بعد "جواز المتعة" بين الاخوان والشيعة في اليمن.. تركيا تخطط لعمليات إرهابية تهدد السعودية قبل رمضان المقبل

أردوغان
أردوغان
كتب : سها صلاح

تكبدت السعودية منذ دخولها في حرب اليمن خسائر فادحة في الأرواح والأموال لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران للحفاظ علي حدودها وحقوق الشعب اليمني، الذي تكبد الكثير من الأرواح في تلك المعركة التي لم تنتهى بعد، وخلال الأشهر الماضية حاولت المملكة الخروج من اليمن بأقل الخسائر لكنها لم تتمكن من ذلك بعد مع العمليات الأرهابية للحوثيين على حدود المملكة، إذن فمن الرابح من تلك الحرب الدائرة هناك؟

بعد دخول السعودية الي اليمن استعانت أيران بحلفاءها الإرهابيين في المنطقة قطر وتركيا اللتان عملوا على عدم إمكانية خروج قوات التحالف العربي من اليمن سالمين، وساعدهم علي ذلك حزب الإصلاح الإخواني الذي يحاول الآن نشر الفوضى بشكل أكبر في اليمن تزمنا مع وجود فيروس كورونا الوبائي العالمي الذي حصد أرواح العالم في ٣ أشهر منذ خروجه من مدينة ووهان الصينية.

وحتى هذه اللحظة لا تبدو واضحة معالم أي حلّ سياسي في اليمن، ويبدو أن المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، غير قادر، حتى الآن، على إقناع الحوثيين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، والحقيقة أنّ تلك ثالوث الشر لا يجدوا مصلحتهم في إنهاء سريع للصراع في اليمن، بل تعتبر أنّ اشتعال الجبهات في المناطق اليمنية يُحسّن من أوراقها التفاوضية في أكثر من ملف إقليمي، ولذلك يبدو من الطبيعي والمنطقي أن تتجه هذه الأطراف الثلاثة إلى الاستعانة بحلفائها ووكلائها على الأرض اليمنية من أجل عدم التجاوب الجاد والفعلي مع أي مبادرات للتهدئة أو عقد أي تفاهمات أولية، قد تكون نواة لهدنة تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار وعقد اتفاقات سياسية، برعاية أممية.

ما دور حزب الإصلاح الإخواني الآن؟

مع انشغال قوات تركيا المرتزقة في مساندة فايز السراج في ليبيا ضد الجيش اليبي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مقابلة قريبا مع أعضاء حزب الإصلاح الإخواني الي تركيا، وقد حدث خلال الزيارة تفاهمات بين الاخوان والحوثيين للأضرار بقوات التحالف العربي المتواجدين في اليمن من خلال استغلال فيروس كورونا في شقين محاولة نشر المرض للقوات العربية، واستغلال انشغال الدول وعلى رأسهم السعودية بالوباء لتجهيز عمليات إرهابية قبيل رمضان المقبل، تطال المملكة.

زواج المتعة بين الاخوان والشيعة

وقد تحدثت تقارير عن أنّ قمة كوالالمبور التي انعقدت في ديسمبر 2019 في ماليزيا، وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لم تكن تستهدف فقط سحب بساط التمثيل السعودي للعالم الإسلامي، والاحتجاج على زعامة المملكة ، والتفكير بإيجاد منظمة بديلة عن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تقودها الرياض، بل جرى تفاهم تركي-إيراني-قطري على مكاسب الاستمرار في استنزاف السعودية في اليمن، وبمقتضى هذا التفاهم دفعت أنقرة والدوحة بثقلهما لعقد مزيد من التوافقات بين المجموعات المسلحة التابعة لحزب "الإصلاح" الإخواني اليمني من جهة والحوثيين من جهة أخرى، وبتسهيل من طهران، من أجل إبقاء جبهات أبين وشبوة وغيرها مشتعلة، بما يعطّل اتفاق الرياض، بعدما أخفق حزب "الإصلاح" في عدن وتعز ومأرب،كما تستهدف إضعاف المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وقد قامت تركيا بتقديم الدعم الأمني الشامل للقوات التابعة لحزب "الإصلاح" من أجل تمكين الأخيرة من رصد تحركات قيادات ونخب جنوبية، وتقديم معلومات عن قوات المجلس الانتقالي لتكون ضمن "بنك الأهداف" الذي يعمل كلٌّ من الإصلاح والحوثيين على توجيه الأولويات الميدانية نحوها.

ويهدف اردوغان بذلك استمرار مشروع زيادة الحضور التركي في اليمن، والسعي لإقامة قاعدة عسكرية تركية هناك، والتأسيس لبُنية نفوذ تركية مطلة على باب المندب وممراته المائية الحيوية.

كما لا تنفصل حملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السعودية في اليمن عمّا يجري في الإقليم؛ حيث خسائر الرئيس أردوغان تتضاعف في سوريا وليبيا، وفقا لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية على ذلك، من خلال مقال كتبه جورج مالبرونو قال فيه إنّ "الرئيس التركي أردوغان تمكن من حفظ ماء الوجه، حين عاد مؤخراً من موسكو بوقفٍ لإطلاق النار حول إدلب، لكنه عجز عن مقاومة شروط الرئيس الروسي بوتين.

هل روسيا أعطت الضوء الأخضر؟

قالت الصحيفة الفرنسية أن أردوغان اضطر للتنازل عن أهدافه في سوريا مقابل إعطاءه الضوء الأخضر في اليمن لإنشاء منطقته العسكرية على حدود باب المندب ؛ ذلك أنه يعني عملياً تخلي أنقرة عن الجهاديين المتطرفين الأجانب من الإيغور والقوقاز في منطقة جسر الشغور، التي شهدت ظهور لاعب جديد في إدلب هو مليشيا حزب الله اللبناني، الذي أرسل ١٥٠٠ من مقاتليه لاستعادة سراقب.

ولعل هذا جعل أردوغان يستخلص العبر والدروس، فالمكاسب التي يحققها بوتين بالتحالف مع إيران وحزب الله في إدلب سحبت من أردوغان آخر أوراقه في النزاع السوري، ولذلك فإنه يحاول التودد إلى طهران في اليمن، ومن خلال تعاون "حزب الإصلاح" مع الحوثيين، بهدف تقليل خسائر المحور التركي-الإخواني، والحصول على ضمانات حوثية بتأمين تمثيل حزب "الإصلاح" في أي تفاهمات سياسية مقبلة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً