ads
ads

بعد استهداف الدوحة.. مصريون يحيون دعوة السيسي لتشكيل قوة عربية لحماية الأمن القومي

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي
كتب : سها صلاح

أعاد الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة طرح تساؤلات كبرى حول قدرة النظام العربي على حماية نفسه من التهديدات الخارجية، هذا الحدث لم يمر مرور الكرام في الشارع المصري، حيث تفاعل آلاف النشطاء مع تدوينة قديمة للرئيس عبد الفتاح السيسي نشرها عام 2015، دعا فيها إلى تشكيل 'قوة عربية موحدة لحماية الأمن القومي العربي'، التفاعل الواسع مع هذه التدوينة عكس شعورًا بأن ما كان يُحذّر منه قبل عقد تقريبًا أصبح واقعًا ملموسًا.

جذور فكرة القوة الموحدة

عندما طرح السيسي فكرته في قمة شرم الشيخ عام 2015، كانت المنطقة مشتعلة بتهديدات الإرهاب وتنظيم داعش، إضافة إلى الحروب في ليبيا واليمن وسوريا، وقد حظي الاقتراح حينها بتأييد سياسي واسع، وشُكّلت لجنة عسكرية من رؤساء أركان الجيوش العربية لوضع تصور عملي، لكن المشروع تعثّر سريعًا بسبب خلافات حول أولويات الأمن: هل الخطر الأساسي هو الإرهاب، أم التمدد الإيراني، أم إسرائيل نفسها؟ هذه الانقسامات جعلت الفكرة حبيسة الأدراج.

ما هي القوة العربية الموحدة؟

المشروع كان يستهدف إنشاء قوة عربية مشتركة ما بين 40 و50 ألف جندي، مجهزين بأسلحة متطورة وطيران هجومي ووحدات انتشار سريع، وكان من المقرر أن تُدار من مركز قيادة في مصر، مع إمكانية التدخل في أي دولة عربية تواجه تهديدًا مباشرًا، الهدف لم يكن فقط الدفاع العسكري، بل أيضًا إرسال رسالة سياسية للعالم بأن العرب قادرون على حماية أمنهم القومي دون الاعتماد الكامل على تحالفات خارجية.

ماذا بعد الضربة الإسرائيلية للدوحة؟

الهجوم الإسرائيلي على قطر جعل هذه الفكرة تبدو أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فالدولة التي لعبت دور الوسيط في ملفات إقليمية حساسة، وجدت نفسها فجأة هدفًا مباشرًا لعدوان عسكري، هذا التطور أعاد للأذهان كلام السيسي بأن 'ترك الأمن القومي العربي بلا مظلة جماعية سيعرّض الجميع للخطر'، المصريون رأوا أن غياب القوة العربية هو ما سمح لإسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها دون خوف من رد جماعي.

ما هي التحديات التي تعرقل المشروع؟

رغم أهمية المشروع، إلا أن العقبات لا تزال قائمة، الانقسام العربي حول تعريف العدو المشترك يعرقل أي توافق، كما أن حساسيات السيادة الوطنية تجعل بعض الدول ترفض نشر قوات عربية على أراضيها، التمويل والقيادة يمثلان عقبة أخرى، حيث تتنافس الدول الكبرى في المنطقة على النفوذ، يضاف إلى ذلك ارتباط بعض الدول بتحالفات مع قوى خارجية مثل أمريكا أو تركيا أو إيران، ما يضعف فرص بناء جبهة عربية صافية، وفقا لوكالة رويترز في تقرير عام 2020

الضربة الإسرائيلية على قطر لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل جرس إنذار يعيد إلى الواجهة أسئلة حول مستقبل الأمن القومي العربي، وبينما يرى البعض أن تدوينة الرئيس السيسي عام 2015 كانت رؤية استشرافية لما يمكن أن يحدث، يبقى التحدي الحقيقي هو تحويل هذه الرؤية إلى واقع، التاريخ أثبت أن غياب التنسيق العسكري يجعل المنطقة مكشوفة أمام التدخلات الخارجية، أما اللحظة الراهنة فقد تكون فرصة جديدة لإحياء مشروع طال انتظاره.

هل تعود فكرة القوة العربية الموحدة إلى الواجهة في اجتماع الدوحة؟

أعاد الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة تساؤلات كبرى حول مستقبل الأمن القومي العربي، وفتح الباب أمام احتمال عودة مشروع 'القوة العربية الموحدة' إلى النقاش مجددًا، ويرى محللون عبر صفحات الوسائل الاجتماعي أن القاهرة قد تستغل الاجتماع لتجديد دعوتها إلى وضع خطوات عملية، مؤكدة أن ما حذرت منه في السابق أصبح واقعًا، غير أن التحديات لا تزال قائمة، إذ لم يُحسم حتى الآن الخلاف حول تحديد 'العدو الأول'، وهل يجب أن تكون المواجهة مع إسرائيل، أم الإرهاب، أم التمدد الإقليمي لقوى أخرى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً