكسترون Bell Textron).

وتعد طائرة بيل 212 ترقية للطائرة الأصلية UH-1 Iroquois التي كانت تستخدمها أمريكا وكندا في ذلك الحين، حيث منح التصميم الجديد الطائرة محركين توربينيين بدلاً من محرك واحد، ما يمنحها قوة وقدرة حمل أكبر، وذلك وفقاً لوثائق التدريب العسكري الأمريكي.

لماذا فشلت إيران في استيراد طائرات أمريكية أو أوروبية لتطوير أسطولها من الطائرات المدنية، وما هي علاقة ذلك بالعقوبات الأمريكية على طهران؟

بين عامي 1980 و2010، وصل العدد الإجمالي للضحايا المرتبطين بحوادث الخطوط الجوية الإيرانية إلى ما يقرب من 1800 ووقعت 59% من هذه الحوادث بين عامي 2000 و2010 فقط، وهذه الحوادث كانت نتيجة لعدم قدرة إيران على تحديث طائراتها، بسبب العقوبات الأمريكية عليها، إذ تشير التقارير الأخيرة إلى وجود 220 طائرة بمتوسط ​​عمر 22 عاماً في الأسطول الإيراني بحاجة إلى الاستبدال وقد جعلت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة من المستحيل على شركات الطيران الإيرانية إعادة بناء أو تحديث نظام الطيران الخاص بها. ولذلك يتعين على معظم شركات الطيران الإيرانية استخدام الطائرات القديمة.

على وجه التحديد، منعت العقوبات الأمريكية شركات الطيران الإيرانية من شراء أي طائرة مصنوعة بما لا يقل عن 10% من أجزائها من الولايات المتحدة. وفي حين أن هذا يمنعها بوضوح من الحصول على طائرات بوينج جديدة، إلا أن طائرات إيرباص يتم تصنيعها أيضاً بقطع غيار وعمالة من الولايات المتحدة.

وقد كشف رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية، محمد محمدي بكش، أن البلاد ستحتاج إلى أكثر من 370 طائرة جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة لتحقيق الاستقرار في صناعة الطيران، وهو أمر شبه مستحيل.

وأضاف أنه من بين حوالي 330 طائرة مسجلة في إيران، هناك حوالي 180 طائرة فقط تعمل، ما يعني أن ما يقرب من نصف أسطول البلاد متوقف عن الطيران.

العقوبات الأمريكية على قطاع الطيران المدني

في يوليو 2018 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة Mahan Travel and Tourism Sdn Bhd، وهي وكيل مبيعات مقره ماليزيا كان يعمل لصالح شركة طيران Mahan Air، أو بالنيابة عنها، وهي شركة طيران مدرجة في القائمة السوداء. وقال وزير الخزانة الأمريكي آنذاك ستيفن منوشين: 'إن شركة ماهان إير هي شركة الطيران المفضلة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، ما يسهل دعمها للإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط'.

وأضاف: 'إن الإجراء الذي اتخذناه ضد شركة مستقلة تقدم خدمات وكيل المبيعات العامة لشركة ماهان يوضح للجميع في صناعة الطيران أنهم بحاجة ماسة إلى قطع جميع العلاقات والنأي بأنفسهم على الفور عن شركة الطيران هذه'.

وفي أغسطي 2018 وقع الرئيس دونالد ترامب على أمر تنفيذي يعيد فرض العقوبات على إيران ونتيجة لهذه العقوبات، ففي 14 سبتمبر 2018 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة My Aviation Company Limited ومقرها تايلاند لعملها لصالح أو بالنيابة عن شركة Mahan Air، وهي شركة طيران إيرانية كانت مدرجة سابقاً على القائمة السوداء لدعم الإرهاب.

وقال وزير الخزانة آنذاك ستيفن تي منوشين: 'تقوم الخزانة بقطع مزود خدمة آخر يعمل نيابة عن شركة طيران ماهان، وهي شركة طيران خاضعة للعقوبات تنقل الجنود والإمدادات إلى الرئيس السوري بشار.

وقد سبق أن تم إدراج شركة ماهان إير في أكتوبر 2011 لتقديمها الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، المسؤول عن العمليات في الخارج.

استكمالاً لسلسلة من العقوبات الأمريكية على القطاع المدني في إيران، ففي نوفمبر 2018 أعادت وزارة الخزانة الأمريكية فرض العقوبات على إيران التي تم رفعها أو التنازل عنها في يناير 2016 بموجب الاتفاق النووي. حيث فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على أكثر من 700 فرد وكيان وطائرة وسفينة، وهو أكبر إجراء يتخذه في يوم واحد على الإطلاق ويستهدف النظام الإيراني.

