في ٣١ يناير الماضي، لم تسمع الكثير من الدول عن مدينة ووهان الصينية فالشعوب والدول دائما ما يركزون على عاصمة الدولة المجاورة لهم ومن سمع عنها علم أنها أكثر الدول ازدحاما حيث بلغ عدد سكانها قبل الوباء العالمي كورونا الذي خرج منها ١١ مليون نسمة، لتكون تاسع اكبر مدينة صينية من حيث السكان.
وصباح اليوم أعلنت السلطات الصينية أن مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا في البلاد، لم تسجل أي إصابة جديدة وذلك للمرة الأولى فيما ارتفع عدد الإصابات الواردة إلى الصين من الخارج ارتفاعاً قياسياً ومعظمها في العاصمة بكين، وفي إقليم هوبي بوسط الصين، سُجلت 8 وفيات جديدة ومن بينها 6 حالات وفاة في ووهان عاصمة الإقليم.
مدينة ووهان الصينية
المدينة الموقوتة
قبل انتشار الوباء في ووهان كانت تعرف بمناطقها الصناعية و52 معهداً للدراسات العليا ويسكنها أكثر من 700 ألف طالب وطالبة، وهو أكبر عدد للطلبة في أيّ من المدن الصينية.
ووفقا لتقييم فورتشون العالمي، تستثمر في ووهان 230 من أكبر 500 شركة في العالم. وتعد فرنسا من الدول التي لديها استثمارات كبيرة في المدينة؛ إذ تستثمر فيها أكثر من 100 شركة فرنسية، ولشركة بيجو سيتروين للسيارات مصنع في ووهان ضمن شراكة مع إحدى الشركات الصينية.
وتحتوي على العديد من مصانع إنتاج الحديد والفولاذ، كما توجد بها، وفق 'الويكيبيديا' جامعة ووهان، التي احتلت المرتبة الثالثة على مستوى البلاد في عام 2017، وجامعة ووهان للتكنولوجيا.
وكانت تلك المدينة أيضا معقل للتمرد في عشرينيات القرن الماضي عاصمة لحكومة كوومينتانغ اليسارية بقيادة وانغ جينغواي المعادي لشيانج كاي شيك.
كما شهدت المدينة على الانتفاضة التي أدت إلى سقوط أسرة تشينغ وتأسيس جمهورية الصين، وكانت ووهان عاصمة الصين في عام 1927 تحت الجناح الأيسر لحزب الكومينتانغ.
كما عانت ووهان من مخاطر الفيضانات، ما دفع الحكومة إلى إدخال آليات امتصاص صديقة للبيئة.
مدينة ووهان الصينية
البرقوق شعار المدينة
ويعد البرقوق شعارَ مدينة ووهان، وتم اختياره بسبب التاريخ الطويل لزراعة البرقوق المحلي واستخدامه، والاعتراف بالأهمية الاقتصادية الحالية للبرقوق من حيث الزراعة والبحث،وتم استخدام الخوخ البري المحلي طبياً خلال عهد أسرة تشين وهان.
تضاريس ووهان بسيطة؛ فهي منخفضة ومسطحة في الوسط، وذات منطقة تلال في الجنوب، ويمتد نهرا 'اليانغتسي' و'هان' عبرها، فيما يصب نهر 'شي' في نهر اليانغتسي في مقاطعة هوانجبي.
مدينة شبيهة بالفرن
مناخ ووهان شبه استوائي، يتميز بهطول الأمطار الوفيرة وأربعة فصول منفصلة، تشتهر ووهان بصيفها الرطب، عندما تصل نقاط الندى إلى 26 درجة مئوية.
ومع ذلك، تشير بيانات المناخ في الأعوام الأخيرة إلى أنّ ووهان لم تعد من بين المدن التي تأتي في مقدمة 'أكثر المدن حرارة في الصيف'، والمدن الأربعة الجديدة التي 'تشبه الفرن' هي تشونغتشينغ، وفوتشو، وهانغتشو، ونانتشانغ، الربيع والخريف معتدلان بشكل عام في ووهان، بينما يكون الشتاء بارداً مع تساقط الثلوج في بعض الأحيان.
يتراوح متوسط درجة الحرارة الشهري في ووهان على مدار 24 ساعة من 4.0 درجة مئوية في يناير إلى 29.1 درجة مئوية في يوليو،يبلغ إجمالي هطول الأمطار السنوي 1,320 مليمتر (52 بوصة)، معظمه في الفترة بين أبريل ويوليو؛ ومتوسط درجة الحرارة السنوي هو 17.13 درجة مئوية، وتدوم فترة غياب الصقيع 211 إلى 272 يوماً.
كدينة ووهان الصينية
الدين في ووهان
وفقاً لعام 2017، أفادت 'ويكيبيديا' فإنّ 79.2٪ من سكان ووهان هم إما يمارسون عبادة غير دينية، أو يمارسون دين الآلهة والأجداد؛ من بين هؤلاء 0.9 ٪ هم الطاويون. من بين المذاهب الدينية الأخرى، يلتزم 14.7 ٪ من السكان بالبوذية، و2.9 ٪ بالبروتستانتية، و0.3 ٪ بالكاثوليكية و1.6 ٪ بالإسلام، في حين أنّ 1.6 ٪ من السكان يلتزمون بأديان أخرى غير محددة.
ولكن كيف سيذكر التاريخ ووهان، هل سيذكرها بالمدينة التي حاربت الفيروس القاتل، أم أنها القنبلة التي نشرت الوباء العالمي؟!