أكد الخبير البيئي الدكتور وفيق نصير أستاذ الهندسة البيئية، أن مصر حتى الآن لم تتوصل إلى حل سليم مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، رغم كل المفاوضات الجارية منذ أعوام، موضحا أن مصر أمامها عدة بدائل للتغلب على مشكلة نقص المياه.
وفي حوار لـ'أهل مصر'، قال ممثل مصر في البرلمان العالمي للبيئة، إن البرلمان العالمي للبيئة بصدد عمل اتفاقية للبيئة بالكامل، وستنفذ في 2020 الجاري، وكشف خلال الحوار عن أسباب التغيرات المناخية التي تحدث في البلاد، والتغييرات السياسية التي ستحدث الفترة المقبلة لعدة دول، كما أنه فتح ملفات هامة بشأن نقص المياه وأزمة سد النهضة وحلها.
*ماهي اتفاقية 2020 للبرلمان العالمي للبيئة؟
هناك اتفاقيات كثيرة تم مناقشتها ولكنها لم تنجح بالقدر المطلوب منها، مثل اتفاقية كيوتو عام 1992، وأعقبتها اتفاقية باريس في عام 2015 للاحتباس الحراري، حالياً البرلمان العالمي للبيئة بصدد عمل اتفاقية للبيئة بالكامل، وستنفذ في 2020 الجاري، وهذا المشروع يشمل الاحتباس الحراري ومشاكل كثيرة أخرى للبيئة، وأهم ما يتم التركيز عليه حالياً هو الزيادة السكانية، فخلال 200 عام فقط زاد سكان العالم من مليار إلى 8 مليار نسمة، وتلك الزيادة سينتج عنها مشاكل لاحصر لها بالنسبة للبيئة مثل ' الاحتباس الحراري- التلوث- القضاء على الموارد الطبيعية للكوكب'.
*تغيير المناخ في مصر وصل إلى التثلج.. ما هي أسبابه؟
-هناك اختلاف بين العلماء في الوقت الحالي، بشأن هل الفترة القادمة سيحدث احتباس حراري بشكل أكبر أم ' global cooling ' أي تثلج مثلما حدث في السابق على الكرة الأرضية في عام 1645-1715، وتجمد فيها نهر التايمز في إنجلترا، وما يحدث الآن في مصر بشكل خاص والكرة الأرضية بشكل عام من تثلج ناتج عن وجود نقاط سوداء على الشمس يمكن أن تؤدي إلى برودة الكرة الأرضية، وبغض النظر عن كل ذلك هناك تلوث قائم حالياً وهو ناتج عن الغازات الكربونية والتي زادت الفترة الماضية منذ بداية الثورة الصناعية من 30% عما كانت عليه من الانبعاثات والمخلفات والبلاستيك، والاتفاقية ستشمل كل تلك النواحي ويجب أن يعي العالم أن الكوكب في خطر حقيقي تلك المرة وإذا لم يتم إنقاذه لن نجد مكانا آخر للعيش به.
*ما تطورات مشروع 2020 وهل بدأ البرلمان العالمي في جولاته؟
بدأنا حالياً في آسيا وكانت آخر محطاتها الهند والتي تعد هي والصين أكبر دول باعثة للتلوث، وتم الحصول على موافقات من كل دول آسيا، المرحلة القادمة ستكون أوروبا وستكون أمريكا وكندا آخر محطتين في أوروبا، وبالنسبة لأفريقيا فلقد حصلنا على جميع الموافقات منها، فنحن نركز على الدول المسببة للتلوث وهي الدول الصناعية الكبرى.
*ما هي المشروعات البيئية التي ستحدث في أفريقيا؟
قارة إفريقيا ستشهد خلال الفترة المقبلة إقامة عدة مشروعات كبرى، ستساعد في الحفاظ على البيئة في المنطقة، ومنها إقامة مشروع 'السور الأخضر العظيم'، يمتد من جيبوتي غربا حتى السنغال بطول ٧ آلاف كيلومتر، و عرض ١٦ ألف كيلو متر، وذلك عبارة عن سور من الأشجار والنباتات ومن أهم فوائده على البيئة وقف زحف الصحراء الغربية في شمال إفريقيا، ويعمل على تحسين المناخ في المنطقة، ويساعد على القضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري، والإعلان عن أكبر محطة طاقة شمسية في العالم بمصر للخروج من أزمتي البترول والفحم والحد منهما.
كما أن هناك مشروع 'حوض بحيرة تشاد' جنوب شمال إفريقيا، لتحسين حالة الغابات والبحيرة. وأيضا من المشروعات الهامة إنقاذ نهر الكونغو والغابات المحيطة التي تعاني حاليًا من انقراض بعض فصائل الحيوانات والنباتات، لذلك تم إنشاء ما يسمى 'الصندوق الأزرق' بتكلفة ٣ مليارات دولار لإنقاذ المياه والغابات في هذه المنطقة.
*هل هناك حل لسد النهضة؟
لم نصل إلى الآن لحل سليم من كل المفاوضات الجارية منذ أعوام، والمشكلة حالياً هي أن مصر كانت تحصل من النيل الأزرق والنيل الأبيض على 85 مليار متر مكعب من الماء سنوياً، ونحصل من النيل الأزرق فقط على 55 مليار متر مكعب، حالياً الأزمة في أن أثيوبيا تريد أن تقطع من النيل الأزرق الذي يصل لمصر 25 مليار متر مكعب من مجمل الـ55 الذي تحدثنا عنهم، وبالتالي هذا سيؤدي إلى عجز كبير في بحيرة ناصر، وسيؤثر ذلك على التوربينات التي تعمل عليها الكهرباء، وسيؤثر أيضاً على كمية المياه الصالحة للشرب ومن ثم على الرقعة الزراعية، ويوجد حلان أمامنا الآن هو نجاح المفاوضات، وتطوير نهر الكونغو ولكنه مكلف ويحتاج إلى وقت لذا نحن كبرلمان عالمي للبيئة نحاول إيجاد حل لمصر في تلك المشكلة.
أما عن البدائل التي من الممكن أن تعملها البلاد في حالة انتقاص حصة مصر من المياه ، أنه لابد أن نفكر في زراعات لا تعتمد على المياه العذبة وإيجاد مصادر للمياه مثل المياه الجوفية، والتوسع في مشاريع لتحلية المياه، وتحديث الري ويتم بالتنقيط والرش، وزراعة الصحراء بنباتات الهلوفايتز والتي تعتمد على المياه الملحة.
*هل ستكون هناك تغييرات سياسية في أمريكا بسبب المناخ؟
مشروع الإتفاقية الجديدة في ٢٠٢٠، ستغير العالم بأكمله بل ستكون أيضاً هناك تغيرات سياسية إذا لم يتم الموافقة عليها، مضيفا أن من تلك التغيرات يمكن عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يوجد مرشحين للرئاسة الأمريكية موافقون على مشروع البيئة الجديد على رأسهم المرشح الأمريكي 'فريند ساندرز' بمشروع 'جرين نيو ديل' وبنوده تشبه كثيرا ما سيقدم من خلال البرلمان العالمي الشهور المقبلة.
*هل هناك طرق لعلاج الاحتباس الحراري؟
العلماء اكتشفوا ١٠٠ طريقة لعلاج التلوث والاحتباس الحراري الذي سيأخذ نصيب الأسد في مشروع ٢٠٢٠، كما سيتم تحديد الغازات الكربونية لدى كل دولة وسيتم دفع رسوم في بنك الكربون لكل دولة تتعدى نسبتها من تلك الغازات وستصرف هذه الأموال على الدول النامية المتضررة من تلوث الدول العظمى.