وشملت الأهداف البنوك، بما في ذلك البنك المركزي الإيراني، وشركة النفط الإيرانية، والعديد من الجهات الاقتصادية الرئيسية الأخرى مثل شركات طيران ايرانية.

كذلك وفي مايو 2020 فرضت وزارة الخزانة عقوبات على شركة مقرها الصين لتقديم خدمات لشركة طيران ماهان، وهي شركة طيران إيرانية فُرضت عليها عقوبات في عام 2011 لدعمها قوة القدس النخبوية. وقد قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن شركة ماهان إير قد قامت بنقل المقاتلين والأسلحة والمعدات والأموال لدعم النظام السوري ووكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله. كانت شركة Shanghai Saint Logistics Limited هي الشركة السابعة التي تمت معاقبتها لعملها كوكيل مبيعات عام لشركة Mahan Air.

أما في أغسطس2020 ففرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركتين مقرهما في الإمارات العربية المتحدة لقيامهما بتوفير قطع الغيار والخدمات اللوجستية لشركة الطيران الإيرانية ماهان إير.

وقال وزير الخزانة الأمريكي حينها ستيفن منوشين: 'يستخدم النظام الإيراني شركة ماهان إير كأداة لنشر أجندته المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأنظمة الفاسدة في سوريا وفنزويلا، وكذلك الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط'.

لم تتوقف العقوبات الأمريكية عند هذا الحد، ففي يناير2021 وسعت الولايات المتحدة العقوبات على صناعتي الدفاع والشحن الإيرانيتين وفرضت الإدارة عقوبات على ثلاث شركات تصنيع أسلحة وسبع شركات شحن دولية واثنين من مديري الأعمال الإيرانيين واستهدفت عقوبات الشحن الامريكية الشركات الإيرانية والصينية والإماراتية التي تتعامل مع شركة الشحن البحري الوطنية الإيرانية وزعمت وزارة الخارجية أن الشركات قامت بشحن منتجات الصلب الخام أو الجاهزة جزئياً إلى إيران في انتهاك للعقوبات الأمريكية. كما فرضت الإدارة عقوبات على محمد رضا مدرس خيباني، الرئيس التنفيذي لشركة IRISL، وحميد رضا عظيميان، الرئيس التنفيذي لشركة مباركة للصلب وفي أبريل 2023.

ما هي مروحية بيل 212؟

محاولات إيرانية سابقة لشراء طائرات مدنية

ورغم العقوبات الأمريكية على قطاع الطيران المدني، فإن قطاع الطيران المدني في إيران لعب دوراً حيوياً في دعم النظام وسياساته في الخارج، ونجحت العقوبات الأمريكية في الحد من وصول إيران إلى الطائرات الحديثة وقطع الغيار والخدمات اللازمة لإبقائها قيد التشغيل لعقود من الزمن، وأسطولها الجوي القديم قد تراجع من حيث الكم والنوع مع مرور الوقت.

ولقد حاولت إيران القفز على هذه العقوبات التي 'كبلت' طهران من شراء أي طائرات جديدة، فكانت إحدى محاولاتها في ديسمبر 2022، حيث اشترت إيران أربع طائرات عريضة البدن من طراز إيرباص A340 من خلال سلسلة معقدة من الإجراءات المصممة لإخفاء وجهتها النهائية. وكانت الطائرات مملوكة سابقاً لشركة الخطوط الجوية التركية، وتم بيعها لشركة مقرها هونغ كونغ والتي قامت بتخزينها في جنوب أفريقيا في عام 2019 وعندما غادرت جوهانسبرج كانت الطائرات الأربع تحمل تسجيلاً جديداً، من دولة بوركينا فاسو الأفريقية، ثم انطلقت بعدها إلى أوزبكستان وهبطت في نهاية المطاف في طهران لتؤكد بعدها سلطات الطيران المحلية في إيران انضمام الطائرات الأربع إلى أسطول الطيران المدني الإيراني.

لكن الجانب السلبي بالنسبة لإيران هو أن عمر هذه الطائرات كلها يزيد عن 20 عاماً إحداها معرضة جداً للحوادث لدرجة أنها حصلت على لقب 'مايك المجنون' من طاقم التشغيل السابق لها بسبب أعطالها الفنية المتكررة. لذلك، حتى عندما تنتهي العقوبات الأمريكية على إيران، فنادراً ما تتمكن إيران من الحصول على أي شيء آخر غير الطائرات القديمة والمستعملة.

بالعودة إلى الوراء، وجدنا أنه في عام 2007، اعتمدت أكبر شركة طيران تجارية خاصة في إيران، شركة ماهان إير، على وسيط أرمني لشراء العديد من طائرات بوينغ 747 القديمة. وتتبعت السلطات الأمريكية عملية شراء طائرات 747، وفي عام 2008 عثرت على ثلاث طائرات منها في كوريا الجنوبية، حيث كان يجري تجديدها. وانتهت الإجراءات القانونية ضد المالك الأصلي للطائرة بغرامة باهظة في عام 2010 على المورد الذي يقع مقره في بريطانيا.

على النقيض من ذلك، بعد أن حصلت شركة اسمها ' فارس إير قشم' ، وهي شركة شحن مرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني، على طائرتي شحن قديمتين من طراز بوينغ في عام 2015، لم يتم فرض عقوبات على شركة الطيران حتى عام 2019 ويبلغ عمر كلا الطائرتين الآن أكثر من 30 عاماً وهي طائرات قديمة وتعاني من مشاكل فنية أدت إلى توقفها مراراً وتكراراً.

كذلك وفي عام 2015، وضعت شركة ماهان إير مخططاً يتضمن وسيطاً عراقياً لشراء تسع طائرات إيرباص كانت تديرها سابقاً شركة فيرجين أتلانتيك ، كانت جميع هذه الطائرات في حالة جديدة وجيدة نسبياً : كان عمر إحداها 11 عاماً، والأخرى 12 عاماً، وخمس طائرات عمرها 13 عاماً، وواحدة عمرها 18 عاماً وكانت واحدة فقط أكثر من 20 عاماً.

إقلاع مروحية تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالقرب من الحدود الإيرانية الأذربيجانية في 19 مايو 2024.

لكن وبمرور الوقت، بدأ أسطول طائرات إيرباص 340 التابعة لشركة ماهان إير يعاني من نفس مشاكل الأجزاء والصيانة التي تعاني منها الطائرات الإيرانية في جميع المجالات. وقد يكون هذا هو السبب وراء قيام إيران في نهاية المطاف بنقل أربع طائرات من طراز A340 إلى شركة Conviasa الفنزويلية وإلى الخطوط الجوية العربية السورية ، إذ إنها حاولت مساعدة حلفائها لكي يتخطوا العقوبات الأمريكية.

صفقات إيرانية لم تكتمل

لم تتوقف إيران عن السعي لتطوير قطاع الطيران المدني، وقد استغلت التوقيع على الاتفاق النووي مع أمريكا في عام 2015، ووافقت في ديسمبر 2016 عن طريق شركة الطيران الوطنية الإيرانية على عقد صفقة كبيرة مع شركة بوينغ الأمريكية لصناعة الطائرات لشراء طائرات ركاب بقيمة 16.6 مليار دولار في واحدة من أكثر الفوائد الملموسة لإيران وذلك بعد توقيعها الاتفاق النووي في عام 2015.

صفقة إيران للطيران لشراء 80 طائرة هي أكبر اتفاقية تبرمها إيران مع شركة أمريكية منذ ثورة 1979 والاستيلاء على السفارة الأمريكية. ولديها القدرة على إحداث تحول في صناعة الطيران الإيرانية المتعثرة والمعرضة للحوادث، والتي تعرقلت بسبب سنوات من العقوبات وتغطي الصفقة 50 طائرة من طراز 737 ماكس 8 ذات الممر الواحد، وهي نسخة سيتم طرحها قريباً من خط بوينغ الحالي ضيق الجسم 737.

وتشمل أيضاً 30 طائرة من طراز 777، وهي طائرة ذات محركين وجسم عريض تُستخدم عادةً في الرحلات الطويلة والتي تحظى بشعبية لدى شركات الطيران الأخرى في الخليج العربي مثل طيران الإمارات ومقرها دبي. وسيغطي نصف الطلب نسخة 777-300ER، بينما سيكون الباقي من طراز 777-9 الذي لا يزال قيد التطوير.

وفي سبتمبر 2016، منحت واشنطن الإذن لشركتي 'بوينغ' و'إيرباص' ومقرهما فرنسا ببيع طائرات بقيمة مليارات الدولارات إلى إيران. وتحتاج شركة إيرباص إلى موافقة الولايات المتحدة لأن ما لا يقل عن 10% من مكونات طائراتها من أصل أمريكي لكن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018 الغى هذه الصفقة.

كما وقعت إيران عقدا لشراء 100 طائرة مدنية من شركة 'إيرباص' الفرنسية، ورغم أنها تسلمت 3 منها قبل عودة العقوبات الأميركية، وقامت بشراء عدد آخر من شركة 'إيه تي آر' الفرنسية الإيطالية، فإن الشركات الغربية اعتذرت عن الوفاء بالتزاماتها إثر عودة العقوبات على طهران.

