ads

اليورانيوم المخصب تم نقله بالكامل قبل الضربات.. تقرير " البنتاجون" يكشف كذب رواية ترامب

إيران
إيران
كتب : سها صلاح

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، كشفت مجلة 'ناشيونال إنتريست' في تقرير موسّع أن البرنامج النووي الإيراني لم يتعرض للتدمير الكامل رغم الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة. وعلى الرغم من إعلان واشنطن تحقيق 'نجاح تكتيكي'، إلا أن معطيات استخباراتية وتقارير ميدانية تؤكد احتفاظ طهران ببنيتها النووية الأساسية، ما يثير قلقاً دولياً متجدداً بشأن قدرة إيران على استئناف أنشطتها النووية في أي وقت.

التقرير يعيد طرح السؤال الأهم: هل اقترب العالم فعلاً من إيقاف التهديد النووي الإيراني، أم أن ما حدث مجرد تأجيل مؤقت لأزمة مستمرة؟

ما هو وضع البرنامج النووي الإيراني الآن؟

تناولت المجلة تفاصيل دقيقة حول وضع البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة، مؤكدة على لسان عدد من الخبراء والمحللين أن البرنامج لم يُدمَّر بالكامل، ولا تزال لدى إيران القدرة على استئناف أنشطته النووية بسرعة.

وأشارت المجلة إلى أن الضربات، التي ألحقت أضرارًا جزئية ببعض المنشآت، لم تمس جوهر البنية التحتية النووية تحت الأرض، خاصة في منشأة فوردو.

وقد تمكنت إيران من ترحيل مكونات حيوية مثل أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب بعيداً عن الأنظار قبل الغارات، ما حافظ على القدرات الأساسية للبرنامج.

وأوضح التقرير أن المباني العميقة تحت الأرض بقيت على حالها، وهو ما سمح باستمرار القاعدة التقنية للبرنامج النووي، مع احتمالات لإعادة تشغيل نشاط التخصيب خلال أسابيع أو أشهر فقط.

واستند التقرير إلى تصريحات مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية أشاروا إلى أن تأثير الضربات كان تكتيكيًا وليس استراتيجيًا، وأن وزارة الدفاع الأمريكية استخدمت تقييمات دقيقة لتحديد الأهداف، مما قلل من الأثر العام على البرنامج النووي الإيراني.

وفي سياق متصل، ذكر التقرير أن إيران تحتفظ بمخزون كبير من اليورانيوم المخصب بنسبة مرتفعة، وهو ما يكفي لإنتاج برامج نووية عسكرية محتملة، إلى جانب استمرار قدرتها التقنية بفضل وجود عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي المحصنة تحت الأرض.

وفي القمة العليا لحلف شمال الأطلسي 'الناتو'، أعلن الرئيس الأمريكي أن التقييمات الرسمية لا تزال تشير إلى امتلاك إيران برنامجاً نووياً فعالاً، وأن الضربات الأخيرة لم تُقلل من مستوى التهديد النووي الذي تمثله إيران.

ويؤكد التقرير أن الضربات الجوية الأخيرة، رغم قوتها العسكرية والدعوة المصاحبة لها للدبلوماسية، لم تحقق هدفها الاستراتيجي المتمثل في إنهاء تأثير إيران النووي، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب جهودًا دولية مشتركة لتعزيز آليات المراقبة وتحديد مسار واضح نحو استقرار نووي فعّال.

ورغم أن الضربات الجوية الأمريكية استهدفت منشآت نووية حساسة، إلا أن إيران لا تزال تحتفظ بالبنية التحتية والمواد النووية الكافية لإعادة تشغيل برنامجها النووي، مما يجعل تلك الضربات ناجحة جزئيًا على المستوى التكتيكي، لكنها فشلت في تحقيق الهدف الاستراتيجي بإيقاف البرنامج النووي الإيراني نهائيًا.

تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية

وقد أظهرت الاختبارات الميدانية التي أجرتها وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) أن الهياكل تحت الأرض في محطة فوردو لا تزال سليمة إلى حد كبير، وأن إيران نجحت في نقل أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب قبل الغارات الجوية. وفي المقابل، نفى البيت الأبيض هذه النتائج، ووصفت مديرة الاستخبارات التقرير بأنه 'خاطئ تمامًا'، مؤكدة أن المنشآت دُمّرت بالكامل، وأن استعادتها ستستغرق سنوات.

وعن كيفية حماية إيران لمخزونها من اليورانيوم، نقلت المجلة عن خبير في وكالة الاستخبارات ديفيد ألبرايت أن إيران أخرجت أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من المنشآت المستهدفة، وهو ما يكفي لإنتاج ما يصل إلى عشرة أسلحة نووية. وأضاف كيمبال أن الأجهزة والمواد قد نُقلت بمساعدة روسية إلى مواقع آمنة، مما يمنح إيران قاعدة صلبة لإعادة بناء برنامجها النووي في أي وقت.

وأكد ألبرايت أن إيران تمتلك مرافق سرية إضافية، وأجهزة طرد مركزي كثيرة، وأن قدرتها لا تزال قائمة وربما تتكثف بعيدًا عن أنظار المراقبة الدولية. وتُظهر التقارير أن القصف الأمريكي أغلق بعض مداخل المنشآت، لكنه لم يدمر المباني تحت الأرض، ولم يُؤخر البرنامج أكثر من بضعة أشهر، وفقاً لما نشرته شبكة 'سي إن إن' وصحيفة 'نيويورك تايمز'.

تصريحات البنتاجون

وفي مؤتمر صحفي عقده البنتاجون، قال الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن القدرات النووية الإيرانية لا تزال موجودة

فيما أوضح المُتحدث باسم البنتاجون أن المعلومات الاستخباراتية لدينا تُفيد بأن إيران نقلت يورانيوم مخصبًا قبل الضربات وربما أجهزة طرد مركزي، حيث أزالت أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من موقع نووي واحد على الأقل، وهي كمية تكفي لصنع عشر قنابل نووية بعد التخصيب الكامل.

وأكد تقرير صادر عن البنتاجون الأمريكي أن لا أحد يعرف، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مكان وجود هذه المواد حالياً.

زقال إن كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب لا تزال موجودة، وأن احتمال تخصيبها لإنتاج سلاح نووي ما زال قائمًا.

وأشار إلى أن إيران ربما تمتلك آلاف أجهزة الطرد المركزي الأخرى، وأنها قد تكون نقلت مخزونات اليورانيوم إلى منشأة جديدة لإكمال التخصيب في وقت قصير.

وأضاف أن إيران لا تزال تملك القدرة على تصنيع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية للتخصيب، ومن المرجح أنها تمتلك منشآت أخرى لم تتأثر بالقصف الأمريكي أو الإسرائيلي.

من جانبه، دعا جون إيراث، مدير السياسات في مركز مراقبة الأسلحة، إلى استغلال وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إيران وإسرائيل من أجل التفاوض على اتفاق سلام دائم. وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يطالب بمعرفة حجم المواد النووية الإيرانية ومكان وجودها.

واختتم بأن الضربات الإسرائيلية والأمريكية المشتركة أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لبضعة أشهر فقط، لكنها أدت إلى فقدان الثقة بين الأطراف الرئيسية، وزادت من إصرار طهران على إعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة، وربما تدفعها إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، والتوجه نحو تطوير سلاح نووي بشكل فعلي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً