أثار قرار وقف رحلات العمرة بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) جدلًا واسعًا، وارتباك بين شركات السياحة المنظمة، خاصة ما يتعلق بالتأشيرات وإلغاء الحجوزات، وجاء هذا القرار بعد تزايد حالات الإصابة بالفيروس الغامض في عدد من الدول العربية وتمدده في الشرق الأوسط، حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية تعليق دخول الراغبين في أداء العمرة إلى أراضيها، كإجراء استباقي مؤقت؛ لمنع انتشار "كورونا" بين المعتمرين، وبناء عليه ألغت غرفة شركات السياحة في مصر رحلات العمرة.
وقال محمود شرف الدين، مسؤول بشركة متخصصة في رحلات الحج والعمرة، إن تعليق رحلات العمرة بسبب فيروس كورونا (كوفيد-19) المستجد أثر بالسلب على شركات السياحة، وأثار مخاوف كثيرة لدى العملاء، ومنذ إعلان القرار، بدأ بعض منهم سحب الحجوزات الخاصة بهم وإلغاء الرحلات، والنسبة تزداد تدريجيًا، لافتًا أن كل التأخيرات تتسبب في خسارة فادحة للشركات.
وأضاف "شرف الدين"، أن الشركات قامت بحجز الطيران والفنادق وغيرها من التجهيزات، استعدادًا لموسم الحج، وإذا تم تأجيله هذا العام؛ يتسبب في كوارث لشركات السياحة، ومن الممكن أن تستغني عن بعض العاملين بها، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي اقتراحات لمواجهة تلك الكارثة والحد من الخسائر.
وفي هذا الصدد، قال باسل السيسي نائب رئيس غرفة شركات السياحة، بشأن حقوق المعتمرين الذين تعرضوا لوقف رحلاتهم، إن حقوقهم محفوظة، والموضوع يحتاج إلى مزيد من الوقت فقط، والشركات السياحية ملزمة على إعادة حقوق المواطنين، أو عند عودة الرحلات سيتم سفر المعتمرين بنفس البرنامج، دون إضافة أي أعباء أخرى.
وأضاف "السيسي" لـ"أهل مصر": أن هذه إجراءات احترازية من قبل المملكة السعودية، حفاظًا على سلامة المواطنين جميعًا، ويجب مراعاتها والأخذ بها لحماية المعتمرين من فيروس الكورونا المنتشر حول العالم، مشيرًا إلى أن موسم الحج هناك احتمال كبير لعدم تأجيله، خاصة أن أمامه أكثر من 4 أشهر، ويأمل في السيطرة على "كورونا" خلال تلك الفترة.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب، إن فيروس كورونا ينتشر بشكل كبير في أنحاء العالم، ولكل دولة سيادتها في اتخاذ الإجراءات الوقائية وقرار السعودية إجراء احترازي، لافتًا أن المواطنين أنفسهم يخشون من الأماكن المغلقة، وركوب الطائرة في ظل انتشار "كورونا".
وأضاف رئيس لجنة السياحة بالبرلمان، أن هناك بعض الآراء الطبية التي نشرت بشأن عدم قدرة فيروس كورونا على مقاومة درجات الحرارة المرتفعة، ولكن جاءت التقارير الطبية عكس ذلك، ومن الممكن أن يطور الفيروس من نفسه، مما يؤدي إلى إلغاء موسم الحج هذا العام في حالة عن القدرة على مواجهة "كورونا" قبل بداية الموسم.
وأوضح "صدقي"، أن شركات الطيران والغرفة السياحية، شكلت لجنة دائمة للتفاوض مع الجانب السعودي لاسترداد أموال المعتمرين، وقانون حماية المستهلك، يضمن استرداد الأموال، أو تقديم الخدمة عن عودة الرحلات مرة أخرى؛ ولكن هناك مشكلة كُبرى لأنه في حالة إلغاء التعليق قد يكون شهر رمضان، وفيه الأسعار مختلفة تمامًا، والأعداد مكتملة، مما يتسبب في عقبة كبيرة أمام الشركات.
وتابع قائلًا: "الدولة هتعمل أيه؟"، مشيرًا إلى أن الدولة لا تدخل في تحديد أسعار التجارة، وإطلاق حرية العرض والطلب، وكذلك لا تدخل في حالة المكسب أو الخسارة، وعلى الشركات تحمل الخسارة، وهذا هو حال التجارة، متمنيًا من الله تعويض الجميع، وداعيًا المولى عز وجل بالقضاء على فيروس كورونا في أسرع وقت.