كيف تقوم إيران بعمليات الصيانة لطائراتها داخل البلاد؟

روسيا ونتيجة للعقوبات الأمريكية كذلك عليها بعد الحرب على أوكرانيا، قد لجأت في أبريل من عام 2023 إلى طهران للاستعانة بها من أجل إصلاح إحدى أكبر طائراتها في مجال الطيران المدني، وذلك لأنها لم تكن قادرة على التعامل مع أي شركات أوروبية لإصلاح إحدى طائرات الإيرباص التي تمتلكها.

وقد قامت أكبر شركة طيران روسية بإرسال إحدى طائراتها إلى إيران لإصلاحها للمرة الأولى على الإطلاق، وذلك في إطار اتفاقية التعاون في مجال الطيران المدني بين طهران وموسكو، وأن الخطوط الجوية الروسية، المعروفة باسم إيروفلوت، والتي تواجه عقوبات غربية وسط الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عام، أرسلت مؤخراً إحدى طائراتها من طراز إيرباص إلى إيران لإصلاحها. وقد قامت شركة ماهان إير، شركة الطيران الخاصة ومقرها طهران، بأعمال الإصلاح والصيانة على الطائرة التابعة لشركة الطيران الروسية الرئيسية.

كذلك فقد ذكرت وسائل إعلام روسية أنه تم إرسال طائرة إيرباص A330-300 إلى طهران للصيانة لأول مرة، نقلاً عن مصادر قولها إن ذلك جاء بعد أشهر من المناقشات بين الجانبين، وجاء ذلك بعد أن توقفت شركتا بوينغ وإيرباص، شركتا تصنيع الطائرات في الولايات المتحدة وفرنسا على التوالي، عن بيع قطع الغيار لشركات الطيران الروسية بسبب العقوبات الغربية ومعظم أسطول إيروفلوت المكون من 179 طائرة، وفقاً للتقارير، يتألف من طائرات إيرباص A320، وبوينغ 737-800، وبوينغ 777-300ER.

وقالت وسائل إعلام روسية إن أكبر شركة طيران في البلاد تخطط لإرسال المزيد من طائرات A330 إلى إيران للصيانة إذا سارت الإصلاحات في الطائرة الأولى التي تم إرسالها مؤخراً بشكل جيد ونقلت مجموعة RBC الإعلامية عن متحدث باسم شركة إيروفلوت قوله: 'سيتم إجراء صيانة طائرة إيرباص A330 في إيران من قبل المزود على مجموعة واسعة من الأعمال'، مضيفاً أن شركة ماهان إير 'تمتلك القاعدة المادية اللازمة والشهادات وخبرة واسعة'.

أما بخصوص صيانة الطيران المدني الإيراني فقد قال محمد محمدي بخش، رئيس وكالة الطيران المدني الإيرانية، إن الطائرات الإيرانية المتوقفة عن الطيران بسبب العقوبات الأمريكية، تخضع أيضاً للإصلاحات اللازمة في الوقت الحالي على يد مهندسين إيرانيين. وأشار بخش إلى أن قطع غيار الطائرات تنتجها شركات محلية في إيران، ما قلل بشكل كبير الاعتماد على الشركات الأجنبية، لافتاً إلى احتمال قيام طهران وموسكو 'باستخدام قطع الغيار' التي تنتجها أي منهما.

أزمة قطع الغيار في إيران

نتيجة للعقوبات لم تتمكن شركات النقل الجوي الإيرانية من شراء قطع الغيار من السوق المفتوحة مباشرة، ولهذا السبب سعت بعض الشركات الايرانية إلى الحصول عليها عبر وسطاء وكيانات واجهة تعمل نيابة عنها وعادة ما يتم ذلك عن طريق شركة ماهان إير، ونظراً لقربها الجغرافي من إيران فقد عملت دبي كواحدة من أهم قنوات التهرب من العقوبات في إيران ويمكن العثور على الأدلة على ذلك في قطاع الطيران المدني، إذ إنه وفي فبراير 2014، تم فرض عقوبات على مؤسستين بالمنطقة الحرة في دبي -شركة بلو سكاي للطيران وأفيا تراست- من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية لعملهما نيابة عن شركة ماهان للطيران -واحدة كقناة دفع- والأخرى كأداة لتزويد قطع غيار ومعدات الطائرات مع الولايات المتحدة.

كذلك اشترت شركات الطيران الإيرانية أيضاً قطع غيار أمريكية من موردين في أوروبا وأمريكا الجنوبية باستخدام بائعين خارجيين في أوروبا وشرق آسيا ودول أخرى في الشرق الأوسط والذين كان لديهم مكاتب في طهران، لكن أمريكا استهدفت كل هؤلاء الوسطاء أو الوكلاء الذين كانوا يعملون لصالح الشركات الإيرانية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً